د. وليد ناصر الماس

"غياب العدالة" السر الكامن وراء مشاكل مجتمعاتنا

وكالة أنباء حضرموت

يعد التخلف السبب الرئيس لمختلف مشاكلنا وخلافاتنا وصراعاتنا.
الدولة المدنية هي الحل الأمثل لكل مشاكلنا ومشاكل بلداننا بتفرعاتها. 
لماذا الدولة المدنية تحديدا؟.
ذلك لأن الدولة المدنية ترتكز على وجود القوانين العادلة.
مشاكلنا في المجتمعات النامية تُعزى لغياب العدالة، واستشراء الظلم والفساد والاستبداد.
الأحقاد ومشاعر العداء المتفشية في أوساط شعوبنا، مردها لغياب العدالة؛ هذه الجهة أو المنطقة استحوذت على السلطة أو النفوذ دون غيرها، هذه المنطقة أو تلك لم تحصل على تمثيلها في السلطة، هذه المحافظة أو الناحية حرمت من مواردها، لصالح غيرها، هذا المكون السياسي يهيمن على القرار السيادي دون غيره، هذه المحافظات لها تمثيل في المؤسسة العسكرية أو الأمنية أكثر من غيرها، هذه الجهة أو الناحية تحظى باهتمام أكثر من غيرها، عندما يتصل الأمر بتقديم الخدمات والمصالح العامة، أبناء هذا الإقليم يحصلون على امتيازات لا يحصل عليها غيرهم،.. وهكذا يتسبب غياب القوانين العادلة في بلداننا إلى حدوث مشاكل وخلافات لا حدود لها، تقود إلى اضطرابات وأعمال عنف وفوضى وحروب أهلية من أجل السلطة، وهذا ما تشهده البلدان النامية، ومنها بلدان منطقتنا العربية التي تعد المنطقة الأكثر تفككا في العالم، حيث تشهد حروب بدائية غير معهودة، تقوم على خلفيات عرقية ودينية ومذهبية.

يتعين على النخب السياسية والاجتماعية في بلدان منطقتنا، بما تمتلكه هذه النخب من تأثير على تشكيل السياسات العامة، العمل على بلورة صورة واضحة ومنطقية للمستقبل، وتهيئة الشارع المحلي لتقبل مفهوم الدولة، والالتزام بالقوانين العامة وعدم تجاوزها، باعتبارها الضامن الوحيد للحفاظ على الحقوق والممتلكات في البلد.

مقالات الكاتب