أمينة الصرارفي.. مؤسسة أول فرقة نسائية عربية وزيرة للثقافة في تونس

وكالة أنباء حضرموت

أمينة الصرارفي ليست مجرد فنانة من الماضي، بل هي إرث حي، حيث لا يزال تأثيرها يلهم الأجيال الجديدة من الفنانين والمبدعين في تونس.

فمن خلال تأسيسها أول فرقة موسيقية نسائية، وصولاً إلى توليها حقيبة الثقافة، رسمت الصرارفي خارطة طريق جديدة للثقافة التونسية. هذا التقرير يستكشف رؤية هذه القيادية، وكيف أثرت في تشكيل الهوية الثقافية لبلدها.

وكان الرئيس التونسي قيس سعيّد قد قرر، الأحد، إجراء تعديل حكومي، عيّن بمقتضاه الفنانة الموسيقية أمينة الصرارفي وزيرة للشؤون الثقافية في حكومة كمال المدوري، قبل يوم من مشاركتها في مهرجان ليالي سليمان.

والصرارفي فنانة تونسية وعازفة كمنجة وأوّل قائدة لمجموعة موسيقية نسائية في تونس وفي الوطن العربي.

وتعتبر الوزيرة الجديدة للشؤون الثقافية من الشخصيات الرائدة في مجال الموسيقى، حيث حصلت على اعتراف واسع بفضل إنجازاتها الفريدة في هذا المجال، وفق لوسائل الإعلام التونسية.

رسالة محمد بن زايد الصوتية في العام الدراسي الجديد.. توجيهات أبوية ترسم مستقبل الإمارات
ولدت أمينة الصرارفي في 14 سبتمبر/ أيلول 1958 بمدينة تونس، وهي ابنة الفنان الراحل قدور الصرارفي.

منذ نعومة أظافرها، تأثرت بحب الموسيقى بفضل إشراف والدها، وهو ما قادها إلى الالتحاق بالمعهد العالي للموسيقى بتونس، حيث حصلت على شهادة في الموسيقى العربية في سنة 1979.

بعد ذلك نالت شهادة الدراسات الجامعية العامة في علم الموسيقى، ثم سافرت إلى فرنسا لتدريبها على قيادة المجموعات الموسيقية.

وعادت الصرارفي إلى تونس لتبدأ مسيرتها كأستاذة موسيقى، حيث قامت بتدريس المادة لمدة 10 سنوات، وشاركت في برامج موسيقية إذاعية وتلفزيونية، وأسست "كورال أطفال" تابع لمؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية. كما كانت عضوا في الفرقة السيمفونية التونسية منذ عام 1982.

شهدت مسيرتها الفنية العديد من المحطات البارزة، بدءا من انتخابها كأفضل مطربة في مهرجان مدينة تونس عام 1984، وصولا إلى تقديم عرض موسيقي في قاعة الأولمبياد بباريس في عام 1985. في عام 1988، أسست معهد "قدور الصرارفي للموسيقى والرقص" تكريما لوالدها، وساهمت في نشر الثقافة الموسيقية في تونس.

خبير بريطاني: أفلاطون يدعو للجنس والحب الأفلاطوني للرجال فقط
تميزت أمينة الصرارفي بريادتها في تأسيس أول فرقة موسيقية نسائية في تونس والعالم العربي عام 1992، وهي فرقة "العازفات"، التي قادتها بنفسها. كما نظمت العديد من الملتقيات والتظاهرات الفنية، وانتُخبت رئيسة لهيئة الموسيقى بالمجلس الدولي للمرأة في عام 1997.

حازت الصرارفي على جوائز وأوسمة عدة تقديرا لإنجازاتها، بما في ذلك وسام الاستحقاق الثقافي من رئيس الجمهورية في مناسبتين، ووسام الجمهورية في العيد الوطني للمرأة التونسية عام 2001، بالإضافة إلى الصنف الأول من وسام الاستحقاق الثقافي في اليوم الوطني للثقافة سنة 2008.

في رصيد الفنانة أمينة الصرارفي مجموعة من المعزوفات المبتكرة على غرار "دنيا" وهي رقصة على أنغام تونسية، "تونس وطن ومجد" وهي أغنية وطنية، "أمنية" معزوفة تمزج بين الكلاسيكي والعصري، و"نشيد العازفات"