ماجد الطاهري

بريطانيا ترعى المهاجرين الأفارقة

وكالة أنباء حضرموت

شهدت مؤخرا محافظة شبوة وبعض المحافظات اليمنية تعاملا أمنيًا حازمًا مع المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، وفيما يبدو أن قرار ترحيل المهاجرين الذي لم يكن قرارا صادر عن الحكومة و المجلس الرئاسي ولا حتى صادر عن الجماعة الحوثية المسيطرة شمالا، فلم يصدر الجميع قرارا رسميا بالترحيل ،ولمّا رافق الإجراء الأمني المحدود بالترحيل مباركة وتأبيد اعلامي وشعبي بين الأوساط اليمنية لم تلبث إلا أيام لتتدخل الدبلوماسية البريطانية فورا وعلنا لعقد لقاءات مع قيادات أمنية لبحث التصعيد الأمني والشعبي الاخير الرافض لتدفق الهجرة الحبشية المستمرة الى الأراضي اليمنية منذ عقد او يزيد من الزمان.

لقد أبدأ معظم المواطنين قلقهم إزاء ملف الهجرة والممارسات التي حصلت على الحدود اليمنية السعودية بحق مواطنين يمنيين من قبل بعض عصابات المهاجرين المسلحين، ناهيكم عن القلق الذي يهدد الأمن الداخلي والعربي في المدى المتوسط القريب.

أن ما يثير المخاوف والشكوك أكثر هو أن تتدخل دولة عظماء بحجم بريطانيا لتهدئة الوضع ومنع ترحيل المهاجرين المتواجدين في الأراضي اليمنية ناهيكم عن منع تدفق المئات منهم نحو الاراضي اليمنية بشكل يومي، هذا التدخل المريب وهذه الرعاية البريطانية لموجات الهجرة يعيد إلى الأذهان مشاهد وأحداث تأريخية سابقة مارستها الدولة المستعمرة في حق البلدان العربية، (نفس النهج الخبيث والخطير) لقرارها الانسحاب من جنوب اليمن عام 67م(إرساء صراع مسلح بين جبهة التحرير والجبهة القومية) وكذلك ما خلفته من صراعات في منطقة الشرق الأوسط بعد القضاء على حكم الخلافة العثمانية بمساعدة ملوك العرب، ومن ثم تسليم الحجاز لأسرة ال سعود وفلسطين لليهود.

ان دولة بريطانيا من وجهة نظري تعتبر ألد وأخبث عدو واجهه العرب والمسلمين على مدى التأريخ المعاصر، وهو ما ئوجد أن ما تخطط له حاليا وعلى المدى القريب والمتوسط أو حتى في المنظور البعيد وعبر رعايتها لتدفق ألآف المهاجرين الاحباش من مختلف الأعراق والطوائف والأديان لهو أمر خطير وينذر بوقوع كارثة لا مناص منها في اليمن ومعها دول الجوار.

الغريب هو الصمت المجتمعي خاصة من قبل النخب المثقفة تجاه ملف الهجرة، والأغرب منه الخذلان الأقرب الى العجز من قبل قيادات الدولة في الداخل وعدم اتخاذ موقف شجاع ضد سلوك بريطانيا ومنظماتها المخابراتية التي اصبحت تهدد أمن اليمن والمنطقة بشكل عام.

إن الصمت عار وخزي سوف يطال الجميع دون شك و رُبّ مُمرر للمقال أوعى من قارئ.

مقالات الكاتب