ترامب وجذب الناخبين العرب.. «مبعوث خاص» وثغرات بايدن

وكالة أنباء حضرموت

رغم موقف الأمريكيين العرب والمسلمين الواضح من الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن فريقه يرى أنه يمكن استغلال غضبهم من الديمقراطيين.

شعور بالخذلان يحمله الناخبون الأمريكيون المسلمون والناخبون من أصول عربية تجاه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لسباق الأبيض بسبب موقفهما من حرب غزة.

ورغم موقف هذه الكتلة الانتخابية الواضح من الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، فإن فريقه يرى أنه يمكن استغلال غضبهم من الديمقراطيين للفوز بأصوات الأمريكين المسلمين والعرب، وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وبعد عشاء لبناني حاول مسعد بولس، صهر ترامب التحدث مع الناخبين الأمريكيين العرب والمسلمين، ليشرح لهم لماذا قد يكون الرئيس السابق رغم كل شيء هو أفضل رهان لهم.

من هو مسعد بولس؟
ومسعد (54 عاما) هو والد مايكل زوج تيفاني الابنة الصغرى للرئيس السابق، ويطلق على نفسه "مبعوث" ترامب للمجتمعات العربية والإسلامية الأمريكية، وبالنسبة له فإن التأكيد على أن المرشح الجمهوري سيكون صديقا أفضل للفلسطينيين لا يزال أمرا صعبا.

وعادة ما تبدو خطابات ترامب وسياساته وكأنها تشويه غالبا للمسلمين والعرب، مثل منشوره الأخير على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يظهر رجالا مسلمين يحرقون العلم الأمريكي مع عبارة "التقِ بجيرانك الجدد إذا فازت كامالا. صوت لترامب 2024".

هذا الانطباع هو ما يحمله الناخبون العرب والمسلمون لترامب، لكن السؤال الآن.. ماذا لو جرى إقناع البعض بالتصويت له؟

قد يكون ذلك الأمر حاسما لترامب في ظل انتخابات رئاسية متقاربة يتوقع خبراء استطلاعات الرأي أن يتم حسمها بفارق ضئيل، لذا فإن بولس يرى أن القليل من التواصل مع هذه الكتلة الانتخابية يمكن أن يحدث فرقا كبيرا.

وبصفته مبعوث ترامب للناخبين العرب والمسلمين الأمريكيين، قام بولس خلال الأشهر القليلة الماضية بـ6 رحلات إلى ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة حاسمة تضم أكبر عدد من السكان من أصول عربية، الذين مثلوا عددا كبيرا من "الناخبين غير الملتزمين" ضد بايدن في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية.

وبعد ميشيغان بدأ بولس تحركاته في أريزونا، وهي ولاية متأرجحة أخرى، حيث التقى الناخبين العرب والمسلمين في أواخر أغسطس/آب وسط مساعيه للتواصل مع هذه الكتلة في أماكن أخرى في المستقبل.

قال بولس، وهو من جذور لبنانية، إنه من أنصار الحزب الجمهوري منذ فترة طويلة، وأوضح أنه تعرف على ترامب بعد أن بدأ ابنه في مواعدة ابنة الرئيس السابق في 2018، ثم ازداد التقارب بين الرجلين بعد زواج مايكل وتيفاني في 2022.

ولدى بولس جذور لبنانية ويقسم وقته الآن بين جنوب فلوريدا ونيجيريا، حيث يشرف على تكتل عائلته الذي تبلغ قيمته مليار دولار.

وخلال ولايته الأولى أعطى ترامب أدوارا مهمة لأفراد من أسرته، لا سيما زوج ابنته إيفانكا جاريد كوشنر، وهو مؤيد بشدة لإسرائيل كمستشار ومسؤول اتصال في الشرق الأوسط.

لكن بولس، الذي يقسم وقته بين فلوريدا ونيجيريا حيث يدير أعمال العائلة، يقول إنه ليس له دور رسمي في حملة ترامب، وأوضح أنه أجرى مع المرشح الجمهوري محادثات عديدة حول الشرق الأوسط وغزة، وأن الرئيس السابق ترامب بدا متقبلا.

من جانبها، رفضت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم حملة ترامب، الإجابة على أسئلة حول بولس وعمله أو المساعي للفوز بأصوات العرب والمسلمين، لكنها قالت إن الرئيس السابق ملتزم بالسلام في الشرق الأوسط.

وانضم البعض إلى جهود بولس مثل بحبح، وهو أمريكي فلسطيني تقاعد مؤخرا من عمله في الخدمات المالية، وهو مؤسس "العرب الأمريكيون من أجل ترامب".

وكان من بين الحاضرين أيضا آبي حمادة، المرشح الجمهوري الوحيد الذي أيده ترامب للكونغرس، وهو عربي ومسلم ومن المتوقع أن يفوز في انتخابات التجديد النصفي.

وخلال العشاء، الذي استضافه بحبح، حث بولس الحاضرين على النظر في القيم "المحافظة" التي يتقاسمونها باعتبارهم "شرق أوسطيين" مع الحزب الجمهوري.

وعلى الرغم من أن ترامب ذكر حرب غزة بالكاد في خطاباته، افترض بولس أن الحرب لم تكن لتحدث لو أن الرئيس السابق في البيت الأبيض.

وأضاف "أعلم أن هناك الكثير من الأسئلة حول تصريحات معينة"، في إشارة غامضة إلى وصف ترامب المهين لخصم سياسي بأنه "فلسطيني"، وتعهداته بترحيل المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين.

لكن "موقف ترامب الواضح والصريح.. هو أنه يعارض هذه الحرب وقتل المدنيين تماما وبشكل مطلق".

وتركت إشارات ترامب الواسعة والمتناقضة مجالا للتفسير، فبدا أحيانا وكأنه ينتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما وصف سابقا لقطات قصف غزة بأنها "شنيعة"، وحذر من أن إسرائيل "تخسر حرب العلاقات العامة".

وفي تصريحات أخرى، صور ترامب نفسه على أنه أكثر تأييدا لإسرائيل من الديمقراطيين اليهود، وقال "لم يفعل أحد لإسرائيل ما فعلته لإسرائيل".

وخلال العشاء، قال وديع ضاهر، رجل الأعمال المقيم في كاليفورنيا "سيدعم كل رئيس أمريكي إسرائيل"، معربا عن اعتقاده أن ترامب سينهي الحرب.

وقال رجل آخر "المشكلة هي أن أيًا من المرشحين لا يهتم حقا بالفلسطينيين"، وأشار إلى إدانة الديمقراطيين الوضع في غزة، وأضاف "لم أسمع جمهوريا واحدا يقف ويقول "هذا خطأ"، لكن بولس أصر أن ترامب قال "يجب أن تنتهي الحرب".

وقبل ربع قرن، صوت معظم الأمريكيين العرب والمسلمين للجمهوريين، وفقا لاستطلاعات الرأي التي أجراها المعهد العربي الأمريكي ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وإذا نجح ترامب في إغرائهم بالتصويت له فسيكون ذلك بمثابة انقلاب انتخابي كبير.

وعقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول عندما أطلق الرئيس جورج دبليو بوش غزو أفغانستان والعراق، ووقع المسلمون والعرب الأبرياء في فخ التمييز بسبب "حربه على الإرهاب"، اختار العديد من الذين صوتوا تاريخيا للحزب الجمهوري تغيير انتمائهم.

وعزز قرار ترامب بعد أيام من توليه منصبه في 2017، بحظر دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة من جاذبية الديمقراطيين.

لكن الغضب بشأن غزة لا ينبغي الاستهانة به، وقال عباس علوية، أحد مؤسسي الحركة غير الملتزمة والناشط الديمقراطي، إنه تحدث إلى عرب ومسلمين صوتوا للديمقراطيين طول حياتهم، لكنهم يقولون إنه لم يعد بإمكانهم دعم الحزب أو مرشحيه، وأضاف "أعتقد أن الحزب لديه مشكلة أكبر مما يهتم بالاعتراف بها".

ولا يزال مدى تأثير أصوات الأمريكيين العرب والمسلمين بعد حرب غزة على الانتخابات غير معروف على الإطلاق.