الأردن يحبط مخططات إرهابية على صلة بحماس والاخوان

وكالة أنباء حضرموت

أحبطت السلطات الأردنية الثلاثاء مخططات إرهابية خطيرة كانت تستهدف المساس بأمن المملكة وإثارة الفوضى وتخريب منشآت وذلك بتفكيك شبكة من 16 عنصر قالت إنها على صلة بحركة حماس وجماعة الاخوان المسلمين.

وتأتي هذه التطورات بينما تثير جماعة الاخوان الأردنية، جدلا واسعا في الشارع من خلال مظاهرات داعمة لغزة يقول محللون، إنها تذهب في أهدافها إلى أبعد من مجرد التضامن مع الغزيين.

وذكرت دائرة المخابرات العامة الأردنية أنه جرى إلقاء القبض على 16 ضالعا بهذه المخططات التي تضمنت تصنيع صواريخ بأدوات محلية وأخرى جرى استيرادها من الخارج وحيازة مواد متفجرة وأسلحة نارية وإخفاء صاروخ مجهز للاستخدام.

وقال مصدر أمني إن المشتبه بهم على صلة بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وتواجه الحركة، التي تخوض حربا مع إسرائيل منذ أكتوبر 2023، اتهامات بالتحريض على تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة في الأردن الذي يشكل الفلسطينيون عددا كبيرا من سكانه.

وأفادت الدائرة بأن صاروخا واحدا على الأقل كان مجهزا للاستخدام ضمن "المخططات التي كانت تتابعها الدائرة بشكل استخباري دقيق منذ عام 2021".

وأشارت الدائرة أيضا في بيان نُشر على وسائل إعلام رسمية إلى أن المخططات شملت "مشروعا لتصنيع طائرات مسيرة".

وخلال العام الماضي، أعلن الأردن إحباط محاولات تهريب أسلحة من قِبل متسللين مرتبطين بجماعات مدعومة من إيران في سوريا.

وتتسم علاقة الأردن بحركة حماس بالتعقيد والتاريخ الطويل من المد والجزر. ويمكن تلخيص أبرز جوانب هذه العلاقة وموقف الأردن منها في النقاط التالية:

سمح الأردن في تسعينات القرن الماضي لحركة حماس بفتح مكتب لها في عمان وتطورت العلاقة بشكل ملحوظ في تلك الفترة.

وفي عام 1997 شهدت العلاقة توتراً كبيرا بعد محاولة الموساد الإسرائيلي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس آنذاك، خالد مشعل، في عمان. وقد أدان الأردن بشدة هذه المحاولة ولعب دورا في إنقاذ حياة مشعل.

وفي عام 1999 بعد تولي الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، شهدت العلاقة تحولا جذريا حيث قررت السلطات الأردنية إغلاق مكاتب حماس في عمان وترحيل قادتها، متهمة الحركة بممارسة أنشطة تتعارض مع المصالح الأردنية.

ومنذ عام 1999، اتسمت العلاقة بالفتور والجمود، مع بعض الاتصالات المتقطعة في مناسبات مختلفة، خاصة ذات الطابع الإنساني. وكانت هناك محاولات من قبل حماس لإعادة بناء الثقة وتطوير العلاقة مع الأردن خاصة بعد حرب غزة الأخيرة في عام 2021، حيث أظهرت الحركة قوة كبيرة. وقد سمحت عمان لبعض قادة حماس بزيارات ذات طابع إنساني واجتماعي.

ويعتبر الأردن أن أمنه واستقراره الداخلي أولوية قصوى وأي نشاط لأي جهة، بما في ذلك حماس، يهدد هذه المصالح هو أمر مرفوض. وتؤكد عمان على حل الدولتين للقضية الفلسطينية، وهو ما قد يتعارض مع مواقف حماس المعلنة.

ويصنف الأردن حركة حماس كجزء من جماعة الإخوان المسلمين التي يعتبرها محظورة في المملكة، وينظر إلى بعض أنشطتها بعين الريبة في سياق مكافحة الإرهاب. وأعرب عن قلقه من محاولات بعض قادة حماس في الخارج تحريض الشارع الأردني.

ولعبت جماعة الاخوان الأردنية دورا بارزا في هذا السياق وعزفت على وتر الحرب الدائرة في القطاع الفلسطيني للعودة بقوة للمشهد. وأثارت تحركاتها في الشارع ورفعها أعلام الجماعة وحماس جدلا واسعا ومخاوف من استثمار الحرب لتأجيج التوترات الاجتماعية.

ويرى محللون أن هناك فرصا محدودة لتطور كبير في العلاقة في المدى القريب، مع استمرار الحذر الأردني تجاه أنشطة حماس وتأثيرها المحتمل على الأمن الداخلي.

وبشكل عام، تتسم علاقة الأردن بحماس بالحساسية والتعقيد وتحكمها المصالح الوطنية الأردنية والمواقف السياسية تجاه القضية الفلسطينية والحركات الإسلامية. وتبدي السلطات الأردنية يقظة مستمرة في تتبع وإحباط المخططات الإرهابية المحتملة. وقد صرح مدير المخابرات العامة أن الجهاز أحبط منذ أوائل عام 2021 حوالي 34 عملية إرهابية وساهم في إيقاف 54 مخططًا إرهابيًا آخر على مستوى العالم.

وتقوم السلطات بتعزيز دفاعاتها وقدرات المراقبة على طول حدودها مع سوريا والعراق لمواجهة التهديدات الإرهابية والجنائية. وتنفذ الأجهزة الأمنية حملات مستمرة لمراقبة النشاط المتطرف داخل البلاد، بما في ذلك المراقبة الدقيقة لوسائل التواصل الاجتماعي وتشديد العقوبات القانونية على أعضاء التنظيمات الإرهابية.

والأردن شريك رئيسي في التحالف الدولي ضد داعش ولعب دورًا هامًا في جهود التحالف الدولي لهزيمة التنظيم المتطرف.