الأسبوع الـ 62 من حملة «ثلاثاء لا للإعدام»
إضراب السجناء السياسيين في إيران في الأسبوع الـ 62 من حملة «ثلاثاء لا للإعدام»
بينما يحتفل ملايين الإيرانيين بعيد النوروز، لا يزال صوت الأمل والحرية ينبعث من خلف جدران السجون الحديدية

بينما يحتفل ملايين الإيرانيين بعيد النوروز، لا يزال صوت الأمل والحرية ينبعث من خلف جدران السجون الحديدية، حيث يخوض السجناء السياسيون معركتهم البطولية في وجه آلة الإعدام الوحشية التي لم تتوقف حتى في أيام العيد وشهر رمضان. فقد أعلن السجناء السياسيون في ۳۸ سجنًا في أنحاء البلاد، انضمامهم إلى الأسبوع الثاني والستين من حملة «ثلاثاء لا للإعدام» عبر الدخول في إضراب جماعي عن الطعام، مردّدين بصوت واحد: لن نسكت على القتل باسم القانون.
في بيان ناري صدر عن السجناء، دعوا أبناء الشعب الإيراني وعوائل المحكومين بالإعدام، إلى تنظيم تجمعات احتجاجية في الأماكن العامة وأمام السجون، للمطالبة بوقف تنفيذ هذه الأحكام التي وصفوها بـ«الوحشية وغير الإنسانية». وقد أشار البيان إلى أن هذه الخطوة هي «حق طبيعي ومشروع ومنطقي لكل مواطن حر»، في إشارة إلى شرعية مقاومة أحكام الإعدام الجائرة الصادرة بحق ناشطين وسجناء رأي.
وفي قلب هذه الحملة، يبرز اسم حميد حسيننجاد حیدرانلو، السجين السياسي المحكوم بالإعدام بتهمة “البغي”، والذي تمّ تأييد حكمه مؤخرًا من قبل ديوان النظام الأعلى وأُبلغ به في 24 آذار/مارس 2025. وأكّد السجناء أن حياته الآن على المحك، مؤكدين ضرورة رفع الصوت من أجل إنقاذه وإنقاذ جميع المحكومين بالموت.
كما حذّر البيان من احتمال تنفيذ سلسلة إعدامات بعد انتهاء عطلة النوروز، خاصة بحق من تمّ تثبيت أحكامهم، مثل السجينة وریشه مرادي، التي ما زال ملفها في ديوان النظام، معتبرين أن تنفيذ حكمها سيكون «جريمة قتل حكومية مخططة مسبقًا».
وأكّد السجناء أن معركتهم تتجاوز الدفاع عن أفراد بعينهم، بل هي رفض قاطع لمجمل سياسة الإعدامات التي يتبعها نظام الولي الفقيه لترهيب المجتمع وإسكات أي صوت معارض، معتبرين أن الإعدامات، بغض النظر عن التهمة، هي «أحكام معادية للإنسانية» تستوجب الإلغاء الفوري.
وقد أشار البيان إلى التحركات البطولية لعوائل السجناء في الأسابيع الماضية، والتي شملت اعتصامات أمام سجون لاكان رشت، إيفين، سقز، ومدينة سنقر، مؤكدين ضرورة مواصلة هذه التحركات كرافعة شعبية تردع آلة القمع والإعدام.
تشمل قائمة السجون المشاركة في الإضراب: إيفين، قزلحصار، كرج، طهران الكبرى، خورين ورامين، قزوين، أراك، خرمآباد، أصفهان، الأهواز، شيراز، برازجان، رامهرمز، بم، طبس، مشهد، کنبدكاووس، قائمشهر، رشت، رودسر، حويق تالش، كرمانشاه، أردبيل، تبريز، أرومية، سلماس، خوی، نقده، میاندوآب، سقز، بانه، مریوان، وكامیاران.
في وقت يُفترض أن يكون عيد النوروز مناسبة للفرح والانبعاث، جعل النظام الإيراني منه موسمًا للرعب والإعدامات. لكن هؤلاء الأبطال القابعين خلف القضبان، حوّلوا الألم إلى مقاومة، والصمت إلى صرخة، ليكون عيدهم نضالًا وكرامتهم سلاحًا في وجه الظلم.