هزيمة مدوّية للإخوان في الانتخابات البلدية الليبية

وكالة أنباء حضرموت

تنتظر ليبيا الإعلان رسميا عن نتائج انتخابات المجموعة الثانية من المجالس البلدية في ظل حديث عن هزيمة مدوّية لتيار الإسلام السياسي.

وقالت مصادر مطلعة إن لوائح الإخوان منيت بهزيمة فادحة، فيما كشف الناشط الحقوقي حسام القماطي عن تحركات مشبوهة تستهدف تغيير نتائج انتخابات بلدية زليتن لصالح قائمة “الرسالة” التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وذلك بالتنسيق بين عدة شخصيات رسمية.

واتهم القماطي كلا من رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك، وعضو مجلس الدولة الاستشاري عبدالسلام الصفراني، بالوقوف وراء هذه التحركات، مشيرا إلى أن التنسيق جرى مع مدير مديرية أمن زليتن عمر رحيل.

ومنيت قائمة الإخوان كذلك بخسارة فادحة في انتخابات بلدية طرابلس التي ذهبت أغلب مقاعد مجلسها البلدي إلى قائمة “السارية”، كما سجل الإسلام السياسي فشلا ذريعا في كسب ثقة الناخبين ببلديات المناطق الداخلية في إشارة واضحة إلى انتهاء مشروعه في ليبيا.

وأعلنت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان رصد وتوثيق العديد من الخروقات وشبهات التزوير في عدد من مراكز الاقتراع خلال العملية الانتخابية ببلدية سواني بن آدم وبلدية حي الأندلس وطرابلس المركز.

المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان ترصد وتوثق العديد من الخروقات وشبهات التزوير في عدد من مراكز الاقتراع

وحملت المؤسسة المفوضية العليا للانتخابات كامل المسؤولية القانونية عن الإخفاق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها، كما حملت وزارة الداخلية بحكومة عبدالحميد الدبيبة كامل المسؤولية القانونية حيال الخروقات الأمنية والاعتداءات التي طالت عددا من مراكز الاقتراع في بلديات سواني بن آدم، وبلدية حي الأندلس، وطرابلس المركز.

وطالبت بتعليق العملية الانتخابية فورا إلى حين إجراء تدقيق شامل وشفاف لكافة المراكز المعنية، وبإعادة إتاحة الفرصة للمواطنين لممارسة حقهم في انتخابات نزيهة تحترم إرادتهم، بما يعزز الثقة في المسار الديمقراطي ويحفظ الاستقرار الوطني.

وشهدت ليبيا السبت، انتخابات 26 مجلسا بلديا بينما تأجلت عملية الاقتراع في 25 بلدية لأسباب أمنية وأخرى مرتبطة بمعوقات تنظيمية.

وجدّدت حكومة الوحدة المنتهية ولايتها دعمها للمجالس البلدية المنتخبة، واصفة إياها بالشريك الأساسي في تحقيق التنمية المحلية وتعزيز مبدأ اللامركزية، بما يضمن قرب الخدمات من المواطن والاستجابة لأولوياته اليومية.

وقال الدبيبة “أبارك لهذه البلديات إنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي، الذي جرى في أجواء آمنة ومنظمة”، مشيدا بالجهود التي بذلتها وزارة الداخلية، والتي ساهمت في سير العملية الانتخابية بسلاسة ودون تسجيل أي خروقات أمنية. وأكد أن الأهم من ذلك هو وعي المواطنين وإصرارهم على ممارسة حقهم الديمقراطي.

ومن جانبه، أعرب المجلس الأعلى للدولة عن ارتياحه الكبير لنجاح المجموعة الثانية من الانتخابات البلدية، وهنأ أبناء الشعب الليبي على نجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي، مشيدا بمستوى الأمن والتنظيم والالتزام بروح المسؤولية الوطنية، معلنا دعمه للمجالس البلدية المنتخبة باعتبارها ركيزة أساسية في تعزيز الحكم المحلي، وتحقيق التنمية المستدامة، وتلبية احتياجات المواطن اليومية، وفق مبدأ اللامركزية الذي نص عليه الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي الليبي.

المفوضية الوطنية للانتخابات أشارت إلى أن جميع مراحل العد والإحصاء تخضع لرقابة مشدّدة من قبل اللجان المختصة، وبحضور ممثلين عن المراقبين المحليين والدوليين

واستنكر المجلس بشدة تعطيل ومنع إجراء الانتخابات في عدد من بلديات الشرق والجنوب، معتبرا ذلك انتهاكا صارخا للحقوق السياسية للمواطنين وإعاقة لمسار بناء الدولة.

وافتتحت المفوضية الوطنية للانتخابات في ليبيا صباح الأحد مركز العد والإحصاء بمقرها الرئيسي في العاصمة طرابلس، عقب استلام صناديق استمارات النتائج من 26 بلدية شهدت السبت عملية الاقتراع.

وقالت إن 157 موظفا باشروا على الفور إدخال البيانات ومطابقتها وفق الإجراءات الفنية والمعايير المعتمدة، بما يضمن أعلى درجات الشفافية والدقة في رصد النتائج الأولية.

وأكدت المفوضية أن مركز العد والإحصاء يُعد محطة أساسية في مسار العملية الانتخابية، حيث يتم عبره تجميع ومراجعة الاستمارات الواردة من مراكز الاقتراع وإدخالها في النظام الإلكتروني الخاص بالمفوضية، تمهيدا لإعلان النتائج الأولية خلال 21 يوما.

وأشارت إلى أن جميع مراحل العد والإحصاء تخضع لرقابة مشدّدة من قبل اللجان المختصة، وبحضور ممثلين عن المراقبين المحليين والدوليين ووسائل الإعلام، بما يعزز الثقة في شفافية العملية الانتخابية ونزاهتها.

وبحسب المفوضية، فإن عدد المقترعين بعد قفل مراكز الاقتراع بلغ حسب الإحصائية الأولية 161.684 ناخب في البلديات المستهدفة، وعددها 26 مجلسًا بلديًا، فيما بلغت نسبة المشاركة في عملية التصويت التي جرت في 459 مركز انتخاب، و1041 محطة اقتراع بلغت 71 في المئة.

وفي الأثناء، جددت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دعوتها إلى الإسراع في استئناف الانتخابات البلدية في 16 بلدية، كانت قد توقفت فيها العملية الانتخابية عشية يوم الاقتراع، إضافة إلى البلديات التي تعذر إجراء الانتخابات فيها خلال شهر يوليو الماضي.

وأكدت البعثة في بيان أن استكمال الانتخابات في هذه البلديات أمر ضروري لضمان ممارسة المواطنين حقهم في انتخاب ممثليهم المحليين، عبر عملية انتخابية شاملة وسلمية وشفافة تغطي كافة مناطق البلاد، وقدمت تهانيها إلى 26 بلدية ليبية أجريت فيها الانتخابات بنجاح، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة الأولية بلغت 71 في المئة، بناءً على تقارير المراقبين التي أكدت أن العملية الانتخابية جرت بشكل منظم وسلمي.