أكثر من 120 منحوتة شكّلها استعداداً لمعرضه الخاص
نحّات سعودي يمنح جمالاً للصخور على شواطئ الشرقية
نحو ربع قرن أمضاه النحّات السعودي عصام جميل في تحويل الصخور والأخشاب الصماء إلى أعمال فنية تنبض بالدهشة والحياة، ليكون في حصيلته ما يتجاوز 120 منحوتة فريدة من نوعها. الأمر الذي دعاه لافتتاح معرض شخصي دائم لأعماله بمدينة الدمام، يسعى من خلاله لرفع ذائقة المتلقين تجاه فن النحت، والتعريف بأعماله التي حصدت تكريماً محلياً ودولياً.
بدأت رحلة جميل الفنيّة عام 1997 من مدينة الخُبر حين بدأ بتشكيل أعماله عبر رمل الشاطئ ثمّ الطين ليتجه بعدها إلى الصخور الصناعية فالصخور الطبيعية بأنواعها إلى جانب نحت الخشب.
تخللت هذه الرحلة الطويلة محطات توقف وعودة، إلا أنّه استمر بحرصه على توثيق قصة كل منحوتة يشكّلها ويختار لها أسماء لافتة.
يوضح جميل في حديث لـ«الشرق الأوسط» قائلاً إن دافعه في إطلاق معرض دائم خاص بأعماله هو شغفه بفن النحت ورغبته في أن يكون متاحاً للجميع، حيث يستقبل المجموعات التي تنسّق معه للحضور إلى المكان الذي هو عبارة عن ورشة ومعرض في آن واحد، في تجربة تفتح آفاقاً جديدة للراغبين في تأمل هذه المنحوتات التي تستغرق جهداً ووقتاً طويلاً.
وتعكس معظم منحوتات عصام جميل مضموناً عميقاً تجاه فكرة ما، من ذلك منحوتة (المتعبدة) التي يوضح أنّها تتضمن امرأة في حالة تعبد ومُناجاة، والفكرة هي تجسيد لتلك اللحظة الروحانية التي تكون فيها المناجاة والتي تُشعر المتعبد بإحساس يحاكي عملية الشهيق، مثّله جميل في هذه المنحوتة من خلال تجويف الصخر إلى الداخل.
والكثير من منحوتات عصام جميل باتت تُعرض في الأماكن العامة، مثل منحوتة (العلم) الموضوعة في حديقة السلام بمحافظة الجبيل (شرق السعودية)، وتقوم فكرتها على أنّ التسلّح بالعلم يُبقي الإنسان في القمة. وعن بصمته الخاصة في النحت، يؤكد حرصه على أن يحمل العمل مضموناً أو هدفاً محدداً، بما يوصل للمتلقي رسالة معينة من خلال المنحوتة، ويسترجع هنا منحوتته (مانجروف) التي حملت رسالة بيئية في ضرورة الحفاظ على هذه الأشجار.
وعن نوعية الصخور التي ينحتها، يشير جميل إلى أنّ السعودية غنية بمخزون وافر من الثروات المعدنية، مما يجعله حريصاً على استخدام الصخور المتوفرة من مختلف مناطق البلاد، ويضيف: «أنا مثل الصياد، لو وجدت في طريقي كتلة تشدني، أدرس مدى مناسبتها لأن تكون منحوتة، ثمّ آخذها معي».