الازمة الفلسطينة الاسرائيلية
قطاع غزة المحاصر على شفا "المجاعة" (ترجمة خاصة)
قالت هيئة مراقبة الجوع التابعة للأمم المتحدة إن "جميع الأسر تقريبا" في قطاع غزة تتخطى وجبات الطعام يوميا، حيث تمر أربع من كل خمس أسر في الشمال ونصف الأسر النازحة في الجنوب أياما كاملة دون تناول الطعام.
يواجه قطاع غزة أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي "على الإطلاق"، متجاوزا السودان وأفغانستان
ووجد تقرير للأمم المتحدة أن جميع سكان غزة يواجهون نقصا حادا في الغذاء، مع تعرض القطاع المحاصر لخطر المجاعة إذا استمر الهجوم الإسرائيلي في فبراير.
النسبة المئوية للأسر في غزة التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد هي الأعلى على الإطلاق في جميع أنحاء العالم، متفوقة على أفغانستان والسودان، وفقا للأرقام الواردة في التقرير الذي نشر يوم الخميس من قبل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC).
وقالت هيئة مراقبة الجوع التابعة للأمم المتحدة إن "جميع الأسر تقريبا" في قطاع غزة تتخطى وجبات الطعام يوميا، حيث تمر أربع من كل خمس أسر في الشمال ونصف الأسر النازحة في الجنوب أياما كاملة دون تناول الطعام.
ولدى التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مقياس من خمس مراحل لتقييم الأزمات الغذائية. وفي الفترة ما بين 24 نوفمبر/تشرين الثاني و7 ديسمبر/كانون الأول، قدر أن 90 بالمائة من سكان غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، المصنف على مستوى "أزمة أو ما هو أسوأ"، من المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، والتي تعرف بأنها "أعلى من سوء التغذية الحاد المعتاد".
وحذر التقرير من أنه إذا استمرت الأعمال العدائية الإسرائيلية، فإن "جميع السكان في قطاع غزة [حوالي 2.2 مليون شخص] سيكونون في مستويات الجوع 'الأزمة أو أسوأ' بحلول 7 فبراير". وفي الفترة من 7 ديسمبر إلى 7 فبراير، توقع التقرير أن يصل 53 بالمائة من الفلسطينيين في غزة إلى مرحلة "الطوارئ" من الجوع، والتي تعرف بأنها "سوء تغذية حاد مرتفع للغاية ووفيات زائدة".
ومن المتوقع أن تكون أسرة واحدة على الأقل من كل أربع أسر (26 في المائة) في "كارثة جوع"، وهي المرحلة الأكثر حدة، مما يشير إلى الجوع والموت.
وقال التقرير إن هذا من شأنه أن يجعل الفلسطينيين هم السكان الذين لديهم "أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي صنفته مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي على الإطلاق لأي منطقة أو بلد معين".
وسط الهجوم الإسرائيلي الذي لا هوادة فيه على القطاع المحاصر الذي بدأ في 7 أكتوبر، تتصدر غزة الآن قائمة البلدان التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد في التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
تليها أفغانستان حيث يواجه 29 في المائة من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، المصنفة على أنها المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، والسودان حيث دفع الصراع حوالي 37 في المائة من السكان إلى مستويات "أزمة" من انعدام الأمن الغذائي الحاد، والتي تصنف أيضا على أنها المرحلة 3 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
ويأتي التقرير في الوقت الذي من المتوقع فيه التصويت المتعثر على قرار مجلس الأمن الدولي لتعزيز تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يوم الجمعة.
وقد تأجل التصويت مرارا لأن الولايات المتحدة أرادت تخفيف لغة مشروع القرار التي تدعو إلى "وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية".
ووجد تقرير اللجنة أن كميات "غير كافية للغاية" من المساعدات تصل إلى القطاع منذ فرض إسرائيل "حصارا كاملا" على غزة في 9 أكتوبر.
وقبل الهجوم الإسرائيلي الحالي على القطاع المحاصر، كان 1.2 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة يواجهون بالفعل انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث يعيش 80 في المائة منهم على المساعدات الإنسانية.
ويخضع معبر رفح بين غزة ومصر، وهو البوابة الوحيدة للدخول إلى القطاع والخروج منه ولا تسيطر عليه إسرائيل، لقيود مشددة وضربات جوية إسرائيلية متعددة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، مما أدى إلى اختناق شاحنات المساعدات على الحدود.
واعتبارا من 21 تشرين الأول/أكتوبر، سمح بدخول كميات محدودة من المساعدات الإنسانية عبر المعبر.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 100 شاحنة فقط تعبر رفح إلى غزة يوميا، أي نصف العدد الذي أوصت به الأمم المتحدة.
وقبل بدء الأعمال العدائية الحالية، كانت 500 شاحنة مساعدات إنسانية تدخل القطاع يوميا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وفي حين قالت إسرائيل إنها ستقيم نقاط تفتيش إضافية لشاحنات المساعدات، إلا أنها استبعدت فتح معابر أخرى إلى القطاع المحاصر.
وخلص التقرير إلى أن "الأعمال العدائية" هي المحرك الرئيسي لمستويات انعدام الأمن الغذائي الحادة في القطاع الفلسطيني المحاصر.
كان النزاع المسلح محركا رئيسيا لانعدام الأمن الغذائي الحاد على مستوى العالم منذ عام 2017. في عام 2021، كانت سبع من أكبر 10 أزمات غذائية في العالم ناجمة عن النزاعات.
ووجد تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش في 18 ديسمبر/كانون الأول أن القوات الإسرائيلية تستخدم التجويع كسلاح كجزء من الحرب على غزة، وأن هذا يشكل جريمة حرب.
في عام 2018، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يعترف بالصلة بين الصراع والجوع و "يدين بشدة" التجويع كوسيلة من أساليب الحرب.
ووفقا لمنظمة أوكسفام، فإن شهورا من القصف الإسرائيلي المتواصل إلى جانب نقص الوقود والمياه جعلت الزراعة في القطاع شبه مستحيلة ودفعت المخابز ومصانع الحبوب ومرافق الصرف الصحي إلى نقطة الانهيار.
وفي 28 تشرين الثاني/نوفمبر، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن نقص المياه يترك الماشية على حافة المجاعة وتتلف المحاصيل، في حين أفاد قطاع الأمن الغذائي الفلسطيني بأن أكثر من ثلث الأراضي الزراعية في شمال غزة قد تضررت في الأعمال القتالية.
وفي يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر، قصفت القوات الإسرائيلية آخر مطحنة قمح عاملة في غزة.
وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني، قال خبراء الأمم المتحدة إن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية المدنية "تهدد بجعل استمرار حياة الفلسطينيين في غزة مستحيلا".
وأدانت عليما شيفجي، القائمة بأعمال الرئيس التنفيذي لمنظمة أوكسفام، انزلاق غزة إلى المجاعة ووصفته بأنه "متوقع لدرجة أنه متعمد".
وقالت في بيان "هذا دليل لا يمكن دحضه على أن الهجمات الإسرائيلية دمرت النظام الغذائي الهش بالفعل في غزة بشكل كارثي لدرجة أن معظم الناس لم يعودوا قادرين على إطعام أنفسهم وأسرهم".
المصدر middleeasteye_ترجمة وكالة أنباء حضرموت