مبعوث ترامب في ليبيا تمهيدا للإعلان عن مبادرة أميركية للحل السياسي

وكالة أنباء حضرموت

قالت مصادر ليبية  إن مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الأفريقية والشرق الأوسط، مسعد بولس، سيصل إلى ليبيا الأربعاء في زيارة رسمية تشمل العاصمة طرابلس حيث سيجتمع مع كل من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى ورئيسة البعثة الأممية هانا تيتيه.

وفي بنغازي، سيلتقي بولس مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح.

وبحسب المصادر، فإن هذه اللقاءات تهدف إلى بحث عدد من القضايا السياسية والاقتصادية، إضافة إلى استعراض فرص التعاون المشترك بين البلدين. وستتناول تطورات الأوضاع الداخلية في ليبيا، وأفق الدعم الأميركي للعملية السياسية، لاسيما مع استمرار تعثر مسار الانتخابات، إضافة إلى قضايا اقتصادية تتعلق بالإصلاح المالي والاستثمار الأجنبي.

جدل حول نوايا إدارة ترامب نقل سجناء من سجون بلاده إلى ليبيا، كما ما راج من دعوة إسرائيل الإدارة الأميركية إلى التدخل لإقناع سلطات طرابلس باستقبال فلسطينيين

وكان من المنتظر أن يزور بولس ليبيا في 14 يونيو الماضي قبل أن يتم تأجيل الزيارة تفاديا لأي تداخل مع التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر برلين، الذي انعقد لاحقًا في 20 يونيو الماضي بمشاركة أطراف دولية فاعلة.

ويعد رجل الأعمال الأميركي من أصول لبنانية مسعد بولس من المقرّبين من الرئيس الأميركي بحكم القرابة العائلية التي جمعتهما بعد أن كان نجله مايكل بولس تزوج بأصغر بنات الرئيس ترامب تيفاني في العام 2022.

وولد مسعد بولس عام 1971 في قرية كفر عقا بقضاء الكورة في شمال لبنان لعائلة مسيحية أرثوذكسية. وترك لبنان وهو شاب يافع وتوجه إلى ولاية تكساس بالولايات المتحدة أين أكمل دراسته وتحصيله العلمي في جامعة هيوستن، وحصل على شهادة في القانون وبعد إنهاء مشواره التعليمي، تولى إدارة أعمال عائلته ليصبح المدير التنفيذي لشركة “بولس إنتربرايزز” النيجيرية التي تنتج وتوزع المعدات الميكانيكية والدراجات النارية بمنطقة غرب أفريقيا.

وتأتي زيارة المسؤول الأميركي إلى ليبيا في ظل استمرار الجدل حول جملة من المسائل العالقة بين البلدين ومنها الحديث عن نوايا إدارة ترامب نقل عدد من السجناء من سجون بلاده إلى الأراضي الليبية، وما راج خلال الأيام الماضية من دعوة إسرائيل الإدارة الأميركية إلى التدخل لإقناع سلطات طرابلس باستقبال فلسطينيين تخطط حكومة بنيامين نتنياهو لتهجيرهم من قطاع غزة.

وينتظر أن يتم الإعلان قريبا عن خطة أميركية للحل السياسي في ليبيا، لكن الطرف الذي سينجح في عقد صفقة مقنعة مع ترامب هو الذي ستكون له الذراع الطولى خلال المرحلة القادمة، وهو ما يحاول الدبيبة تحقيقه بعرضه جملة من المغريات الاقتصادية والإستراتيجية على الإدارة الأميركية الحالية.

زيارة مسعد بولس إلى ليبيا تأتي بعد لقاءات عدة جمعته بكبار المسؤولين في دول ذات صلة بالملف الليبي

وفي مايو الماضي، كشف تقرير إخباري لشبكة “إن بي سي” الإخبارية الأميركية عن أن إدارة ترامب تفكر في خطة لنقل ما يصل إلى مليون فلسطيني بشكل دائم من قطاع غزة إلى ليبيا، وذلك مقابل أن تفرج واشنطن للحكومة الليبية عن مليارات الدولارات من الأموال التي جمّدتها الولايات المتحدة منذ العام 2011.

وكان بولس قد زار القاهرة في تلك الأثناء، وحظي بلقاء مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تم خلاله تناول الأوضاع في ليبيا، وكيفية استعادة الاستقرار بالأراضي الليبية، حيث أشار السيسي إلى حرص مصر على الحل الليبي – الليبي، مؤكدًا أن بلاده كانت ولازالت الأكثر تضررًا من حالة عدم الاستقرار بليبيا والأكثر حرصًا على دعم كافة خطوات التسوية السياسية المطروحة بالملف الليبي.

وفي التاسع من يوليو الجاري، أعرب ترامب عن دعمه لإجراء إصلاحات شاملة في كل من ليبيا والسودان، مؤكدا أن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلدين يمثل خطوة أساسية نحو إعادة البناء وجذب الاستثمارات.

ويرى مراقبون أن زيارة مسعد بولس إلى ليبيا تأتي بعد لقاءات عدة جمعته بكبار المسؤولين في دول ذات صلة بالملف الليبي كتركيا والإمارات ومصر وقطر والسعودية. وستكون فرصة ملائمة لإجراء حوار معمّق مع كبار المسؤولين في طرابلس وبنغازي وسبر آرائهم،  وإبلاغهم بالخطوط العريضة لمشروع الحل وملامح الوضع النهائي الذي تطمح واشنطن إلى تكريسه عمليا بعد إقناع مختلف الفرقاء الليبيين بأهدافها وتأمين ظروف تطبيقها على أرض الواقع.