مكافحة الذباب الإلكتروني.. دعم خليجي يتزايد وخطبة الحرم المكي تحذر

وكالة أنباء حضرموت

دعم متواصل لحملة خليجية على منصة "إكس" تدعو لحظر "الذباب الإلكتروني" وأصحاب الحملات المشبوهة الذين يحاولون إثارة الفتنة بين دول الخليج والدول العربية بشكل عام والسعودية والإمارات بشكل خاص.

ضمن أحدث خطوات الدعم قدم إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد تحذيرات ونصائح بشأن الاستخدام المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي تدعم أهداف الحملة بشكل كبير.

نصائح وتحذيرات
ونصح مستخدمي مواقع التواصل باستخدام تغريداتهم في جمع الكلمة، داعيا من يتعامل مع مواقع التواصل إلى أن "يحرصْ على جمع الكلمة، وإحسان الظن، وليحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه، وليظنَّ بأخيه الخير، وليتق شر ظنون نفسه".

وحذرهم من تسليم عقولهم لمن وصفهم بـ"متطفلي هذه الأدوات الثرثارين بما لا ينفع"، قائلا: "وليحذر أن يكون الناصح لنفسه في هذه الأدوات ممن يتجوّل بدلاء فارغة، ويجعل عقله مستباحاً لمتطفلي هذه الأدوات الثرثارين بما لا ينفع".

وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن "من يتعامل مع أدوات التواصلَ فْليُذَكِّر بفريضة، ولْيدُلَّ على سنة، ولينبِّه على خطأ، ولينصحْ باحتساب، وليحتسبْ الأجر والثواب".

وتأتي خطبة الجمعة بعد يوم من إصدار مجلس إدارة اتحاد الصحفيين الخليجيين بيانا، دعا فيه إلى توحيد الصفوف الإعلامية لمواجهة الحسابات الوهمية على مواقع التواصل، مؤكدا ضرورة إطلاق حملات لمكافحة الذباب الإلكتروني.

بيان "الصحفيين الخليجيين"
وأصدر مجلس إدارة اتحاد الصحفيين الخليجيين بيانا، أكد فيه أن "أمن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يتعرض للخطر بين حين وآخر من أنظمة وجماعات معلومة المصدر والهدف والمقصد، من خلال استخدام وسائل إعلام مشبوهة ومضللة وحسابات وهمية ومزيفة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وبين خلال اجتماع مجلس إدارة الاتحاد الذي عقد بولاية صلالة العُمانية بدعوة من جمعية الصحفيين العُمانية أن ذلك "يستوجب على الجميع توحيد الصفوف لمواجهة هذه المخاطر".

وشدد البيان على ضرورة دعم ومساعدة الصحفيين على أداء واجبهم وتوفير المصادر والمعلومات الموثقة وفق القواعد المهنية التي تسهم في نشر وتوعية الأفراد والمجتمعات على مواجهة الظواهر السلبية.

وأشار البيان إلى ضرورة إطلاق حملات لمكافحة الذباب الإلكتروني من خلال تكثيف جهود نشر المعلومات الصحيحة وتعزيز الوعي بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حول مختلف القضايا ذات الصلة بشعوب المنطقة والرأي العام الخليجي، للحفاظ على وحدة المجتمعات واتساقها مع رؤى وتطلعات قياداتها السياسية.

وأكد البيان حرية الرأي والتعبير مع وضع الضوابط التي تضمن أمن وسلامة المجتمعات الخليجية، ودراسة الإجراءات اللازمة لحماية المجتمع من مخاطر سوء استغلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي التي تقوض الأمن الاجتماعي واستقرار الشعوب وتستهدف إثارة الرأي العام والفتن والكراهية.

وكانت جمعية الصحفيين الإماراتية أعلنت دعمها لـ"حملة مكافحة الذباب الإلكتروني" التي أطلقها الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، في إطار التعاون بين المكتب والجمعية لنشر المعايير المهنية وترسيخ القيم الوطنية ومكافحة الذباب الإلكتروني الذي يعد أحد أخطر آفات العصر.

وقالت فضيلة المعيني، رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية، إن "الجمعية تعمل على التنسيق والتفاعل مع المؤسسات الإعلامية لدعم الحملة الوطنية لمكافحة الذباب الإلكتروني الذي يمارسه الحاقدون وضعاف النفوس الناقمون على نجاح الدول والمؤسسات والأفراد والذين يسخرون حسابات وهمية لنشر معلومات مغلوطة، وقيما وأفكارا هدامة في محاولة منهم لتشويه النجاحات والإنحازات التي تحققها الدول والأفراد والمؤسسات".

وأوضحت رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية أن إطلاق الحملة من قبل المكتب الوطني للإعلام يؤكد حرص الدولة وسعي القيادة الرشيدة لتعزيز الأمن ونشر الاستقرار في كل دول المنطقة وإعلاء قيم التسامح ونبذ الشائعات والفتن من خلال العمل على تطبيق المعايير المهنية ونشر القيم الصحيحة ومواجهة كل الأعمال الإرهابية والأفكار الهدامة التي يمارسها الحاقدون وأعداء النجاح.

ودعت المعيني المؤسسات الإعلامية المحلية والخليجية والعربية إلى تبني هذه الحملة الوطنية، لدورها المهم في مواجهة الحسابات المزيفة والمبرمجة لنشر معلومات مغلوطة لهدم قيم وأخلاقيات المجتمعات ونشر الفوضي والإساءة إلى الشخصيات العامة والناحجة، لافتة إلى أن الوعي أقوى سلاح لمواجهة هذه الآفات.

بداية الحملة
وكانت الحملة انطلقت بسلسلة تدوينات من رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، والشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، عبر حسابهما على منصة "إكس".

ودعت الحملة "للتصدي لآفة الحسابات المثيرة للفتن والشائعات أو ما يُسمى بـالذباب الإلكتروني على منصة إكس، الذين يحاولون إثارة الفتنة والتفرقة" بين الأخوة والأحبة في دول الخليج والدول العربية.

وسرعان ما تفاعل مع الحملة الكثير من المغردين، بينهم إعلاميون وشعراء وكتاب وفنانون، ليتبلور هذا التفاعل في إطلاق عدة هاشتاغات تعبر عن دعم الحملة وأهدافها، من بينها : #تبليك_بدون_تعليق، #تبليك_المسيئين_مطلب_خليجي، #تبليك_معرفات_الفتنة_بين_دول_الخليج، #حظر_الحسابات_المسيئة، #اوقفوا_الإساءات، #خليجنا_واحد، #لا_للذباب_الالكتروني

تفاصيل المؤامرة
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي شهدت خلال الأيام الماضية حملة إساءات ممنهجة للدول الخليجية والعربية ورموزها، يحاول من يقف خلفها إحداث الوقيعة وإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة، خصوصا السعودية والإمارات.

كان أغلب من يشارك في تلك الحملة أصحاب حسابات وهمية من الذباب الإلكتروني الذي يلجأ إلى وضع صورة رمز من رموز الدول التي يزعم الانتماء إليها، ثم يحاول السب والإساءة لدولة أخرى لإحداث فتنة بين الدولتين، ثم تتلقف حسابات مرتبطة بجماعة الإخوان والمعادين لدول الخليج تلك التغريدات لصب الزيت على نار الفتنة، لينخدع أحيانا بعض الغيورين على بلدانهم وينزلق هو الآخر في خطأ الإساءة.

إزاء تلك الصورة نشر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ تدوينة له 10 أغسطس/آب الماضي، حذر فيها من حسابات تحاول زرع الفتنة بين الأخوة في دول الخليج.

وقال في تغريدته "لاحظت بشكل كبير وغريب في الفترة الأخيرة شدا وجذبا في سوشيال ميديا بين حسابات حقيقية ووهمية.. وإساءات كثيرة.. وحسيت من واجبي أن أنبه كل إخواني وأخواتي في المملكة، وفي دول الخليج الشقيقة.. يجب الحذر من هذه الحسابات التي تزرع الفتنة وتسبب المشاكل".

ودعا للحذر قائلا "احنا (نحن) في وقت تلاحمنا وتكاتفنا قوة لنا وضرورة.. أرجوكم احذروا ممن يدس السم في العسل بيننا لأهداف واضحة.. حفظ الله خليجنا عامرا مزدهرا آمنا وحفظ الله قادتنا الكرام وسدد خطاهم.. آمين".

ونظرا لأهمية الموضوع، لا سيما في ظل استمرار حملات الإساءة على مواقع التواصل، أطلق الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، مبادرة وحملة لوأد الفتنة بين الأخوة والأشقاء وإحباط تلك المؤامرة المشبوهة.

الحملة انطلقت بسلسلة تدوينات بدأها 24 أغسطس/آب الماضي وما زالت مستمرة حتى اليوم، دعا فيها "للتصدي لآفة الحسابات المثيرة للفتن والشائعات أو ما يُسمى بـالذباب الإلكتروني على منصة (إكس) فلننظف مجتمعنا في كل دولنا العربية على وسائل التواصل الاجتماعي من الذباب".

واستهل تلك الحملة بتغريدة أكد فيها القيم والقواعد والأخلاقيات التي تربط بين الشعوب العربية والخليجية وآليات وقواعد الكتابة المفترضة على مواقع التواصل، مؤكدا أهمية حفظ اللسان، ودعا فيها لحظر حسابات الفتنة.

وأكد الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد الأخوة الخليجية في أكثر من تغريدة.

وفي مقابل دعوته لحظر الذباب الإلكتروني ومثيري الفتنة، دعا الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد الجميع إلى التسامح وفتح صفحة جديدة مع الغيورين على بلادهم الذين انزلقوا إلى الخطأ وتراجعوا عنه.

وقال في هذا الصدد "العربي والخليجي بالأخص غيور كريم ومتسامح، والمبادرة هذه هي فتح صفحة جديدة لأن كثيرا من أبناء الخليج جرفهم وضلهم الذباب، والذباب هذا هدفه.. كلمة حق الكل سامح في دولة الإمارات والأغلب كذلك من السعودية والخليج وبدأوا بالمبادرة".

دعم كويتي وقطري
وتزايد الدعم للحملة وأهدافها تباعا، حيث غرد وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري مطلع سبتمبر/أيلول الجاري دعما لأهداف الحملة.

وقال المطيري عبر حسابه في منصة "إكس" "دول الخليج تربطها أواصر أخوة ومحبة أصيلة ومتجذرة عبر التاريخ في وجداننا وقلوبنا منطلقة من القيادة الحكيمة لقادتنا حفظهم الله ورعاهم والعلاقات الأخوية التي تجمع شعوبنا".

وأردف "ومن هذا المنطلق يقع على عاتقنا جميعا المحافظة على متانة وحدتنا الخليجية، ونبذ كل ما من شأنه المساس بنسيجنا الاجتماعي الخليجي من قبل الحسابات المسيئة وغيرها وندعم كل الجهود المبذولة للتصدي لها ومحاربتها".

بدوره حذر الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس المؤسسة القطرية للإعلام انتشار حسابات مجهولة المصدر، تهدف إلى نشر الفتنة والتفرقة بين شعوب دول الخليج.

وقال في تغريدة نشرتها المؤسسة القطرية للإعلام عبر حسابها في موقع "إكس" 2 سبتمبر/أيلول الجاري "لاحظنا ما يدور على شبكات التواصل الاجتماعي -خليجيا- في الآونة الأخيرة، من انتشار حسابات مجهولة المصدر، تهدف إلى نشر الفتنة والتفرقة، بين شعوب دول الخليج، وإثارة الشكوك في وحدة النسيج الاجتماعي الخليجي، في الوقت الذي تشهد فيه مسيرة مجلسنا الخليجي مزيدا من التلاحم والتكاتف".

ودعا إلى "تضافر الجهود والعمل الدؤوب على كافة المستويات الرسمية والأهلية، للتصدى لمثل هذه الحسابات المجهولة والمسيئة، والعمل على كل ما من شأنه تعزيز مسيرة مجلسنا الخليجي، وبما يحقق الأمن والاستقرار والازدهار لدولنا وشعوبنا الخليجية الواحدة".

نجاح كبير
وبعد هذا الدعم الكبير للحملة على الصعيدين الرسمي والشعبي، غرد الشيخ عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام مؤكدا نجاح الحملة في تحقيق أهدافها.

وقال في هذا الصدد :"التحديات العالمية الحالية على منصات التواصل الاجتماعي أثّرت على العديد من الدول، ولم يتمكنوا من التصدي لها. ولكن ما حدث في الخليج يبرز قوة وتماسك الصف الخليجي الموحد، الذي تغلب على مثيري الفتن في غضون خمسة أيام فقط. وهذا يدل على أنهم شعب واحد ويدل على عمق محبتهم لهذه الوحدة وترسيخهم لمبادئ التضامن".