محافظة شبوة

الشيخ لحمر بن لسود لـ(وكالة أنباء حضرموت): لا نريد أن نكون "المزرعة المتضررة" في صراع الكبار

الشيخ لحمر بن لسود - وكالة أنباء حضرموت

حفظ الصورة
فريق تحرير وكالة أنباء حضرموت
وكالة أنباء حضرموت

أكد الشيخ لحمر بن علي لسود، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة، أن المحافظة شهدت خلال النصف الأول من العام الجاري تحسنًا ملحوظًا في الجوانب الأمنية والخدمية، مشيرًا في الوقت نفسه إلى وجود تحديات معيشية واقتصادية تتطلب تدخلًا عاجلًا من الدولة والأطراف الإقليمية، داعيًا إلى "وقف معاقبة الجنوب" على مواقفه الوطنية.

وفي مقابلة خاصة مع وكالة أنباء حضرموت، أوضح الشيخ لسود أن المحافظة نفذت حزمة من المشاريع التنموية الممولة إماراتيًا، أبرزها إنشاء ثلاث مدارس وروضة أطفال، وترسية مناقصات لبناء كليات جديدة، إلى جانب مشروع محطة طاقة شمسية بقدرة 53 ميجاوات، ومشاريع بنية تحتية في الطرق والصحة والرياضة والزراعة.

وقال إن المستشفى الذي يحمل اسم الشيخ محمد بن زايد في شبوة يقدم خدمات طبية مجانية، ويشهد تشغيل أجهزة متقدمة في مجال الرنين والأشعة، مؤكدًا أن هذه المشاريع نُفذت بمتابعة مباشرة من محافظ شبوة الشيخ عوض بن محمد الوزير، مشيدًا بدور الشباب في دخول ميدان الاستثمار، ومعتبرًا أن "جيل اليوم هو ركيزة الاستقرار والتنمية في الجنوب".

الوضع المعيشي صعب والغضب الشعبي مشروع

رغم هذه الإنجازات، أشار الشيخ لسود إلى أن الوضع المعيشي في شبوة لا يزال "مؤلمًا" وأن "المعلم مضرب عن العمل بسبب تأخر الرواتب"، محذرًا من أن المواطن "لم يعد يحتمل مزيدًا من الضغوط الاقتصادية في ظل انهيار دخل الأسرة".

وحمل الشيخ لسود السلطات المركزية مسؤولية تردي الأوضاع، موضحًا أن الأزمة الاقتصادية "ليست ناتجة عن قصور محلي فقط، بل نتيجة فشل اقتصادي على مستوى الدولة"، داعيًا إلى "إعادة تصدير النفط وتحويل عائداته لخدمة المواطن"، ومشبهًا واقع الجنوب بـ"صاحب المزرعة التي تضررت جراء شجار الآخرين"، في إشارة إلى الصراعات الإقليمية التي انعكست سلبًا على المحافظات الجنوبية.

العلاقة مع السلطة المحلية... شراكة تنسيقية

وفي رده على سؤال حول العلاقة بين المجلس الانتقالي والسلطة المحلية، قال الشيخ لسود إن التنسيق قائم على مختلف المستويات، مشيدًا بقيادة المحافظ عوض الوزير، الذي "تسلم شبوة في مرحلة حرجة ونجح في إعادة ترتيب الوضع الأمني والخدماتي بعد سنوات من الانتهاكات التي ارتكبتها قوى احتلال سابقة"، على حد تعبيره.

ملف الشركات النفطية والثروات المنهوبة

وحول ملف النفط والشركات المشغّلة، أكد الشيخ لسود أن المجلس الانتقالي الجنوبي لديه رؤية واضحة لإعادة الثروة إلى "يد الدولة"، متهمًا قوى ما بعد حرب 1994 بتقاسم الثروات في شبوة وحضرموت وتحويلها إلى مصالح شخصية.

مكافحة الإرهاب: إنجازات رغم غياب الدعم

فيما يتعلق بملف الإرهاب، أشار إلى أن قوات الأمن الجنوبية تمكنت من تفكيك معظم الخلايا النشطة في شبوة، وأن ما تبقى من خلايا "تتحرك بين شبوة وأبين قادمة من محافظات مجاورة"، مؤكدًا أن الجنوب يقاتل الإرهاب "دون أي دعم دولي أو إقليمي يُذكر".

الحدود مع الحوثيين: معركة يومية

وعن الأوضاع في الجبهات الحدودية مع الحوثيين، أوضح الشيخ لسود أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في مناطق مثل عين وبيحان وحريب، وأن "قواتنا الجنوبية تتصدى يوميًا لهجمات الحوثيين في مختلف الجبهات الممتدة حتى كرش ورأس العارة".

زيارة الزبيدي ومؤتمر الحوار الجنوبي

وحول زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، إلى شبوة في مارس الماضي، وصفها الشيخ لسود بأنها "نقطة تحول" شملت تدشين مشاريع تنموية، وإعادة افتتاح مطار عتق، إلى جانب لقاءات مع كافة مكونات المجتمع الجنوبي، مؤكدًا أن الزيارة "جسدت وحدة الهم الوطني من المهرة إلى باب المندب".

واختتم الشيخ لحمر حديثه لوكالة انباء حضرموت بالتأكيد على أهمية مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي المنعقد في مايو 2023، واصفًا إياه بأنه "منهج مستدام لحل الخلافات وتوحيد الرؤى"، مضيفًا: "الحوار هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمات، أما البدائل الأخرى فهي مزيد من الدمار والخراب".