الحجاج يواصلون مناسكهم من عرفات إلى مزدلفة وفق جداول دقيقة
النفرة إلى مزدلفة تسير بانسيابية مع غروب شمس التاسع من ذو الحجة، وسط خدمات متكاملة وتنظيم دقيق يواكب مراحل انتقال الحجاج بين المشاعر المقدسة.
مع غروب شمس التاسع من ذو الحجة، بدأ حجاج بيت الله الحرام التوجه من عرفات إلى مشعر مزدلفة، وسط أجواء روحانية يعمّها الأمن والتنظيم، وخدمات متكاملة وفّرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لتيسير أداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام، بعد أن وقف الحجاج على صعيد عرفات في يوم يُعد من أعظم أيام الحج.
انطلقت مساء اليوم، وبعد غروب الشمس مباشرة، حشود الحجاج من مشعر عرفات صوب مشعر مزدلفة، في المرحلة الثالثة من مراحل تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، لأداء بقية المناسك.
وتمّت هذه التنقلات في أجواء منظمة شملت إجراءات صحية متقدمة، وتدابير وقائية دقيقة، وخدمات ميدانية شاملة ضمن منظومة متكاملة أعدّتها الجهات المختصة لضمان سلامة الحجاج وتمكينهم من أداء المناسك بسهولة وأمان.
عند وصولهم إلى مزدلفة، يؤدي الحجاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير تأسّيًا بسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ثم يبيتون ليلتهم هناك في خشوع وسكينة.
ويواصلون التوجّه إلى مشعر منى مع فجر اليوم العاشر من ذو الحجة، لرمي جمرة العقبة وذبح الهدي، وفق الترتيب المقرّر للشعائر.
ليلة العاشر من ذي الحجة 2025: الحجاج يصلون مزدلفة وسط تنظيم رقمي وخدمات متكاملة
تُعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة محطة رئيسية في انتقال الحجاج، وقد سارت بسلاسة واضحة نتيجة جهود مكثفة من جميع الجهات المشاركة في خدمة الحجيج، التي سخّرت طواقمها وآلياتها الميدانية لضمان انسيابية التفويج ومتابعة الحشود بشكل رقمي، إلى جانب توفير الاحتياجات الأساسية على امتداد الطريق بين المشعرين.
أكدت الجهات المنظمة أن الانتقال تم وفق جداول زمنية محددة مسبقًا، بالاستفادة من خدمات النقل الترددي والحافلات الحديثة، وبدعم من فرق التوجيه الميداني والإرشاد، ما ساعد في تعزيز مرونة الحركة وتمكين الحجاج من الوصول إلى مزدلفة بسهولة تامة.
يشكّل هذا التنقّل الجماعي صورة سنوية بانضباط دقيق، حيث يتحرك الحجاج ضمن صفوف منتظمة ومسارات محددة، تحت إشراف الجهات المختصة بالأمن، والصحة، والخدمات الميدانية، ما يضمن أعلى معايير التنظيم والكفاءة في تنفيذ الخطط التشغيلية.
تعكس الجهود المبذولة في هذا اليوم تكامل القطاعات الحكومية لتأمين انتقال الحجاج، عبر تقديم مختلف الخدمات من الإسعاف والرعاية الصحية الميدانية، إلى توزيع وجبات الطعام والمياه، وتوفير أماكن للراحة، خاصة للحالات الإنسانية وكبار السن.
ليلة المبيت في مزدلفة تُعد مرحلة محورية، حيث يجتمع الحجاج على ذكر الله ويجمعون الجمار استعدادًا لليوم التالي في منى، ضمن نظام دقيق يمتد من يوم التروية حتى طواف الوداع، بما يضمن انسيابية الشعائر وسلامة الأداء.
تواصل فرق التشغيل والرقابة العمل وفق خطط تراعي التوقيتات والظروف المتغيرة خلال تنقل الحشود، مع الاعتماد على أنظمة إلكترونية وتطبيقات ذكية تتيح مراقبة الوضع الميداني لحظة بلحظة والتدخل السريع عند الحاجة.
مع بزوغ فجر العاشر من ذو الحجة، الموافق 06 يونيو/ حزيران 2025، يتوجّه الحجاج إلى مشعر منى لرمي جمرة العقبة الكبرى وبدء أيام التشريق، في استمرارية طبيعية لمناسك الحج، وفق ترتيب منظم يسهم في تأمين سلامتهم وإتمام مناسكهم بطمأنينة.