محافظة تعز..
سياسيون وباحثون .. الحسم العسكري الخيار الحتمي لإنهاء الانقلاب والفرصة الآن مواتية
شهدت مدينة تعز فعالية فكرية نظّمها المنتدى الأسبوعي للمقاومة الشعبية، ناقشت مستجدات المشهد الوطني، والسيناريوهات القادمة في ظل التطورات على الساحة المحلية والإقليمية، مؤكدة على الحسم العسكري هو خيار حتمي لإنهاء الانقلاب، وأن الظروف المحلية والإقليمية مواتية حاليًا.
وانعقد المنتدى الأسبوعي للمقاومة، في مقرّ الأمانة العامة للمجلس بتعز، تحت عنوان: "المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية وأولويات معركة التحرير"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمقاومين والناشطين، حيث تضمن ثلاث أوراق رئيسية، توزعت بين قراءة تحليلية للواقع الراهن والسيناريوهات المحتملة، وتأكيد على الدور المحوري للمقاومة الشعبية في معركة التحرير، إلى جانب رؤية عملية للمجلس الأعلى للمقاومة حول متطلبات المرحلة القادمة.
وفي الورقة الأولى، تناول الدكتور الجامعي عبده محمد الريمي، تحليلا للواقع الراهن في اليمن وأبرز التحولات المحلية والإقليمية وانعكاساتها على المشهد اليمني، والسيناريوهات المحتملة خلال المرحلة القادمة.
وقال الريمي إن الواقع اليمني مليء بالأزمات، فإلى جانب أن الحرب التي أشعلها الانقلابيون متواصلة منذ عشر سنوات، يعيش اليمنيون أوجاعًا بالغة، حيث كان للحرب الاقتصادية والانهيار المستمر للعملة المحلية التأثير البالغ على حياة المواطنين. مضيفًا أن الصراع والتشرذم السياسي الحاصل أثّرت سلبًا على حياة اليمنيين وعرقلت استكمال معركة التحرير.
وتحدث عن سيناريوهات محتملة خلال المرحلة القادمة، في ضوء التطورات المحلية والإقليمية والدولية، والتي تشمل الضربات الأمريكية، واللقاءات الأخيرة في السعودية، وقبلها زيارة وزير الدفاع السعودي ومعه سفير المملكة لدى اليمن، إلى طهران، فضلًا عن اجتماع رئيس المجلس الرئاسي بقيادات في مختلف الأحزاب اليمنية.
ولفت الدكتور الريمي إلى أن سيناريو استكمال التحرير، بات أكثر احتمالًا، وأنه على اليمنيين أن يستفيدوا من الظروف والفرص المتاحة، دون أن يركنوا على الخارج.. داعيًا المكونات السياسية واليمنيين عمومًا إلى استيعاب الدروس جيدا وأن يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية، مع العمل على توحيد الصفوف في وجه الحوثي وكل ما يضرّ اليمن، مؤكدًا أن تحرير صنعاء هو الضمان الوحيد للخروج من الأزمات والمآسي الحالية، وتحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.
وفي الورقة الثانية، التي قدمها الناشط والشاعر أحمد أبو النصر، أحد شعراء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تناول فيها الدور المحوري للمقاومة الشعبية.
وقال أبو النصر، إن المقاومة الشعبية ليست ردة فعل ولا نزقًا، بل فكرة متجذرة ومشروع وطني يمثل الإرادة الشعبية، وهي السبيل الأمثل لاستكمال معركة التحرير وإنهاء الانقلاب الحوثي.
وأضاف أن وجود المقاومة الشعبية إلى جانب الجيش الوطني ضرورة مُلحّة، ولا بد أن تكون المقاومة في صدارة المعركة، كما كانت أول من كسر التمدد الحوثي ووقف حاجزًا صلبًا في طريقه وكشف زيف مشروعه.. ومؤكدًا أن البلاد لن تتحرر إلا بمقاومة شعبية، كونها صاحبة قرار حُرّ.
ولفت أبو النصر إلى أن المليشيا الحوثية عصابة ضعيفة، لا تقاتل إلا وأمامها عشرين لغمًا، وفي حال انطلقت معارك الحسم واستكمال التحرير، وتجاوز أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية خطوط التماس الملغومة، ستتساقط المدن والمحافظات، خصوصًا أن اليمنيين في مناطق سيطرة المليشيا قد ضاقوا منها ذرعًا، وينتظروا اقتراب معركة الحسم والخلاص.
وفي الورقة الثالثة، التي قدمها الأستاذ عبدالهادي العزيزي، عضو الهيئة السياسية للمجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، تحدث فيها عن أولويات المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية خلال المرحلة القادمة، وطرح رؤية متكاملة لتعزيز الأداء الوطني في هذه المرحلة المفصلية.
وقال العزعزي، إن خيارات المقاومة الشعبية مفتوحة على كل المسارات، وهي أكثر من خيارات السلطة، غير أن المقاومة الشعبية لا تريد أن تضع نفسها بديلًا عن السلطة، طالما أن السلطة موجودة، وقوتها الخشنة تكونت من المقاومة الشعبية. مضيفًا أنه على السلطة أن توجه الجيش الوطني للتحرك، والمقاومة الشعبية ستكون إلى جانبه في صدارة المعركة الوطنية..
وأوضح عضو الهيئة السياسية أن المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية يعبّر عن الإرادة الشعبية ويمثلها، وعليه، العمل على الحشد والتنظيم والتعبئة وتعظيم ثقافة المقاومة في الأوساط الشعبية، وإعادتها إلى الواجهة، استعدادًا لخوض معركة الخلاص.
وأكد العزعزي أن الحديث عن حلول سياسية مع المليشيا الحوثية مجرد جري وراء الرياح، ولو كان ذلك ممكنًا لكان في 2014، لافتًا إلى أن التعامل السياسي مع حزب الله، لم يُجدِ، بل أضرّ لبنان وأضعفها، وأن أي حديث عن معاهدات واتفاقات مجرد تضييع وقت، لأن المعاهدات والاتفاقات لا تمنح أوطان، ولو كانت تمنح لمنحت للفلسطينيين.. مؤكدًا على أن الحل يكمن في الحسم العسكري، وأن الظروف حاليا متاحة، وينبغي استغلالها.
واختتم المنتدى بمداخلات ثريّة، قدّم فيها الحاضرون رؤى ومقترحات متعددة لتعزيز وحدة الصف، وتطوير أداء المقاومة الشعبية على مختلف المجالات، والانتقال من مرحلة التشخيص إلى مرحلة الفعل المؤثر والميداني، مؤكدين أن معركة التحرير لم تعد حلمًا مؤجلًا، بل استحقاقًا وطنيًا يطرق الأبواب.