هاني سالم مسهور

الإمارات أولاً.. الإمارات دائماً

إذا أردت النجاح والتفوق فعليك الاعتبار بما تصنعه الآن وفي اللحظة الراهنة بما فيها من التحديات والصعوبات، وعليك أن تعرف قوتك في تطويع الصعوبات مهما كانت وتجعلها يسيره لتمضي ناحية المستقبل، بهكذا رؤية صنعت الإمارات ذاتها في بدايتها مع مؤسسها الفذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».

التصميم والعزم ليسا مجرد مصطلحات في القواميس اللغوية بل أساسيات تكاملت في ظرفية الزمان والمكان، فثابرت هذه البلاد بمخزونها البشري، وانطلقت بكثير من الشغف لتحقيق هذا النجاح الفريد، وتتحول دولة الإمارات العربية المتحدة إلى قوة إقليمية لها اعتبارها في شرق أوسط صعب المراس.تبدو العشرية الأخيرة جديرة بما يكفي لقياس مدى الاختبارات القاسية للبنى التحتية في مختلف المجالات من سياسية وعسكرية واقتصادية وحتى معرفية.

عشرية صعبة ولا جدال في ذلك وقيادة صلبة شديدة البأس تقدمت بشجاعة الصفوف عندما تهاوت أوطان كبرى فاستشعرت القيادة الإماراتية واجباتها الوطنية والقومية فتحملت المسؤولية بكامل القوة والجسارة، بما تتطلبه التحديات، واستل سيف المواجهة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحمل الدرع وانطلق في مهمة تاريخية للدفاع عن وطنه وعن الأمن القومي العربي.

المعركة كانت واسعة والرؤية الإماراتية كانت لها بذات اتساعها وحجمها. ومن خلال ذلك التقدير الواعي بالمخاطر عملت الإمارات بالاستناد على ما تمتلك من بنى تحتية متينة، في الأوقات الصعبة، فما اجتهدت فيه هذه البلاد من عمل لتؤسس فيه اقتصادها وقوتها الرادعة العسكرية، بالإضافة إلى تأهيل مؤسساتها وفقاً لأعلى معايير، هو الذي مكّنها لتكون دولة فاعلة في المجتمع الدولي ووسيطاً سياسياً موثوقاً به، لعب أدوراً متقدمة في حل توترات وأزمات دولية حادة.

مكافحة الإرهاب هي واحدة من أهم استراتيجيات دولة الإمارات، لذلك تم ويتم التعامل مع هذه القضية على اعتبارها أولوية في نطاق الأمن الوطني والقومي والدولي، وفقاً للمبادئ والقيم السارية في الإمارات، على مدار العقود الماضية تشكلت تجربة نوعية عبر اعتماد تجديد الخطاب الديني وتعزيز قيم التسامح والتعايش في الداخل وهي الاستراتيجية الفريدة في الشرق الأوسط. اعتمدت الدبلوماسية الإماراتية على قاعدة تحقيق المصلحة الوطنية، وهو ما يتجلى في أهم التحولات الاستراتيجية بعد اعتداء مليشيات «الحوثي» الإرهابية للعاصمة أبوظبي في 17 يناير 2022، فلقد شكّل ذلك الاعتداء الإرهابي نقطة تحول سياسية، دفعت باتجاه تحقيق المستهدفات الوطنية، وهو ما تمثل في زيادة الضغط السياسي لإعادة المليشيات «الحوثية» على قائمة الإرهاب الأميركية.

العملية السياسية استكملت في استثمار تصويت مجلس الأمن الدولي حول الأزمة الروسية الأوكرانية، ومن خلال البراغماتية نجحت الإمارات بتمرير القرار 2426 والذي صنف المليشيات «الحوثية» إرهابية على قائمة أعلى سلطة سياسية يمثلها مجلس الأمن. وبهذه الإدارة السياسية يمكن قراءة التحول من خلال ما تمثله القدرات السياسية الإماراتية، بما يعني أن ما قبل 17 يناير 2022 ليس كما بعده وفقاً لمعطيات الواقعية السياسية، وتماشياً مع محددات الأمن الوطني الإماراتي أولاً وثانياً ومليوناً، فالمساس بأمن الإمارات خط أحمر.

تعاطت الإمارات مع كل المسارات بالتزامات محددة من خلالها تحركت وتتحرك سياسياً وتساهم بقوتها السياسية في المساهمة الفاعلة بمختلف القضايا والأزمات ضمن واقعية سياسية بها حققت غايات الأمن والاستقرار في محيطها الجغرافي لضمان أقصى درجات البيئة الآمنة التي تجتذب الاستثمارات باعتبار الإمارات بلداً يوفر فرص النجاحات الأعلى حول العالم لكافة المشاريع الاقتصادية، وتعطيها الإمكانية التنافسية التي امتازت بها الدولة عن غيرها من خلال تجربة رائدة ومشهود لها أنها الأكثر ديناميكية وحيوية، لذلك تظل وستبقى الإمارات أولاً.. الإمارات دائماً.

مقالات الكاتب