تستعد لـ«سيناريو الكارثة».. ألمانيا تُنعش ذاكرة الحرب بملاجئ حديثة

وكالة أنباء حضرموت

في تحول لافت في سياساتها الدفاعية، بدأت ألمانيا خطوات عاجلة لإعادة تأهيل شبكة الملاجئ المدنية في البلاد بعد عقود من إغلاقها.

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أغلقت الحكومة الألمانية آلاف المخابئ عقب نهاية الحرب الباردة، معتبرة آنذاك أن خطر الحرب قد تراجع بشكل كبير.

واليوم، ومع تصاعد التهديدات الروسية واشتداد الحرب في أوكرانيا، تجد برلين نفسها مضطرة لإعادة النظر في جاهزيتها الداخلية، وتحديدًا في ما يخص حماية المدنيين.

يشير التقرير إلى أنه من أصل نحو 2000 ملجأ وغرفة محصنة كانت تعمل خلال الحرب الباردة، لم يتبق سوى 580 منشأة، توفّر حماية لنحو 480 ألف شخص، أي ما يعادل 0.5 % فقط من السكان.

مخبأ ضخم يعود إلى الحرب العالمية الثانية في مدينة هامبورغ

ورغم ذلك، وصفت الحكومة الألمانية هذه المنشآت بأنها "غير صالحة للعمل"، حيث توقفت أعمال الصيانة والتشغيل منذ سنوات.

ومع تحذيرات خبراء عسكريين من إمكانية امتداد الصراع الروسي ليطال أوروبا الغربية خلال الأعوام المقبلة، يتصاعد القلق داخل الأوساط الأمنية الألمانية بشأن جاهزية البلاد لأي هجوم محتمل.

خطط طارئة واستراتيجية لامركزية
تسعى السلطات الألمانية إلى اعتماد نهج لامركزي أكثر مرونة، يقوم على إعادة تأهيل البنية القائمة، مثل مواقف السيارات تحت الأرض، ومحطات المترو، والأقبية، وتحويلها إلى ملاجئ محصنة ضد الطائرات المسيّرة وشظايا الصواريخ.

ويهدف مشروع تجريبي إلى توفير مأوى لمليون شخص بحلول نهاية عام 2026، من خلال تعزيز هذه المساحات بالبنية اللازمة من أسرّة ومرافق صحية ومياه شرب وأنظمة تنقية الهواء.

ويجري حاليًا تطوير تطبيق إلكتروني يرشد السكان إلى أقرب ملجأ في حالات الطوارئ، إضافة إلى تعليمات لتحويل غرف خاصة في المنازل إلى أماكن محمية.

نحو "جاهزية حرب" شاملة بحلول 2029
ضمن استراتيجية أوسع تُعرف باسم "خطة عمليات ألمانيا"، تسعى برلين للجاهزية للحرب بحلول عام 2029.

مخبأ ضخم يعود إلى الحرب العالمية الثانية في مدينة هامبورغ

وأشار التقرير إلى أن العديد من ملاجئ الحرب العالمية الثانية المعروفة باسم "الهوخبونكر" ما زالت قائمة في مدن ألمانية، وقد تحوّلت على مدى العقود إلى معارض فنية ومنازل فاخرة ووجهات سياحية، رغم بنيتها الفولاذية الصلبة، إلا أن السلطات تعتبر إعادة تأهيل هذه المنشآت مكلفًا وغير عملي في كثير من الحالات.

بالتوازي مع الجهود الحكومية، يشهد القطاع الخاص اهتمامًا متزايدًا، حيث يتجه المواطنون الألمان إلى شركات متخصصة لبناء ملاجئ شخصية في منازلهم، مزودة بأنظمة كهرباء ومياه وحماية من الإشعاع.

ويقول بيتر أورنهامر، مالك شركة DSZ المتخصصة في تصميم المخابئ الخاصة: "قبل سنوات، كان هذا الموضوع يُقابل بالسخرية.. الآن، تغيّرت الأمور نتيجة الحرب في أوكرانيا، والاضطرابات في الشرق الأوسط، وحتى تغيّر علاقات ألمانيا الخارجية".