اشتباكات الزاوية الليبية.. معركة نفوذ تفرض تحالفات جديدة
عادت مدينة الزاوية الليبية إلى صدارة المشهدين السياسي والأمني، إثر اشتباكات عنيفة اندلعت اليوم الجمعة.
وتبادلت مجموعات مسلحة إطلاق النار في شارع القناعة وسط المدينة، ما تسبب بحالة من الفوضى والخوف في الأحياء المجاورة.
وقالت مصادر محلية إن مسلحين يستقلون ثلاث مصفحات أطلقوا النار على سيارة مجهولة في محاولة لاغتيال أو اختطاف سائقها، فيما تدخّلت أطراف أخرى في المنطقة لتبادل النيران، ما أدى إلى سقوط قذائف عشوائية أصابت بعض المباني السكنية، وزادت من توتر الأوضاع في المدينة.
ورجّحت المصادر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن يكون المستهدف أحد عناصر مليشيات بن رجب المنتمي إلى اللواء 52 مشاة، على يد مجموعة تُعرف باسم "الجرينات" تابعة لمليشيات الإسناد التي يقودها المليشياوي المطلوب للنائب العام محمد بحرون الملقب بـ"الفار".
معركة نفوذ
ويرى المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن ما يجري ليس معركة تقليدية أو عابرة، بل معركة نفوذ قد تمتد لأيام.
وأوضح أن تحالفات جديدة واستعراضًا للقوة يظهران في المدينة، ما يشير إلى احتمال وجود عملية عسكرية مرتقبة في الزاوية، إذ تسعى حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية إلى إحكام السيطرة على الشريط الساحلي (الزاوية، صبراتة، صرمان)، باعتباره مفتاحًا للتحكم في شبكات تهريب الوقود والهجرة غير الشرعية.
تحالفات جديدة
وتابع الترهوني أن المعركة الحالية هي "معركة بقاء" قد تفرز تحالفات جديدة، إذ يُعد بن رجب أحد أبرز الشخصيات في الزاوية التي تحاول فرض النفوذ لصالح حكومة الدبيبة، بينما تسعى أطراف أخرى إلى إضعاف هذه الحكومة أو إزاحتها.
وأشار إلى أن الصراع في الزاوية لا يقتصر على البعد العسكري فحسب، بل يتداخل فيه البعد الاقتصادي (تهريب الوقود والمهاجرين) مع البعد السياسي، إذ إن السيطرة على الزاوية تعني فعليًا التحكم في مدخل الغرب الليبي وامتلاك ورقة تفاوضية قوية.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في دوامة من الفوضى، وتشير تقديرات غير رسمية إلى وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة.
وباتت الزاوية واحدة من أبرز بؤر هذه الظاهرة التي تقوّض أي مساعٍ لبناء دولة مستقرة، فيما تظل مصفاة النفط في المدينة هدفًا حساسًا يتهدده خطر المليشيات.