خاطرة

رحلت تارك  .. العيون تدمع

أحمد الجعشاني
وكالة أنباء حضرموت

لااعرف من اين ابدأ.  من النهاية التى  لم اكن اتوقعها . او من فجائية الاقدار . او من لحظات الانكسار . او من لحظات الفزع التي ارتابتني . حين وقع الخبر . اقفلت جوالي واقفلت  عيناى . لعلي ارى من يكذب الخبر .

لكن هيهات لقد سبق القدر . كل حذر و صدق الخبر .

  ليس هناك لدي من الكلمات . ما استطيع  أن اعبر فيها عن  مدى حزني . وهل الكلام يشفي . او يخفف مقدار الالم    .. لازلت لا اصدق انك رحلت عنا يادكتور حميد  ٠ وانا لازلت اسمع صدى كلماتك . مثل مافيك من سعة صدر . وحسن الخلق . واسع الافق .  رحلت  في تلك  الليلة السوداء . الذي  اختفى فيها القمر . وساد الصمت في المكان . كنت انت اختفيت عنا . رحلت للابد . دون كلمة وداع او قبلة على محياك الطاهرة . رحلت ونحن نسوق الامل في لقائك . في مجلس كنت انت عطره . عبير  يطوف مجلسا . كنت به نورا يشق به جنوح الظلام  .  يتسلل إلى عناق السماء يحتضن القمر .  وخلفت موعدا  ، كنت مع موعدا اخر . اختاره لك القدر . سبقنا . ونحن نسوق الامل والانتظار .


 

تاركا  فينا الكثير من الحسرة والالم . وضياع الامال ..
 

لازلت لا افهم الموت . يفاجئنا يصدمنا . و يفجعنا في ما نحب . لكنه الموت هو الحقيقه التى دوما ما ننساها . رغم علمنا بأن الموت حق . ولابد منه . ننسى كما ننسى ان الحياة . ماهي الا لحظات قليلة من الفرح . وما أكثر لحظات الفراق  الاحزان . ولحظات الموت . هي من تفجعنا . ونحن فيها عيون باكيه تذرف الدمعه  .. 

 لكني لازلت لا افهم لماذا الموت يختار الاجمل  فينا . كنت ارى لمعت عينيك الدافئة . و نحن نستقرئ منك افكارك . وانت تلملم شتات افكارنا المبعثرة .  ايها المثقف النبيل  في زمن التيه  . في زمن اختفى فيها المثقفون . زمن التهميش والابعاد . زمن التطفل والاستعلاء . ومنطق الاستيلاء .  واعتلى المهرجون والمرجفون صهوة الخيل متقدمين الركب . ببنادق الزيف والقوة على القلم و الكلمه . في زمن التغريب وهجرة العقول  والابعاد.  لا مكان فيه للشرفاء ونبلاء الكلمه  المثقفون الطيبون . في زمننا هذا زمن الانحسار. وقلة الاوفياء الاخيار ..

ذهبت بلا وداع . تارك العيون البواكي .

 تدمع وتتذكر لقاك . لا احد يستطيع أن يتخطئ

الالم وفرقة الاحبه . الا بالصبر والاحتساب الى الله ..

ان لله وان اليه راجعون الله يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان ..

* أحمد الجعشاني *