"بنتي جلحة".. تنمر أم عراقية على ابنتها يثير عاصفة من الغضب الافتراضي

وكالة أنباء حضرموت

تحولت الطفلة العراقية رندة إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الأخيرين، بعد انتشار فيديو قصير ظهرت فيه مع والدتها إيمان في مقابلة تلفزيونية عابرة حاولت خلالها الأم إبعادها عن الكاميرا قائلة بنتي “جلحة” أي سمراء وليست جميلة أثارت استياء عدد كبير من المستخدمين.

وتم تصوير الفيديو خلال مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات المحلية، حيث سألَت المذيعة الأم إن كانت الطفلة الجالسة بجوارها هي ابنتها، لتجيب الأم وهي تضحك بكلمة “بنتي جلحة”، وهي كلمة دارجة في اللهجة العراقية تُستخدم للإشارة إلى القبح أو قلة الجمال، ثم دفعت الطفلة قليلا عن الكاميرا، في مشهد أثار موجة من الانتقادات.

ووصف الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تصرف الأم بـ “الصادم”، مع سيل من التعليقات الغاضبة حيث اتهم البعض الأم بالتنمر على طفلتها والتقليل من شأنها علنا، بينما عبّر آخرون عن تعاطفهم مع الطفلة، متسائلين عن الأثر النفسي المحتمل لمثل هذا الموقف على مشاعرها.

ناشطون رفضوا الحملة الشرسة على الأم معتبرين أنه لا يمكن للناس أن يكونوا أكثر عطفا على الطفلة من أمها

في المقابل، أطلق مستخدمون حملة مديح للطفلة “رندة”، واصفين ملامحها بالبريئة والجميلة، ولقّبها البعض بـ “الملكة السومرية” تعبيرا عن تقديرهم لجمالها الطبيعي، ونقل ناشط أبياتا شعرية لأحد الشعراء يصف فيها جمال براءة الطفلة:

khaldalqan@
الموقف الذي سبب حرجاً للبنت الجميلة (رندة) أثّر بالشاعر (حمزة الحلفي) مما أدى إلى كتابة مقطع شعري في حقها، ذكر فيه..

يا سمار الليل

وعيونج براءة طفله سمحه

مثل حبات العنب

مرسومه فوگ الوجنه لوحه

اشگد عسل خله بضحكتج

ومستحاچ الخله فوگ

الضحكه فرحه

يافرض الله بصلاة الحسن

والتسبيح نفحه

حاجبج قبلة عباده

وشعرج المظفور سبحه


وجاء في تعليق:

redoute41@
الطفلة اللي حاولت أمها تخفيها عن الكاميرا ، خطفت قلوب الناس بجمالها وبراءتها

الطفلة جميلة، نظرتها دافية، وملامحها تنحب بدون أي تكلّف تبارك الرحمن

سبحان الله… لما الإنسان يحاول يمحي نور غيره، أحيانًا يصير هو السبب في ظهوره للناس

الناس شافت الطفلة، وحبتها، وانقلبت القصة كلها… لأن النية السيئة ما تعيش طويل، والنور ما ينطفي

(رسالتي لكل أم وأب) لا تقلل من قيمة طفلك، مو بس قدام الناس، حتى بينك وبينه الكلمة الجارحة ممكن تمحي شعوره بالثقة طول عمره .


ووسط تزايد الجدل، خرجت الطفلة رندة بفيديو توضيحي، ناشدت فيه الجمهور بوقف الهجوم على والدتها، موضحة أنّ الكلمة التي قالتها تُستخدم داخل البيت على سبيل المزاح وليس القصد منها الإساءة.

وأضافت الطفلة في الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع “لم أكن أود أن أظهر بالتلفزيون أصلاً.. ليس كل شي يُقال على السوشيال ميديا صحيح.”

وأوضحت أن والدتها كانت لها الأب والأم والسند خلال السنوات الماضية، ولفتت إلى أن والدها تواصل معها هاتفياً بعد انتشار القصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن والدتها أكدت له أن القصة أخذت أكبر من حجمها بسبب كثرة التعليقات السلبية، ولا توجد مشكلة في الواقع.

وطلبت الطفلة العراقية من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، أن يكفوا عن التعليق على الفيديو وإهانة والدتها أو توجيه عبارات قاسية لها، موضحة أن هذه القصة تؤذيها بشكل شخصي.

وأثار الفيديو الجدل مجددا حيث اعتبر ناشطون أن الأم هي من دفعت ابنتها للظهور في الفيديو:

sallyincolors@
امها لفّت الموضوع لفيفة وصار جلحة دلع مو مسبة تلعبين ع مين يا ايمان….؟؟ بدل ماتصور نفسها وتعتذر لبنتها قدام العالم زي مااهانتها قدامهم مخلية البنت هي الي تتصور! ياعمري عليها وفوق ذا كله لازالت تشوفها “جلحة” والدليل حاطة على وجهها فلتر…!


وهناك من رفض الحملة الشرسة على الأم معتبرين أنه لا يمكن للناس أن يكونوا أكثر عطفا على الطفلة من أمها، وحاولوا ايجاد المبررات لها، وعلق أحدهم:

myra7a@
#رندا_العراقيه اوفر تضحكون عادي ام وقالت كلمه عن بنتها يعني انتم احن من الام على بنتها وربي بابا يحبني اكثر وحده فخواتي واحياناً يناديني فلكس الدوسري عشان قصيت شعري وعاي يعني اذ اهلنا قالو مزحه يكرهونا اكيد لا اذ البنت انجرحت اكيد من هاشتاقاتكم بتواصل مهوسيين بتصعيد المواضيع

وقال ناشط:

b__ndr70@
#رندا_العراقيه

شفت المقطع وشايف اغلب التعليقات

لكن ماندري ايش الحقيقة المخفيه

لكن الحقيقة الواقعية مافيه ام بالغة راشدة تقول كذا

ولو قالت كذا تبقى معذورة

ممكن تخاف عليها من العين او الظهور الاعلامي

للامانة البنت حلوة وجميلة ماشاءالله مافيها شيء ينعاب

وفي تطوّر آخر لقضية الطفلة العراقية، خرج والدها عن صمته في تسجيل مصوّر نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، كشف فيه عن معاناته مع طليقته، مشيراً إلى أنّه يعيش حالة من الضرر النفسي نتيجة ما وصفه بـ”تحريض” ابنته ضده، الأمر الذي أثار موجة تفاعل واسعة.

وقال والد رندة في مقابلة مع قناة العربية “انفصلت عن والدتها منذ عام 2018، وتمّ إصدار حكم الطلاق في 2022، منذ ذلك الحين، تحمّلت الكثير من الأذى النفسي، فقد حُرمت من رؤية ابنتي بشكل طبيعي.” وأضاف “هم يُحرضون ابنتي عليّ، وأناشد الجهات المختصة والقضاء العادل التدخّل لإنصاف طفلتي من هذه النزاعات الأسرية التي تؤثر سلباً عليها.”

وعلق ناشطون على مقطع الفيديو وجاء في تغريدة:

jafaralaaraji82@
“لا تصلح لتربية طفلة”.. والد رندة العراقية يطالب بإسقاط الحضانة عن الأم بعد واقعة التنمر المؤلمة

وتحولت القضية إلى جدال طائفي بشأن قوانين الأحوال الشخصية، وجاء في تعليق:

do_it_deer@
والد الطفلة رند #سني على مذهب ابوحنيفة #متضرر من قانون الاحوال الحنفي الذي سلب ابنته منه ودفعها الى الام المطلقة #المتنمرة شكو فانية تطلع منهم او منهن عجيب غريب وفوكاها يحاربون العباءة والمذهب الجعفري

وتفاعلت شخصيات فنية شهيرة مع قضية رندة، حيث أبدت الفنانة الإماراتية أحلام تضامنها مع الطفلة، من خلال تغريدات عبر منصة إكس، وكتبت فيها “يا جمالها بنتي”. كما عبّرت الفنانة العراقية شذى حسون عن دعمها لرندة بقولها “أنتِ جميلة حبيبتي.. مستحيل أم تحكي على بنتها وتتنمّر عليها، أكيد كانت تمزح معكِ.”

ويحذر الاختصاصيون من تأثير الكلمات على الأطفال، وبحسب منة بدوي استشارية الصحة النفسية، فإن الطفل يتأثر بشكل غير مباشر بمعتقدات وسلوكيات والديه، حيث قد يسمع كلمات قوية ومؤذية رغم نية الأب أو الأم الطيبة.

وأشارت إلى أن أهمية بناء شخصية الطفل تبدأ من المنزل، حيث يجب أن يتعلم الطفل كيف يعبر عن مشاعره بطريقة محترمة وصحية، وكذلك كيفية التعامل مع المواقف المختلفة دون اللجوء إلى العنف أو الانتقام.