نهاية بشار الاسد..

الجولاني من زعيم متمرد إلى صانع محتمل للدولة في سوريا بعد سقوط نظام الأسد (ترجمة)

تضم سوريا مجتمعات متعددة الأعراق والأديان عانت من التفرقة خلال حكم الأسد والحرب الطويلة. تخشى هذه المجتمعات من سيطرة الإسلاميين المتشددين، خصوصًا أن البلاد لا تزال مجزأة بين فصائل مسلحة متباينة مع تدخل قوى أجنبية، مثل روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل.

أبو محمد الجولاني

حفظ الصورة
فريق الترجمة
فريق الترجمة بوكالة أنباء حضرموت
وكالة أنباء حضرموت

شهدت سوريا تحولًا جذريًا مع سقوط الرئيس بشار الأسد وفراره إلى مكان مجهول، لتفتح مرحلة جديدة تحمل تساؤلات حول مستقبل البلاد بعد خمسة عقود من الحكم الاستبدادي لعائلة الأسد. في قلب هذه التغيرات، يظهر أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، كأحد الشخصيات المحورية في تحديد شكل الحكم القادم.

سقوط النظام وبدء مرحلة جديدة

سيطر المتمردون على العاصمة دمشق، مما أنهى حكم الأسد وترك سوريا في مواجهة تحديات كبرى لإعادة بناء مؤسساتها. وتعد سوريا دولة متعددة الأعراق والأديان، حيث سادت خلال سنوات الحرب توترات بين المجتمعات المختلفة.

في هذا السياق، يسعى الشرع، قائد جماعة "هيئة تحرير الشام" (HTS)، إلى تعزيز صورته كزعيم قادر على بناء دولة جديدة. ورغم تصنيفه كإرهابي من قبل الولايات المتحدة، التي رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار للقبض عليه، فإن الشرع يدعو الآن إلى التسامح الديني والتعددية.

إعادة بناء الصورة والتحالفات

عمل الشرع على إعادة صياغة هويته القيادية، متخليًا عن اسمه الحركي "أبو محمد الجولاني" لصالح اسمه الحقيقي، وعمل على تحسين علاقاته مع المجتمعات المحلية والجماعات المسلحة المختلفة في محافظة إدلب، حيث عزز سلطته على مدار سنوات.

في مقابلة مع شبكة CNN قبل سقوط الأسد، صرح الشرع قائلاً:

"سوريا تستحق نظامًا مؤسساتيًا لا يعتمد على قرارات فردية".

وأكد أن جماعته "هيئة تحرير الشام" قد تُحلّ في المستقبل، مشيرًا إلى أهمية بناء نظام يعكس تنوع البلاد.

الجذور والنشأة

بدأت رحلة الشرع في العراق عام 2003، عندما انضم إلى جماعات مسلحة تقاتل القوات الأمريكية. لاحقًا، أسس "جبهة النصرة" في سوريا عام 2011 بتكليف من زعيم القاعدة في العراق أبو بكر البغدادي.

التحولات والانفصال عن القاعدة

شهد عام 2016 تحولًا بارزًا عندما أعلن الشرع تغيير اسم "جبهة النصرة" إلى "جبهة فتح الشام" وقطع علاقته بتنظيم القاعدة، مما مهد الطريق لتوحيد الجماعات المسلحة في إدلب تحت اسم "هيئة تحرير الشام".

لاحقًا، تمكن الشرع من تعزيز سلطته من خلال دمج الجماعات المسلحة وإقصاء المنافسين، مما جعله الفصيل الأقوى في شمال غرب سوريا.

دعوات للتسامح والتعددية

مع ترسيخ سلطته، دعا الشرع إلى التعايش السلمي بين مختلف الطوائف. وظهر في عدة مناسبات مرتديًا بدلات رسمية بدلًا من الزي العسكري، مشددًا على ضرورة بناء دولة تعترف بالتنوع السوري.

اختبار القيادة المستقبلية

وتواجه سوريا مرحلة مفصلية مع انتهاء حكم الأسد، حيث يتعين على القوى المحلية والدولية الاتفاق على صيغة للحكم الجديد. وفي ظل هذه التحديات، يظهر أحمد الشرع كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة في تحديد مستقبل سوريا، بينما يختبر قدرته على الانتقال من قيادة تمرد إلى بناء دولة شاملة.