من أين تأتي إهانة الآخرين
نيوكاسل يطلب من مشجعيه عدم ارتداء ملابس تقلّد ملابس السعوديين
تحول احتفال بعض المشجعين لنادي نيوكاسل من الإنجليز إلى مناسبة تذكير بأهمية احترام الثقافات الأخرى، حتى وإن كان الهدف للبعض هو الاحتفال بطريقته بدخول التمويل السعودي على خط إنقاذ النادي والدفع به إلى صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبالتزامن مع أول لقاء للنادي تحت ملكية السعوديين فوجئ الجمهور برسالة من إدارة الفريق تحث الأنصار على عدم ارتداء اللباس العربي التقليدي، في إشارة إلى اللباس السعودي، وربطت ذلك بتجنب “إهانة الآخرين”.
ورغم أن النادي لم يفسر ماذا يقصد بإهانة الآخرين، عبر ارتداء جمهور الفريق للباس السعودي أو حمل أعلام المملكة، يقول مراقبون إن ذلك يخفي تحرّجا من أن يوفر النادي فرصة أمام السعودية لتقترب من الجمهور الرياضي وتبدد الصورة السلبية المرسومة عنها لدى بعض الدوائر السياسية والإعلامية والحقوقية في المملكة المتحدة.
وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن السعودية ليست الوحيدة التي قامت بالاستحواذ على ناد رياضي كبير في بريطانيا، ما يجعل الحساسية من دخولها ميدانا مفتوحا أمام الجميع بمثابة موقف مسبق لا علاقة له مباشرة بالرياضة ولا بـ”قوانين اللعب النظيف” التي تتكفل الدوائر الرياضية والقضائية بمتابعتها ومعاقبة الفرق التي تتجاوز السقف المسموح به.
وكانت بعض جماهير نيوكاسل قامت بارتداء ملابس وأغطية رأس سعودية في مباراة الفريق أمام توتنهام يوم الأحد الماضي في الدوري الإنجليزي، وهي المباراة الأولى للفريق تحت الإدارة الجديدة.
والأربعاء توجه النادي ببيان إلى جماهيره راجيًا منها “عدم ارتداء الملابس العربية التقليدية أو أغطية الرأس المعروفة في الشرق الأوسط في المباريات” إن لم يكن المعني يرتدي تلك الملابس عادة.
وأصبح نادي نيوكاسل الآن مملوكا بنسبة 80 في المئة لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية مع امتلاك المستثمرين “بي سي بي كابيتال بارتنرز” و”آر بي سبورتس” الحصص المتبقية.
وتابع “لم يشعر أحد من الإدارة الجديدة بأي شكل من أشكال الإهانة من ملابس المشجعين الذين أرادوا الاحتفال بتلك الطريقة، حيث تم اعتبارها لفتة طيبة وإيجابية ومُرحّبا بها”.
وأوضح نيوكاسل “ورغم ذلك فإنه من الممكن أن يكون ارتداء تلك الملابس غير مناسب ثقافيا وقد يتسبب في الإساءة إلى الآخرين”، دون أن يوضح من هم هؤلاء الآخرون، ولماذا يعترضون على الأزياء الخليجية دون سواها.
وجاء هذا الموقف المتنافي مع التنوع الديني والثقافي، الذي أشار إليه البيان، ضمن ردود فعل أوسع على ظهور السعودية في واجهة الرياضة في بريطانيا، إذ صوتت قبل ذلك أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على تشريع يهدف إلى منع الملاك السعوديين الجدد لنادي نيوكاسل يونايتد من إبرام صفقات رعاية مربحة للغاية.
وقالت صحيفة “الغارديان” إن العديد من الأندية في الدوري الممتاز تشعر بالقلق من أن المالكين السعوديين لنيوكاسل قد يبرمون صفقات في المملكة الغنية بالنفط والتي يمكن أن تمنحهم ميزة.
وأوضحت أن الأندية اتخذت هذه التدابير الوقائية التي من شأنها إما منع ذلك أو ضمان دفع القيمة السوقية العادلة.
وخلال الشهر الجاري أعلن الدوري موافقته على صفقة الاستحواذ طويل الأمد، بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني (409 ملايين دولار)، بعد أن قال إنه اطمأن إلى ما قدمه صندوق الاستثمارات العامة من “تأكيدات ملزمة قانونا بأن المملكة العربية السعودية لن تسيطر على نيوكاسل”، ليصبح النادي الإنجليزي هو أول استثمار رياضي كبير للمملكة.