المستشار سالم الوالي يرثي التربوية القديرة ومعلمة الأجيال" نجيبة علبي"

وكالة انباء حضرموت

كي لا ننسى معلمة الأجيال "نجيبة علبي" .. بين يديك، مقال مؤثر للأستاذ سالم سلمان الوالي نائب وزير الصناعة والتجارة بعدن؛ يرثي به مربية الأجيال "نجيبة علبي" والتي  قدمت الكثير أثناء عملها .. جاء فيه:


ها هي معلمتي الفاضلة نجيبة علبي ترحل اليوم، بعد أن تركت وراءها إرثا زاخرا، وذكرى طيبة، وأثرًا عميقًا وزاهيا في حياتي وحياة أجيال من طلابها ومريديها؛ حيث كانت قائدة فذة، ومرشدة رائدة،  ومربية فاضلة، ومصدر إلهام وتأثير لي وللعديد من طلابها.       وها أناذا أرثيها اليوم بمشاعر ملؤها الاحترام والتقدير،تجاه شخصها الكريم، وبمزيج من الألم والحسرة لفقدان شخصية كبيرة وعظيمة بحجم ألأستاذة نجيبة علبي.

معلمتي الفاضلة- رحمة الله تغشاك- لقد كنتِ شعلة من العلم والمعرفة التي أضاءت لنا دروبنا.، بكل صبر وحب، أعطيتِ لنا الأدوات اللازمة لاغتراف المعرفة والحكمة. ولم تكن دروسكِ مجرد معلومات تُسجل في دفاترنا، بل كانت لها أهمية كبيرة، وأثر عميق  في بناء شخصيتنا، وتشكيل مستقبلنا.

كنتِ تمتلكين القدرة الفريدة على إلقاء الضوء على مزايانا وقدراتنا الكامنة. إذ كنتِ تعززين الثقة بأنفسنا، لتخطي واقعنا، والسعي لتحقيق أحلامنا. وبفضلك أصبحت نفسي أكثر ثقة وأشد جرأة على تحقيق النجاح.

لم تكوني مجرد معلمة تقدم المعرفة، بل كنتِ أيضًا صديقة ومستشارة لطلابك ككل،. كنتِ تستمعين لأحلامنا، وتشاركيننا أهدافنا وطموحاتنا، كنتِ تهتمين بنا فردا فردا، وتسعين لتطويرنا في كل جانب من جوانب حياتنا.

ستظلين في قلوبنا- معلمتنا الفاضلة- وستبقى ذكراكِ العطرة  تلازمنا إلى الأبد...وستظل القيم والمبادئ التي علمتينا إياها واستقيناها منك، نبراسا يضيء دروبنا، وبوصلة لحياتنا، وسنظل نعمل بدأب وجد  لتحقيق الأهداف التي نسعى إليها، تكريمًا لروحكِ النبيلة.

وإنني في هذا الوقت العصيب وأنا أرثيكِ ليملؤني الشعور بالشكر والامتنان تجاهك، وأجدني وأنا أرسل واجب العزاء والمواساة لأسرتك وأحبائك، لأعزي نفسي أولا لفقد شخصية ملهمة ومعلمة فذة ونبيلة مثلك، وأقول لذويك وأسرتك الكريمة وكل محبيك: تأكدوا أنكم لستم وحدكم، فنحن جميعا نشعر بفقدان معلمتنا الغالية. ولكن دعونا نستمد  منها ومن تعاليمها القوة والعزيمة, دعونا نواصل تطوير أنفسنا، ونحقق النجاحات التي كانت تلهمنا إياها وتتمناها لنا.

رحمك الله معلمتي الفاضلة، وأسكنك فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

*ولدك وتلميذك الأسيف/
المستشار سالم سلمان الوالي ،
نائب وزير الصناعة والتجارة.*


هكذا يكون الوفاء وهكذا يكون البر والإحسان لمن بذلوا جهدهم، وأدوا  امانتهم ونشروا العلم، ودرسوا المعلومة، وأثروا المعرفة؛ فكان ذلك هو الصدقة الجارية التي لا ينقطع أجرها ويستمر حتى بعد وفاة الإنسان.. وصدق أحمد شوقي حينما قال وكتب :

خــلَّفْت فــي الدنيـا بيانًـا خـالدًا
وتــركْت أَجيــالاً مــن الأبنــاءِ

وغـدًا سـيذكرك الزمـانُ, ولـم يَزلْ
للدِّهــرِ إِنصــافٌ وحسـنُ جـزاءِ