غياب مؤثر لفانس وويتكوف.. كواليس «لقاء الصدفة» بين ترامب وزيلينسكي

وكالة أنباء حضرموت

لقاء مفاجئ جمع الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في جنازة البابا فرنسيس أثار تكهنات حول ما جرى فيه.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين قولهما إن مستشاري زيلينسكي انقسموا حول ما إذا كان ينبغي على الرئيس الأوكراني المخاطرة وعقد لقاء مباشر مع ترامب بعد اللقاء الكارثي الذي جمعهما في البيت الأبيض.

وأوضح المصدران أن زيلينسكي حث ترامب خلال اللقاء الذي استمر 15 دقيقة، على اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإعادة إعطاء الأولوية لوقف إطلاق النار.

وأكدا أن زيلينسكي شعر بعد اللقاء أنه نجح في تغيير رأي ترامب بشأن بوتين لأول مرة، وبالفعل وجه الرئيس الأمريكي تهديدا نادرا لبوتين ردًا على هجوم جوي ضخم على كييف.

وعندما كان على متن طائرة الرئاسة الأمريكية في طريق عودته إلى الولايات المتحدة، كتب ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" للتواصل الاجتماعي: "هذا يجعلني أعتقد أنه (ترامب) ربما لا يريد وقف الحرب، ويجب التعامل معه بشكل مختلف، من خلال العقوبات المصرفية أو العقوبات الثانوية؟".

وكشفت مصادر أكسيوس أن زيلينسكي تلقي "إشارات" قبل جنازة البابا فرانسيس تفيد بأن ترامب مستعد للقاء على هامش الجنازة لكن مستشاري الرئيس الأوكراني كانوا متوترين، وبعضهم ما زال مصدوما من مشاهد البيت الأبيض في 28 فبراير/شباط الماضي لذا اعتبر هؤلاء أن اللقاء قد لا يكون فكرة جيدة.

وقال مصدر إنه لم يتم تحديد أي شيء بشكل مسبق، وكانت الفكرة في البداية أن يحاولا اللقاء بعد الجنازة لكن الزعيمين التقيا صدفة عند وصولهما ووجدا مكانًا للقاء منفردين في كاتدرائية القديس بطرس.

ووفقا للمصادر، أبلغ زيلينسكي ترامب أن بوتين لن يتزحزح عن موقفه ما لم يمارس الرئيس الأمريكي المزيد من الضغوط عليه، وردّ ترامب بأنه قد يضطر إلى تغيير موقفه تجاه بوتين.

كما حثّ زيلينسكي ترامب على العودة إلى اقتراحه الأولي بوقف إطلاق نار غير مشروط كنقطة انطلاق لمحادثات السلام، وهو ما قبلته أوكرانيا ورفضته روسيا، ويبدو أن ترامب وافق على ذلك بحسب المصادر لكن البيت الأبيض لم يؤكد أو ينفِ ذلك.

وكانت إدارة ترامب قد تحولت بعد فشل مساعي وقف إطلاق النار، إلى الدفع بإطار اتفاق سلام، وهو ما رفضه زيلينسكي جزئيًا لأنه يتضمن الاعتراف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية.

وأكد زيلينسكي في اجتماعه مع ترامب أنه لن يعترف بشبه جزيرة القرم كأرض روسية، وأوضح الرئيس الأمريكي في المقابل أنه لا يطلب منه ذلك.

وقال المصدر إن زيلينسكي أبلغ ترامب أنه لا يخشى تقديم تنازلات لإنهاء الحرب، لكنه يحتاج إلى ضمانات أمنية قوية بما يكفي للقيام بذلك.

وأضاف المصدر أن ترامب ضغط على زيلينسكي خلال المحادثة لتوقيع صفقة المعادن الأمريكية الأوكرانية في أقرب وقت ممكن.

واعتبرت المصادر أن أحد الأسباب المحتملة لأن يكون اجتماع ترامب وزيلينسكي أكثر إيجابية هو غياب نائب الرئيس جي دي فانس ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف اللذين يعتبرهما الأوكرانيون أكثر دعمًا للموقف الروسي.

وكان من المفترض أن يُجري زيلينسكي مقابلة مع برنامج "هذا الأسبوع" على قناة "ايه بي سي" الأمريكية صباح الأحد، لكنه قرر إلغاء اللقاء بعد مشاكل فنية في الترجمة، وقال مصدر "لقد كان اجتماعًا رائعًا، ولم يُرِد زيلينسكي المخاطرة".