خطر الإخوان يُقلق كندا.. مدّ التطرف يعبر أوروبا لأمريكا الشمالية
قبل أكثر من 30 عاما أعربوا عن رغبتهم في «غزو» أمريكا الشمالية، وها هم اليوم يحاولون تجسيد هوسهم عبر تمدد مسموم يفاقم المخاوف.
الإخوان، الجماعة التي تمتد مخططاتها على عقود وتنفذها تحت واجهات بعناوين متعددة ومختلفة، لكنها تتقاطع عند التطرف وأخونة المجتمعات تمهيدا لتطويعها وإخضاعها.
ورغم البعد الجغرافي لأمريكا الشمالية عن الحيز التقليدي لنشاط الجماعة، فإن ذلك لم يمنعها من إلقاء شباكها مستخدمة ذات الوسائل والأساليب التي طبقتها في أوروبا.
وكشفت شبكة "سي نيوز" الفرنسية أنه قبل أكثر من ثلاثين عامًا، صاغت جماعة الإخوان مذكرة داخلية كشفت فيها عن طموحها لاختراق أمريكا الشمالية.
واليوم، وبعد مرور ثلاثة عقود، يبدو أن هذا الحلم يتحوّل إلى واقع عملي، مدعوم بوسائل مقلقة واستراتيجية ناعمة.
اختراق الغرب
جماعة الإخوان التي تأسست عام 1928، جعلت من أوروبا محورًا أساسيًا في العقود الماضية. إلا أن بوصلة التنظيم الآن تتجه نحو كندا والولايات المتحدة، بحسب الشبكة الفرنسية.
وقالت إنه "في وثيقة مفصلة من 18 صفحة، كُتبت عام 1991 وكُشف عنها في عام 2007، عرضت الجماعة استراتيجيتها طويلة المدى لفرض نفوذها في أمريكا الشمالية عبر ما وصفته بـ"العملية الحضارية-الجهادية".
وتهدف هذه العملية بحسب الوثيقة إلى "تخريب وإزالة وتدمير الحضارة الغربية من الداخل".
التخفي والاندماج
بحسب ما حذر منه "معهد دراسة معاداة السامية والسياسات العالمية" الشهر الماضي، فإن المنظمات التابعة للإخوان تتزايد بشكل مقلق في كندا.
وتعتمد الجماعة على استراتيجية "التخفي والاندماج"، للعمل بهدوء من داخل المؤسسات.
وتشجع قيادة الجماعة أنصارها على الوصول إلى مناصب حساسة داخل الحكومة والهيئات الرسمية، بهدف الترويج لسياسات تتماشى مع الشريعة الإسلامية.
وتشير تقارير حكومية فرنسية إلى أن الجماعة تعتمد ما يُعرف بـ"الغموض الاستراتيجي"، وهي تكتيكات تدريجية لتغيير المجتمعات الديمقراطية من الداخل دون إثارة الانتباه.
حوادث وتظاهرات
شهدت كندا ارتفاعًا بنسبة 670% في الحوادث المعادية للسامية خلال عام 2024، إلى جانب تسجيل 83 قضية مرتبطة بالإرهاب بين أبريل/نيسان 2023 ومارس/آذار 2024.
كما تزايدت المظاهرات المؤيدة لحركة حماس الفلسطينية، وأصبحت أكثر عنفًا وتطرفًا، في إشارة إلى تأثير فكري متصاعد للإخوان على الخطاب العام في كندا.
ترامب يضغط.. وأمريكا تراقب
في أكثر من مناسبة، وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بممارسة الضغط على كندا من أجل إعادة إدراج الجماعات المرتبطة بالإخوان على القوائم السوداء، خصوصًا تلك التي تتخفى تحت عباءة المنظمات الدينية أو الخيرية.
ووفقًا لتقارير، فإن السلطات الأمريكية تستعد لتشديد الرقابة على الأنشطة العابرة للحدود التي قد تكون مرتبطة بالتنظيم، خاصةً برامج التبادل الأكاديمي، والمؤتمرات الحية، وتحويلات الأموال.