الرئيس التونسي يستعرض مشاريع مشتركة مع الصين

وكالة أنباء حضرموت

بحث الرئيس التونسي قيس سعيد مع مسؤول صيني مشاريع يجري العمل عليها مع بكين على رأسها المدينة الطبية بالقيروان وسط البلاد، وتوسيع مطار تونس قرطاج الدولي.

واستقبل الرئيس قيس سعيد الخميس بقصر قرطاج عضو المكتب السياسي وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير دائرة الإعلام بها لي شو لي، الذي يؤدي زيارة عمل إلى تونس من الرابع عشر إلى السابع عشر من مايو الجاري، وفق بلاغ نشر على صفحة الرئاسة التونسية على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك.

ودعا سعيد، بعد أن استعرض عراقة العلاقات الثنائية بين البلدين والتزام الصين بدعم تونس في العديد من المجالات، إلى ضرورة العمل من أجل إرساء نظام اقتصادي عالمي جديد أكثر عدالة وإنصافا يقطع مع الماضي وتتحقق فيه التطلعات المشروعة للشعوب التي عانت الكثير ولا تزال من نهب للثروات ومن حروب أهلية لتقرر مصيرها بنفسها وتعيش حياة كريمة في كنف العدل والحرية والكرامة البشرية.

وأشار الرئيس التونسي من ناحية أخرى، إلى ضرورة وضع حد لجرائم الإبادة المتواصلة التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، مجددا موقف تونس الثابت الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على كل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، مؤكدا أن المجتمع الإنساني أخذ يتشكل وصار متقدما على المجتمع الدولي وبدأ ينتفض ضد جرائم الإبادة ليصحح بذلك مسار التاريخ في قادم الأعوام.

وذكّر سعيد بعلاقات الصداقة الضاربة في عمق التاريخ بين تونس والصين، مشددا على أن زيارة المسؤول الصيني تجسد الإرادة الثابتة للمزيد من تطوير العلاقات الثنائية في العديد من المجالات خصوصا بعد اللقاءين اللذين جمعاه بالرئيس الصيني شي جينبينغ بالرياض في ديسمبر 2022 وفي بيكين خلال زيارة الدولة التاريخية التي قام بها إلى بكين من الثامن والعشرين من مايو إلى الأول من يونيو 2024 والتي توّجت بإرساء شراكة إستراتيجية بين البلدين وإعلان الجانب الصيني استعداده لمعاضدة جهود تونس في تنفيذ مشاريع تنموية كبرى.

واستعرض الحصيلة المثمرة والإيجابية لتجارب التعاون الثنائي والمشاريع التي تم إنجازها خاصة في مجالات البنية التحتية والنقل والصحة وغيرها من المشاريع التي يجري العمل على تنفيذها في أقرب الآجال، مؤكدا أهمية مبادرة “الحزام والطريق” التي انخرطت فيها تونس لما تتيحه من فرص تعاون وشراكة حقيقية. وجدد الرئيس تأكيد موقف تونس الداعم لمبدأ الصين الواحدة ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

تونس أعلنت في فبراير الماضي توقيعها مذكرة تفاهم مع الصين لإنجاز "المدينة الطبية الأغالبة" بالقيروان

وفي الخامس والعشرين من فبراير الماضي أعلنت تونس توقيعها مذكرة تفاهم مع الصين، لإنجاز “المدينة الطبية الأغالبة” بالقيروان في جلسة عمل بين وزير الصحة مصطفى الفرجاني ونائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصيني ليو سيشي في العاصمة بكين.

واستعرض سعيد مع المسؤول الصيني المشاريع التي يجري العمل على تنفيذها في أقرب الآجال على غرار مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان، إلى جانب مشاريع جسري بنزرت (شمال) وجربة (جنوب شرق) و”الحي الرياضي الأولمبي” بالمنزه في العاصمة تونس، إضافة إلى توسيع مطار تونس قرطاج الدولي ومشروع السكة الحديدية التي تربط شمال البلاد بجنوبها.

ولم تعط الرئاسة التونسية تفاصيل عن مختلف المشاريع، إلا أن سعيد وخلال زيارة أجراها في فبراير 2021 إلى منطقة “منزل المهيري” بولاية القيروان، كان ذكر أن “المدينة الطبية المرتقب إنشاؤها ستكون على شكل مؤسسة حكومية”، لافتا إلى أن “النص القانوني للمشروع بات جاهزا”، وفق بيان للرئاسة التونسية حينها.

وأضاف أن المشروع “سيساهم في توفير نحو 50 ألف وظيفة في مختلف الاختصاصات، وسيعيد للقيروان بريقها ومكانتها التاريخية”، مشيرا إلى أن عددا من الدول الشقيقة والصديقة (لم يذكرها) أعلنت استعدادها لتمويله.

و”المدينة الطبية الأغالبة”، مشروع معلن عنه منذ 2019 تم تخصيص أرض لها تبلغ 550 هكتارا (الهكتار الواحد يساوي 10 آلاف متر مربع)، منها 300 هكتار للمباني والمنشآت، وستكون الأولى من نوعها بكلفة 3 مليارات دينار (نحو 1.1 مليار دولار).