خاطرة وفاء في زمن التغيرات
سالم خراز
لم أكن على علم بما جرى بالأمس ولم أفتح نافذة الفيسبوك إلا اليوم ففوجئتفي زحمة الثناء ومع تسارع المتغ...
تسع سنوات مضت على التوالي، ولا تزال الأزمة اليمنية تراوح مكانها دون أن تلوح في الأفق أي بوادر انفراج أو حلول حقيقية، بسبب التعقيدات السياسية التي تحيط بالمشهد اليمني. وبينما تتشابك مصالح الأطراف المتصارعة، يبقى شعب الجنوب العربي هو الضحية الأولى، يذبح يومياً بسياط وسكاكين ما يُعرف بـ “اتفاق الرياض”.
شعب الجنوب الذي تمسّك بعروبته، وقدم قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل تحرير وطنه واستعادة دولته، يجد نفسه اليوم محاصراً باتفاقٍ يكرّس الوصاية ويقيد مشروعه الوطني.
المؤلم أكثر أن القيادات الجنوبية التي فوضها الشعب ومنحها ثقته في اللقاء التاريخي بعدن – على أمل أن تكون المدافع عن قضيته – باتت هي نفسها تطالب بتطبيق اتفاق الرياض، غير مدركة لخطورة هذا الاتفاق على مسار التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية إذا ما تم تنفيذه فعلاً على أرض الواقع.
لقد أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم يذكّرنا بسذاجة الرئيس علي سالم البيض، عندما اعتكف في عدن مطالباً الأمم المتحدة بتنفيذ "وثيقة العهد والاتفاق"، بينما كانت قوات عفاش قد أحكمت سيطرتها على العاصمة عدن براً وبحراً وجواً. وحينها، اعتُبرت جمهورية اليمن الديمقراطية – في نظر القانون الدولي – مجرد فرعٍ عاد إلى "بيت الطاعة اليمنية" بعد حربٍ وتمردٍ طويلين.
إن تكرار ذات الأخطاء اليوم هو طعنة جديدة في جسد الجنوب، ولن تُجلب لشعبه سوى المزيد من المعاناة والخذلان.