تحذيرات أممية من ثغرات وجمود.. ماذا يعرقل خارطة الطريق في ليبيا؟
حذّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم الخميس، من ثغرات قد تعرقل تنفيذ خريطة الطريق لحل الأزمة، فما هي؟
وقالت البعثة إن القوانين الانتخابية التي وضعتها لجنة (6+6) رغم كونها خطوة مهمة، تمثل "ثغرات خطيرة" قد تُلغي خيار الناخبين وتعرقل المسار الديمقراطي في البلاد.
وأوضحت البعثة في بيان لها أن من أبرز هذه الثغرات ربط نتائج الانتخابات التشريعية بنجاح الانتخابات الرئاسية، بحيث تُلغى الإجراءات التشريعية في حال تعذر إجراء الرئاسية لأي سبب، حتى لو أُجريت الأولى فعلاً.
وأضافت أن الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية يمكن أن يؤثر على صحة الانتخابات التشريعية، واعتبرت أن هذا الربط غير ضروري قانونيًا ولا يحترم إرادة الناخبين.
وأكدت اللجنة الاستشارية التابعة للبعثة ضرورة تعديل الإطار الانتخابي لمعالجة هذه القضايا، وخاصة فصل نتائج الانتخابات الرئاسية عن التشريعية، مشيرة إلى أن أكثر من 80 بالمئة من المشاركين في استطلاع للرأي أجرته البعثة دعموا هذه التوصية.
الجمود السياسي
وتأتي هذه التصريحات بعد يومين من إحاطة المبعوثة الأممية هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي، التي حذّرت خلالها من استمرار الجمود السياسي وغياب التوافق بين مجلسي النواب والدولة بشأن الإطار الدستوري والانتخابي.
وقالت تيتيه إن البعثة تستعد لعقد حوار وطني شامل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل يركّز على ملفات الحكومة والاقتصاد والأمن والمصالحة الوطنية، مؤكدة أن الهدف هو تهيئة الظروف لإجراء انتخابات شاملة.
صراع المناصب
ويرى الباحث السياسي الليبي محمد امطيريد أن السبب الرئيسي لتعثر تنفيذ خارطة الطريق الأممية هو انشغال المجلسين بالمناصب السيادية لإرباك البعثة وإطالة الأزمة.
وقال امطيريد في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن مجلس النواب لم يُحرز أي تقدم منذ أكثر من شهرين، مشيراً إلى أن تكرار الانقسامات حول المناصب تكتيك قديم لإعاقة أي تسوية.
لا حلول
في المقابل، وصف المحلل السياسي أيوب الأوجلي إحاطة تيتيه بأنها "وصفية بلا حلول واضحة"، موضحاً أنها اكتفت بعرض ما تحقق دون طرح خطة ملموسة للخروج من الأزمة.
وأشار الأوجلي في حديث لـ"العين الإخبارية" إلى أن المبعوثة لوّحت بإمكانية تشكيل لجنة استشارية بديلة لمجلسي النواب والدولة، في حال استمر تعطيلهما، لكنه حذّر من أن الخلاف القائم حول المفوضية العليا للانتخابات قد يقود إلى صدام سياسي قريب.
مبادرات متعثرة
وكانت تيتيه أعلنت في أغسطس/آب الماضي خارطة طريق جديدة تتضمن خطوات نحو الانتخابات والمصالحة الوطنية وتشكيل حكومة موحدة خلال شهرين، غير أن الاشتباكات التي شهدتها طرابلس والانقسامات السياسية أعاقت تنفيذها.
ومنذ آخر انتخابات برلمانية عام 2014، لم تنجح ليبيا في إجراء أي انتخابات رئاسية رغم تحديد مواعيد متكررة، فيما تواصل الأمم المتحدة جهودها لإعادة تحريك مسار تسوية يبدو كل مرة أقرب إلى الانسداد منه إلى الانفراج.