قبل أيام من الانتخابات.. رجل «ماغا» في رومانيا يراهن على ترامب
رغم أن نسب تأييد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أدنى مستوياتها، لكن المرشح الرئاسي في رومانيا جورج سيميون يعتقد أن التحالف معه لا يزال خيارًا رابحًا.
ويعد سيميون المرشح الأوفر حظا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في رومانيا يوم الأحد القادم حيث يراهن مرشح أقصى اليمين على تحالفه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
رومانيا بمفترق طرق.. مرشح رئاسي يربط الوجود الأمريكي بالانتخابات
وسيميون هو رجل "ماغا" أو حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا" في رومانيا فهو يرتدي قبعات بيسبول تحمل هذا الشعار الذي يمثل ترامب وقام مؤخرا بزيارة إلى واشنطن أجرى خلالها مقابلات مع ستيف بانون المستشار السابق لترامب والناشط في أقصى اليمين جاك بوسوبيك.
وفي مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، قال سيميون، في إشارة إلى حزبه، تحالف اتحاد الرومانيين "نحن الحلفاء الطبيعيون للحزب الجمهوري، ونتوافق أيديولوجيًا بشكل شبه تام مع حركة ماغا".
وبالنسبة لفريق ترامب، وخاصة نائبه جي دي فانس ومستشاره المقرب وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك، أصبحت الانتخابات الرومانية قضية شهيرة وذلك بعد إلغائها بشكل دراماتيكي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي حين أكدت السلطات الرومانية أنها اضطرت لإلغاء الانتخابات بسبب تدخل مزعوم وهجمات "عدوانية" من روسيا، اتهمها أقصى اليمين بالانقلاب على الديمقراطية وذلك لعدم قبولها فوز القومي كالين جورجيسكو، المتعاطف مع موسكو ومنعه من الترشح.
ومن المقرر أن تُجرى الجولة الأولى من الانتخابات في 4 مايو/أيار المقبل، على أن تُجرى جولة ثانية في 18 من الشهر ذاته وفي حال فوزه بالرئاسة، تعهد سيميون، (38 عامًا)، بمنح جورجيسكو، دورًا بارزًا وقال "نحن الآن في حملة لإعادة إرساء الديمقراطية، وإرادة الشعب، وسيادة القانون، والنظام الدستوري".
حزب تحالف اتحاد الرومانيين هو حزب محافظ اجتماعيًا، يتبنى رؤية وحدوية لإعادة بناء رومانيا الكبرى، مما يثير المخاوف من احتمال نشوب نزاعات إقليمية وصدامات مع أوكرانيا ومولدوفا وبلغاريا وفي حين ينفي سيميون موالاته لروسيا، فإنه يسعى إلى وقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وتأسس الحزب عام 2019، ويحتل بالفعل ثاني أعلى عدد من المقاعد في البرلمان الروماني بعد الحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط وفي الانتخابات الرئاسية التي ألغيت العام الماضي جاء سيميون في المركز الرابع ويبدو أنه يحظى الآن بدعم من ناخبي جورجيسكو.
ويبحث المراقبون حاليا ما إذا كان خطاب سيميون المؤيد لترامب تتوافق مع الناخبين أم لا وسط مخاوف من أن فوزه قد يزعزع استقرار دولة عضو رئيسية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي.
وفقا لاستطلاع "بوليتيكو" فإن سيميون يتجه نحو الفوز بالجولة الأولى بحوالي 29% من الأصوات،
على أن يحتل المركز الثاني، إما الزعيم السابق للحزب الوطني الليبرالي كرين أنتونيسكو بنسبة 22% أو عمدة بوخارست نيكوسور دان بنسبة 20%.
وستكون الجولة الثانية هي جولة إعادة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة أصوات في الجولة الأولى.
وفي رومانيا، يخضع سيميون للتدقيق بسبب محاولاته توظيف شركة ضغط في الولايات المتحدة مقابل 1.5 مليون دولار لتأمين لقاءات مع شخصيات سياسية أمريكية بارزة، ولترتيب لقاءات إعلامية مع صحفيين مقيمين في الولايات المتحدة وسط تساؤلات حول ما إذا كان حزبه قد استخدم في ذلك الأموال التي قدمتها الدولة للأحزاب السياسية في هذا المشروع الترويجي.
ويأمل سيميون أيضًا في الاستفادة من الدعم الذي حظي به جورجيسكو العام الماضي، بقوله إنه سيوفر له وظيفة، وربما حتى رئيسًا للوزراء وقال عن ذلك "أعتقد أن هذا أمر طبيعي، أن يشغل المنصب الذي يريده ولأنه الروماني الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات".
لكن سيميون لن يكون حرا تماما في تعيين رئيس وزرائه لأنه يحتاج إلى دعم أغلبية برلمانية لا يحظى بها حاليا.
وفي وقت سابق قال سيميون إنه يجب "سلخ" من رفضوا ترشح جورجيسكو للرئاسة، مما دفع عمدة بوخارست، إلى وصفه بأنه "بلطجي" "حرض على العنف في المجال العام وأضر بالمجتمع".
وبشكل عام، استفاد أقصى اليمين من الإحباطات طويلة الأمد في رومانيا بشأن الفساد وعدم فعالية المؤسسة السياسية.
واشتكى العديد من الرومانيين الذين تلقوا رسائل شخصية من سيميون مؤخراً إلى السلطات الانتخابية من احتمال انتهاك قواعد اللائحة العامة لحماية البيانات المتعلقة باستخدام البيانات الشخصية.
وقال سيميون، المحظور من دخول أوكرانيا ومولدوفا المجاورتين بسبب حملته السابقة لاستعادة بعض أراضيهما، إنه يدعو الله أن يجد ترامب سبيلاً لإحلال السلام في أوكرانيا.
وتُشكّل الحرب معضلةً لسيميون فرغم كونه قومياً يؤيد حركة "ماغا" التي تدعو لاعتماد أوكرانيا على نفسها، إلا أنه أقل حرصاً بكثير من ترامب على التحالف علناً مع روسيا كما أنه يُصوّر نفسه على أنه المرشح القادر على إبقاء الولايات المتحدة ملتزمة بنشر قواتها في رومانيا.
وفي انتخابات العام الماضي، اتهمه منافسوه بالسعي إلى إخراج رومانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن سيميون أصر على رغبته في بقاء بلاده عضوًا، على أن يركز التكتل على الاقتصاد فقط، وألا يتدخل في الثقافة والدفاع كما أكد رغبته في بقاء رومانيا في حلف الناتو مشددا على ضرورة زيادة الدول الأعضاء لإنفاقهم الدفاعي.