رصاص قرب قنصلية إسرائيل.. بندقية قديمة تعكر خميس ميونخ

وكالة أنباء حضرموت

نمساوي في الـ18 من عمره، يحمل بندقية قديمة الطراز مزوّدة بحربة قبل أن يبدأ بإطلاق النار قرب القنصلية الإسرائيلية في ميونخ الألمانية.

على هذا الخبر، استيقظ سكان المدينة الواقعة على نهر إيسار جنوبي ألمانيا، على بعد 103 كيلومتر من جبال الألب، لتتصدر التفاصيل والملابسات عناوين الأخبار والاهتمام.

وقرابة الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، شاهد عناصر الشرطة الذين كانوا يحرسون المباني الحساسة في المنطقة، مطلق النار وهو يحمل بندقية قديمة الطراز مزوّدة بحربة.

وقالت الشرطة إنه أطلق النار قبل أن يردّ عناصرها ويصيبوه بجروح قاتلة، قبل أن تعلن لاحقا مقتله.

وقالت شرطة ولاية بافاريا في بيان "نعتبر في الوقت الراهن أن الأمر يتعلق بهجوم إرهابي ضد القنصلية العامة لدولة إسرائيل".

وأوردت مجلة "دير شبيغل" الألمانية الأسبوعية وصحيفة "دير ستاندارد" النمسوية، أنّ المشتبه به الذي أردته الشرطة معروف لدى الأجهزة الأمنية.

وتعليقا على الهجوم، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنّ "لا مكان في ألمانيا لمعاداة السامية والتطرف الإسلامي".    

وأضاف عبر حسابه في منصة إكس، أنّ "ردّ الفعل السريع للشرطة في ميونخ اليوم أتاح على الأرجح تجنّب أمور فظيعة، وأنا ممتنّ جدا لهم".

وقال وزير داخلية ولاية بافاريا يواكيم هيرمان، خلال مؤتمر صحفي من أمام القنصلية الإسرائيلية، إنّ المشتبه به نمساوي يبلغ 18 عاما، من دون أن يورد تفاصيل بشأن دوافعه.

وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عبر منصة إكس إنه "رُوِّع" بـ"الهجوم الإرهابي"، بينما قال نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه يشاطره المشاعر نفسها، واعداً بإبقائه على اطلاع بتطورات التحقيق.

وأوردت "دير شبيغل" أن الشرطة حققت مع المشتبه به الذي يعيش قرب سالزبورغ في النمسا العام الماضي لأنه كان ينشر دعاية لتنظيم داعش.

لكن المجلة قالت إنه تم التخلي عن التحقيق في وقت لاحق، وأضافت أنه قاد سيارته من النمسا إلى ميونخ قبل أن تقتله الشرطة.

ربط
قالت القنصل الإسرائيلية في ميونخ تاليا لادور فريشر في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني إلى وكالة فرانس برس: "يظهر هذا الحدث مدى خطورة تصاعد معاداة السامية، ومن المهم أن يعارضها عامة الناس بقوة".

وحدثت الواقعة في سياق متوتر في ألمانيا التي شهدت، مثل الكثير من بلدان العالم، ارتفاعا في منسوب معاداة السامية منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي وبدء الحرب في غزة.

ووفقا للسلطات الألمانية، فإن إطلاق النار الخميس مرتبط "على الأرجح" بإحياء ذكرى عملية احتجاز الرهائن الدامية خلال الألعاب الأولمبية بميونخ في 5 سبتمبر/أيلول 1972.

"خطير للغاية" 
قتل خلال تلك العملية التي نفذتها منظمة «أيلول الأسود» الفلسطينية 11 رياضيا إسرائيليا، بالإضافة إلى شرطي وخمسة من المنفذين.

وبسبب هجوم الخميس، تم إلغاء حفل إحياء ذكرى ضحايا أزمة الرهائن عام 1972 في فورستنفيلدبروك، حيث قُتل الرياضيون الإسرائيليون.

وأكّدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أنّ "حماية المؤسسات اليهودية والإسرائيلية تمثل أولوية مطلقة".

وألمانيا في حال تأهب منذ أشهر لأنها تعتبر نفسها "في مرمى منظمات جهادية".

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، أثار تزايد الانتهاكات ضد اليهود القلق خصوصا في ألمانيا التي تعتبر أن دعم إسرائيل مصلحة عليا للدولة، وذلك بسبب تنفيذها المحرقة.

وتم تسجيل رقم قياسي بلغ 5164 انتهاكا معاديا للسامية عام 2023، مقارنة بـ2641 عام 2022، وفق الاستخبارات الداخلية.