رولان غاروس.. الرقصة الأخيرة لنادال في الملاعب الترابية
سيواجه رافائيل نادال بداية صعبة في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس (رولان غاروس) إذ أوقعت القرعة اللاعب الإسباني الفائز بالبطولة 14 مرة وهو رقم قياسي أمام ألكسندر زفيريف المصنف الرابع في الدور الأول، بينما يبدو مواطنه كارلوس ألكاراز أبرز المرشحين للفوز بالبطولة.
واجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي في 24 سبتمبر عام 2022، موجة من الحزن بعد الصورة الشهيرة لثنائي أساطير التنس، السويسري روجيه فيدرير والإسباني رافائيل نادال، وهما يبكيان إلى جانب بعضهما البعض في اللقاء الأخير الذي خاضه فيدرير قبل اعتزاله.
وعاشت تلك المنافسة بين الطرفين لسنوات طويلة، وأصبح كلاهما المثل والقدوة لكل نجوم التنس في العالم، وليس التنس فحسب، بل أيضا بالنسبة إلى باقي الرياضات، إنها منافسة مثل تلك التي كانت بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو في كرة القدم، منافسة قائمة على الحب والاحترام المتبادل بين لاعبين من أعظم الأساطير في تاريخ اللعبة.
وبعد اعتزال فيدرير بعامين، لم يصل الأمر إلى النهاية بعد بالنسبة إلى نادال، الذي سيخوض منافسات فردي الرجال ببطولة رولان غاروس وهي البطولة التي من المرجح أن تكون الأخيرة في مسيرته بعد سنوات من العطاء. ورغم احتلاله المركز 276 عالميا في تصنيف الرجال، يبقى نادال اسما مهما في عالم كرة المضرب، ويبقى دائما مرشحا للفوز بالبطولات حتى مع اقترابه من دخول عامه الـ38 في الثالث من يونيو المقبل.
وكانت بداية قصة نادال مع بطولات (غراند سلام) في عام 2002، حينما وصل إلى الدور قبل النهائي من بطولة ويمبلدون للشباب، وبعد ذلك أصبح أصغر لاعب يصل إلى الدور الثالث من بطولة الكبار في العام التالي، حيث كان عمره 17 عاما فقط. وفي عام 2005 توج نادال بأول ألقابه في بطولة فرنسا المفتوحة رولان غاروس، حينما كان عمره 19 عاما، ليصبح أصغر لاعب في التاريخ يتوج بلقب من بطولات (غراند سلام)، وتبدأ مع ذلك قصة لم تكتب نهايتها حتى الآن.
وبعد انتشار جائحة كورونا، فاز نادال بلقب رولان غاروس مرة واحدة فقط عام 2022، وهو العام نفسه الذي شهد تتويجه ببطولة أخرى من (غراند سلام) متمثلة في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس. وكانت المرة الأولى التي فاز فيها نادال بلقب بطولة أستراليا المفتوحة للتنس عام 2009، وانتظر 13 عاما أخرى للفوز باللقب الثاني. وفي ويمبلدون، حقق نادال اللقب مرتين، الأولى عام 2008 والثانية عام 2010، كما توج بلقب بطولة أميركا المفتوحة للتنس أربع مرات أعوام 2010 و2013 و2017 و2019.
في المقابل، اعترف ألكاراز، الذي توج بلقبي أميركا المفتوحة (فلاشينغ ميدوز) وإنجلترا المفتوحة (ويمبلدون)، عامي 2022 و2023 على الترتيب، بأنه لم ينضج جيدا قبل اللعب في النسخة المقبلة من رولان غاروس، لكنه يعتقد أنه يستطيع العثور على أفضل مستوياته على الملاعب الرملية الباريسية.
وعانى ألكاراز (21 عاما)، من إصابة في الساعد خلال الشهرين الماضيين، وغاب عن البطولات الكبرى على الملاعب الرملية في مونت كارلو وبرشلونة وروما. وخاض ألكاراز بطولة مدريد المفتوحة أمام جماهيره لكنه اعترف بعد الخسارة أمام الروسي أندريه روبليف في دور الثمانية بأنه لا يزال يعاني من الألم، واختار عدم المشاركة في بطولة إيطاليا المفتوحة.
وأعرب ألكاراز عن ثقته بأنه سيكون جاهزا تماما لبطولة رولان غاروس، حيث قال “الأمور تسير على ما يرام مؤخرا، وأنا سعيد حقا بكل التقدم”. وأضاف ألكاراز “كان الأمر صعبا بالنسبة إليّ لأن الأطباء أخبروني في البداية أن الأمر لن يكون خطيرا حقا، بل سيستغرق الأمر بضعة أيام فقط، من خمسة إلى سبعة أيام، ولم يكن الأمر كذلك".
وأوضح "كنت أتعامل مع الألم، لم ألعب في بطولة مدريد بكامل طاقتي. لقد كان أمرا صعبا أيضا، لكنني سعيد حقا لأن فرصة اللعب أتيحت لي"، متابعا "الغياب عن مونت كارلو وبرشلونة وروما، وهي بطولات جميلة حقا بالنسبة إليّ، كان شيئا صعبا ولكن الأمور تسير بشكل جيد للغاية مؤخرا وهذا كل ما يهم. أعتقد أنني سأكون عند مستوى 100 في المئة”. وأمضى ألكاراز وقتا محبطا، حيث بدا أنه بدأ يخطو خطواته مرة أخرى نحو استعادة مستواه بعد فوزه بأول لقب له منذ بطولة ويمبلدون الصيف الماضي، وذلك في إنديان ويلز في مارس الماضي.
وشدد ألكاراز “ليس لديّ وقت محدد في الملعب وأعتقد أنه على الملاعب الرملية يجب أن تقضي ساعات طويلة في الملعب فقط للحصول على الإيقاع وتعلم كيفية التحرك”، مؤكدا “الغياب عن البطولات الثلاث المقامة على الملاعب الرملية، وهي مسابقات هامة حقا، وعدم لعب النقاط أو المجموعات أو المباريات من قبل، سيجعلان الأمر صعبا بالنسبة إليّ، لكن لديّ الوقت للتدرب مع أفضل اللاعبين، ولديّ الوقت للعب المجموعات والتدرب على المباريات، وأعتقد أنه سيكون من المفيد حقا أن أكون جاهزا لرولان غاروس".
ورغم صعوبة إعداده، فإن ألكاراز يعتبر المرشح الأبرز للفوز بأول لقب له في فرنسا، مما يعكس وقتا مضطربا على نحو غير معتاد في قمة منافسات الرجال. ويعاني بطل أستراليا المفتوحة الإيطالي يانيك سينر أيضا من مشكلة في الفخذ بينما يخوض كل من الصربي نوفاك ديوكوفيتش والإسباني رافائيل نادال البطولة دون تحقيق أيّ انتصارات.
ومع ذلك، لن يتفاجأ الكاراز بارتفاع حدة المنافسة على القمة من جديد في باريس. وأشار اللاعب الشاب "أعتقد أن المنافسة متاحة للجميع الآن. الكثير من اللاعبين يقدمون أداء جيدا مؤخرا. دعونا نرى، لكنها رولان غاروس، إنها إحدى البطولات الأربع الكبرى". وقضى ديوكوفيتش ( 37 عاما) أحد أكثر مواسمه هيمنة عام 2023، وخسر لقبا وحيدا في غراند سلام عندما انهزم في نهائي ويمبلدون أمام ألكاراز، لكنه عانى هذا الموسم من سلسلة من الهزائم الصادمة ولم يتمكن من الوصول إلى نهائي أيّ مسابقة حتى الآن.
وتحدث ألكاراز عن ديوكوفيتش قائلا “ربما لا يقدم أفضل ما لديه، ولا يفوز بالبطولات، لكنه قادر على لعب رولان غاروس والفوز بها”. ولن يشعر ألكاراز بالصدمة عندما يرى نادال، الذي من المتوقع أن يعتزل في وقت ما من هذا الموسم، يصل إلى نهائي يستمتع به في البطولة التي حددت مسيرته. وفي حديثه عن نادال قال ألكاراز "مثل نوفاك، ربما لا يقدم رافا أفضل ما لديه، ولا يشعر بحالة بدنية جيدة، لكن في رولان غاروس، أعتقد أن لديه فرصا للعب تنس رائع وتحقيق نتيجة مذهلة. لقد أظهر على مر السنين أنه قادر على القيام بذلك".