خامنئي يعيد اكتشاف اللغة العربية ويعود إلى خطبة الجمعة

وكالة أنباء حضرموت

أَمّ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي صلاة الجمعة في طهران باعتماد اللغة العربية في خطوة نادرة الحدوث، ما بدا وكأنه يعيد اكتشاف العربية، التي يقول في مذكراته إنه يحب سماعها، لكنه لم يلق خطبا بها منذ سنوات. كما عاد خامنئي إلى إمامة خطبة الجمعة بعد حوالي خمس سنوات.

ويرى متابعون للشأن الإيراني أن العودة إلى استعمال العربية في خطبة الجمعة قد يكون الهدف منها إظهار الاهتمام بالمحيط العربي الذي تحتاج إليه إيران في الظروف الصعبة التي تعيشها حاليّا، وكذلك إظهار الدعم لحلفاء إيران العرب من أحزاب وحركات في المحنة التي يمرون بها بسبب المواجهة مع إسرائيل.

وقبل سنوات ألقى المرشد الأعلى في إيران خطبة بالعربية في سياق الرد على ما أسماه بـ”مساع مغرضة هائلة لخلق نظرة سلبية بين الشعبين العراقي والإيراني”، وذلك بعد زيادة حدة النقد لدور إيران في العراق وشكاوى العراقيين من دور الميليشيات المرتبطة بطهران.

ويقول خامنئي في مذكراته “يعتريني شعور خاص حين أستمع إلى اللغة العربية، وأهتز من الأعماق لسماع هذه اللغة. كنت دائما أحب لو عشت شطرا من أيام طفولتي في منطقة عربية، سواء في إيران أو غيرها، لكثرة حبّي لتعلّم العربية”.

وكانت إلى جانب خامنئي بندقية، وهو تقليد ديني في إيران للأئمة الإيرانيين الذين يؤمّون صلاة الجمعة رمزا إلى الجاهزية للحرب ضد الأعداء.

وترتبط إمامة خامنئي لصلاة الجمعة بأحداث مهمة، وآخر مرة أمّ فيها صلاة الجمعة تعود إلى يناير 2020 بعد قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضربة أميركية قرب مطار بغداد. وتأتي الخطبة الجديدة عقب سلسلة من التصفيات التي طالت كبار حلفاء طهران وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

وشدد خامنئي في خطبة الجمعة، في جامع المصلّى الكبير للإمام الخميني وسط طهران، على أن إسرائيل “لن تحقق النصر” على حماس وحزب الله، مؤكدا أنه “لن يُكتب لها البقاء”.

وقال خامنئي إن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل الثلاثاء “يحظى بالشرعية الكاملة”. وأضاف “خطوة قواتنا المسلحة في مساندة غزة قبل أيام، قانونية وتحظى بالشرعية الكاملة”، مشدّدا على أنها “عقاب الحدّ الأدنى” على ما ترتكبه إسرائيل.

وأشاد خامنئي بالأمين العام لحزب الله حليف إيران الرئيسي في المنطقة، معتبرا أنه “كان راية المقاومة، والمدافع الشجاع عن المظلومين”.

وشدّد في الخطبة التي تلت مراسم تأبين لنصرالله على أن “دفاع حزب الله عن غزة ونصرته للمسجد الأقصى، هما خدمة مصيرية للمنطقة كلها”، مضيفا “لا أحد يحقّ له انتقاد اللبنانيين في مساندة أشقائهم الفلسطينيين بالدفاع عن أرضهم”.

واعتبر أن “كل ضربة تنزل بالكيان الغاصب هي خدمة للمنطقة، ولكل الإنسانية”. وكان خامنئي أعلن الحداد العام على نصرالله في إيران لمدة خمسة أيام.

ورأى مرشد إيران، في الخطبة التي أتت قبل ثلاثة أيام من الذكرى السنوية الأولى لهجوم السابع من أكتوبر الذي قادته حماس ضد إسرائيل، أن “المقاومة في غزة أذهلت العالم، وجهاد رجال فلسطين ولبنان أعاد الكيان الغاصب 70 عاما إلى الوراء”.

ودافع خامنئي عن هجوم حماس على إسرائيل، معتبرا أنه “مشروع وطبيعي للشعب الفلسطيني”. وأضاف “لكل شعب الحقّ في الدفاع عن أرضه وسيادته ضد المحتلين والغاصبين”، مشيرا إلى أن “للشعب الفلسطيني كامل الحق في أن ينتفض في وجه المحتل الذي أهدر حياته”.

وغداة اندلاع الحرب أعلن حزب الله فتح جبهة “إسناد” لغزة انطلاقا من جنوب لبنان مع تبادل يومي لإطلاق النار مع الدولة العبرية.

وتصاعدت المواجهة منذ منتصف سبتمبر الماضي بين حزب الله والدولة العبرية التي شنت غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية وجنوب لبنان وشرقه خصوصا، وقامت بعمليات برية محدودة بعدما باتت إسرائيل تركّز على حدودها الشمالية بهدف إعادة آلاف النازحين إلى بلداتهم.