نقلة نوعية في مترو فرنسا.. قطارات MF 19 مزودة بمخارج USB
قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن فرنسا تستعد لتطوير خطوط قطارات المترو في باريس، اعتباراً من 16 أكتوبر/تشرين المقبل.
وأوضحت أن الخط رقم 10 من مترو باريس سيشهد نقلة نوعية مع دخول أولى عربات MF 19 الجديدة إلى الخدمة، وهي قطارات مجهزة بمكيفات هواء، ومخارج USB، وأنظمة مراقبة بالفيديو".
وأضافت:" كما ستزود العربات بشاشات للمعلومات وتصميم داخلي مفتوح بالكامل دون فواصل بين العربات، ما يتيح مساحة أكبر وانسيابية في التنقل. وبحلول عام 2033، من المقرر أن يتم تعميم هذا النوع الجديد من القطارات على سبعة خطوط أخرى.
عرض رسمي لأول قطار MF 19
وداخل ورش الصيانة التابعة لـ RATP قرب بوابة فيليت بباريس، قُدمت يوم الجمعة أول عربة MF 19 مصنّعة من طرف شركة ألستوم.
وهذه العربات البيضاء والزرقاء ذات الطابع العصري تختلف جذريًا عن عربات MF 67 القديمة التي ستخرج نهائيًا من الخدمة. فهي أقل ضجيجًا، تطلق جسيمات دقيقة أقل، وتجمع بين الراحة التكنولوجية الحديثة والحلول البيئية.
ويؤكد ماتيو لوروا، مدير المشاريع في RATP، أن هذه القطارات الجديدة ستسمح بزيادة معدل انتظام المواعيد بنحو 4 إلى 5 نقاط. أما فاليري بيكريس، رئيسة هيئة "إيل دو فرانس موبيلتيه»، فقد ذهبت إلى حد وصف هذه المرحلة بأنها "ثورة حقيقية للمترو بعد أولمبياد 2024".
خطة تجديد ضخمة
رغم أن الانطلاقة ستكون من الخط 10، حيث ستستبدل 30 عربة خلال العامين المقبلين، إلا أن المشروع يتعدى ذلك ليصبح عملية صناعية ضخمة تشمل كامل شبكة المترو. فبحلول عام 2033، ستزود سبعة خطوط أخرى (7 bis، 3 bis، 13، 12، 8، 3، و7) بعربات MF 19 جديدة، في إطار صفقة ضخمة لشراء 410 قطارات بميزانية قدرها 3 مليارات يورو (3.5 مليار دولار).
وتخطط ألستوم لتسريع وتيرة الإنتاج تدريجيًا: قطار واحد شهريًا في 2026، قطاران شهريًا في 2027، ثم ثلاثة قطارات شهريًا ابتداءً من السنوات التالية. والأهم أن معظم هذه العربات ستُنقل من مصنع ألستوم قرب فالنسيان إلى باريس بالقطار بدل الشاحنات، ما سيسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بما يعادل 500 إلى 600 طن.
تحديات لوجستية وتقنية
التغيير لا يقتصر على العربات وحدها، بل يفرض تحديثًا شاملاً على المحطات، الورش، والبنية التحتية. فقد تم بالفعل إعادة تهيئة بعض الأرصفة لأن القطار الجديد أوسع من سابقيه، كما تم تعزيز الإمداد الكهربائي لأن MF 19 يستهلك طاقة أكبر أثناء التسارع والكبح. إلى جانب ذلك، أُدخل نظام جديد للتحكم في السرعة، وتكنولوجيا اتصالات لاسلكية عالية السعة لضمان تشغيل أنظمة المراقبة.
أما ورش الصيانة، فهي تواجه تحديًا كبيرًا لاستيعاب هذه القطارات الجديدة المليئة بالأنظمة الرقمية والإلكترونية. لذلك أُطلقت برامج تدريبية للمهندسين والفنيين بالتعاون مع ألستوم.
كما جرى تعديل ورشة فوغيرار لتنتقل من 9 أرصفة إلى 5 فقط، بينما ستُهدم ورشة سان فارغو بالكامل وتُعاد بناؤها لتفتح أبوابها من جديد عام 2030.
وإضافة إلى ذلك، ستنشأ مواقع صيانة جديدة في شوازي وكريتاي، مع زيادة القدرة الكهربائية في معظم الورش. وتُقدر تكلفة هذه التحديثات بـ 200 إلى 500 مليون يورو (234.7 - 586.7 مليون دولار) لكل خط.
رهان جديد يعادل "الأولمبياد"
ويصف جان كاستيكس، المدير العام لـ RATP (والذي أصبح حديثًا رئيس SNCF)، هذه العملية الضخمة بأنها بمثابة "برنامج أولمبياد جديد"، في إشارة إلى حجمها وتعقيدها.
فالتحضير لهذه المرحلة بدأ منذ عام 2017، أي قبل سنوات من توقيع طلبية القطارات في 2019. واليوم، يقف المشروع عند نقطة تحول فارقة، حيث سيبدأ الركاب في اختبار النتائج على أرض الواقع قريبًا جدًا.