العلويون يخرجون في أول مظاهرات بعد سقوط الأسد
خرج آلاف من أبناء الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، الأربعاء في مظاهرات حاشدة في عدد من المدن السورية بعد تداول فيديو يظهر اعتداء على مقام للطائفة في حلب.
والتظاهرات هي الأولى للعلويين منذ أن أطاح تحالف فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية الأسد ودخل دمشق في الثامن من ديسمبر في هجوم خاطف استمر 11 يوما سيطر خلاله على قسم كبير من البلاد.
وبعدما حكم البلاد مدى 24 عاما، فرّ الأسد إلى موسكو مع تخلي الحليفين الروسي والإيراني عنه، ما مثّل نهاية أكثر من 50 عاما من حكم عائلة الأسد لسوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود بخروج آلاف السوريين العلويين إلى الشوارع في طرطوس واللاذقية وجبلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث معاقل هذه الأقلية.
كذلك أشار إلى اندلاع احتجاجات مماثلة في بانياس وحمص حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الشرطة فرضت حظرا للتجول بين السادسة مساء والثامنة صباحا. وأعلنت السلطات في جبلة أيضا فرض حظرا للتجول.
والاحتجاجات الغاضبة اندلعت على خلفية فيديو تم تداوله الأربعاء على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر "اعتداء مسلحين" على مقام أبوعبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب شمال البلاد.
لكن وزارة الداخلية السورية شدّدت على أن الفيديو "قديم ويعود لفترة تحرير" المدينة، مشيرة إلى أن الفعل "أقدمت عليه مجموعات مجهولة".
وحذّرت الوزارة في بيان من أن "إعادة نشر" المقطع هدفها "إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة"، مشددة على أن "أجهزتنا تعمل ليل نهار على حفظ الأملاك والمواقع الدينية". وتبذل السلطات الجديدة جهودا لطمأنة الأقليات في بلد أنهكته الحرب.
وأطلق متظاهرون في جبلة، هتافات تطالب بسلام عابر للطوائف. وفي اللاذقية، ندّد محتجون بـ"انتهاكات ضد الطائفة العلوية"، وفق متظاهر لفت إلى أنه "حاليا تلقى دعوات الهدوء آذانا صاغية... لكن الوضع يمكن أن ينفجر".
وكانت القيادة الجديدة قد تعهدت بحماية كل الأقليات بما في ذلك أبناء الطائفة العلوية التي ينحدر منها الرئيس المخلوع، فيما سبق لمشائخ الطائفة أن أصدروا بيانا طالبوا فيه بعفو عام بعد سقوط الأسد.
وفي تطور آخر، أفاد مسعف في الخوذ البيضاء (الدفاع المدني) وناشط الأربعاء بالعثور على مقبرة جماعية في سوريا من المحتمل أنها تضم رفات معتقلين سجنتهم السلطة السابقة إبان حكم بشار الأسد أو مقاتلين قضوا خلال النزاع.
وفي أرض قاحلة تبعد نحو ثلاثين كيلومترا شمال شرق دمشق، شوهدت حفر مصفوفة بجانب بعضها البعض، تشكل خندقا عمقه أكثر من متر ويغطي كل منها ألواح خرسانية تم تحريكها. وأمكن رؤية أكايس عدة.
وقال عبدالرحمن مواس من الدفاع المدني "دخلنا إلى ما نعتقد أنه مقبرة جماعية قرب جسر بغداد ووجدنا قبرا مفتوحا في داخله سبعة أكياس بيضاء مليئة بالعظام"، وذلك بعد أن زارت فرقه الموقع مؤخرا.
ومنذ سقوط نظام الأسد، بدأت السلطات الجديدة والسكان حول العاصمة في تحديد المواقع التي من المحتمل أنها تضم مقابر جماعية.