صياح الديكة

أحمد الجعشاني
وكالة أنباء حضرموت

كان الناس في القرية اعتادوا على صياحه . وكأنهم وقعوا تحت سحر قبضتة . كان يعرف كيف يسحر القريه بصوته. في صباح كل يوما ، قبل بزوق الشمس وغسق من الليل . يغرد ديك القرية بصوت شجي يسلب الاسماع ، يدب الحياة في القريه . ديك جميل ، له عرف احمر على راسه. وريش طويل  بالوان زاهيه حمراء  وصفراء ومائلة الى اللون الذهبي . ديك خطير  ذو حس امني يقظ يصيح بوجود الغرباء واللصوص . كان  يعلو من فوق سور القرية  العالي. فيشق له مكانه في اعلى السور  . يتلوا بصوته العالي مرددا تراتيل ونغمات  بصوته الجميل. كو كو كو في مرات عديدة  حتى .. يصحو اهل القريه  من نومهم فيؤدون الصلاة  ومن ثم يذهبون  الى عملهم .. فرحين سعداء . على سلامة القريه من بطش الذئاب واللصوص . وديك القريه يمشى سعيدا مزهوا بنفسه ، يتجول بين زوجاته الدجاج نافش ريشه الاحمر وزعافه المنصوب فوق راسه . كأنه تاج مفتخرا به . وهو يتجول في القريه .. والكل يطيب خاطره ويشكره . والدجاج تبق بق من خلفه . ظن في نفسه  انه هو من يمنح القريه الامن والامان و الغذاء من بيض الدجاج  . ديك قريتنا  شهر يار زمانه . فهو يضاجع  في كل يوم عدد من دجاج القريه . فتبيض الدجاج  . أما العاقر التى لم تبيض . او التى كبرت في السن وقطع الخلف عنها . يتركها  الى السياف في القريه يذبحها  تتغدى القرية منها . اصبح مغرورا  مزهوا بنفسه . ولم يشتكي احد من هذا الديك وهو يمارس الغطرسه والغرور على بقية الحيوانات . ولم يتكلم احد عن غروره  ولو حتى باشارة الى حقوق الحيوان . ما عدى الحمار الذي يرى انه افضل منه . واعلى مكانا من هذا الديك المغرور ، الذي لايستطيع حمل الاثقال مثله . لهذا ظل الحمار كثير الشكوى والتذمر من هذا الديك المغرور بنفسه . بينما الثور يرى عكس ذلك . قال أن الديك فيه شئ لله انه تقي ورع  وولي من اولياء الله الصالحين . انه يرى الملائكه ويؤذن للصلاة الفجر ويوقظ الناس للعمل . الاترى جمال صوته وشعر ريشه بالوانه الزاهيه وجمال صوته وهو يغرد كل صباح . و النور البهي الذي يضئ وجه . أما بقية الحيوانات فهي البقية الصامته . فانها لم تهتم للامر ولم تجادل وفضلت السكوت . الى أن جاء يوم مرض ديك القريه مرضا شديدا . ولم يعد يقوى على الصياح والاذان . ولم يعد يخرج من فنائه في عش الدجاج التي  لم تعد تحبل البيض . فاحتارت القرية  في الامر . وقالو مرض الديك قد يطول .فيصبحون عرضة للصوص الليل والذئاب. ويحرمون من اكل البيض ولحم الدجاج . اجتمع اهل القريه لتشاور في الامر . والحيوانات قلقلة في انتظار ماذا سينتج من اجتماع اهل القريه . وبعد اجتماع طويل كان فيه الكثير من الجدل والاعتراضات ، من بعض اهل القريه . على جلب ديك غريب الى القريه . ويدخل الغرباء  فيعبثون فيها . ويعرفون مداخل القرية واسرارها . بينما يمكن ان ننتظر قليلا و سنجد ديك صغير بين الصيصان الصغيرة  الموجوده في عش الدجاج . لكن الاغلبيه وافقو على جلب ديك أخر من سوق الدجاج.  وأن الانتظار او التاخير سيعرض القريه الى الخطر . قرروا اخيرا جلب ديك أخر شاب وقوي . يقوم بعمل ديك القريه المريض . حضر الديك الغريب الى القريه . كان ديك مفرط في الحماسه والنشاط الزائد . وكان منتشيا ولايسكت لا في الليل او النهار . حتى الدجاج خرجن من فناء ديك القريه المريض . يبق بقن يمشين من حوله  فرحات صوب الديك الغريب الشاب . وهو مااغضب ديك القريه الذي جار عليه الزمن  ، فتوعد وصاح وزمجر . وقام من فرشته يترنح فكان مثل الكهل بعد أن انحنى ضهره. محاولا المشي بصعوبه . وذهب الى السور حيث يقف الديك الغريب . لكنه وجده ديك شاب قوي البنيه ورأى انه لافائدة من العراك معه فخاف على نفسه ومكانته . فانسحب مطأطأ رقبته ومتجها الى طرف السور وحده . وحاول يعلو بصوته  والدموع تسيل من عينيه كأنما عرف انها صيحاته الاخيره .فكان يرجو لصوته أن يعلو . حتى لاتكون سبب لنهايته  . وراى الديكه الصيصان الصغار في عش الدجاج هوان وضعف الديك الكهل . اخذتهم الحميه لنصرة ابيهم الديك المريض  . وخرجو من فناء قفص الدجاج . حين سمعوا صوت الديك الغريب واتجو نحو السور . وحالو  بشق الانفس طلوع السور . الا انهم في الاخير استطاعو طلوع السور العالي . واخذو لهم مكانا في السور . وبدوأ بصياح كو كو كو كلهم . وكان كلما توقف واحد من الديكه صاح الاخر بعده . فرائ الحمار صياح الديكه على السور . وهم يلعلعون بأصوات واحدا تلو الأخر . فضحك ونهق نهقة قويه مجللة ساخرا . شكونا  من صياح ديك واحد .. خلف الملعون ديوك فاقوا اباهم  ..  حأ أ أ أ أ أ ياحمار ..