وعي الشعب مفتاح الخلاص من الفساد والاستبداد
د. فائز سعيد المنصوري
بثّت قناة العربية الإخبارية مشاهد من الأيام الأخيرة في حياة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أدخ...
بثّت قناة العربية الإخبارية مشاهد من الأيام الأخيرة في حياة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أدخل اليمن في صراع دموي لا يزال مستمرًا حتى اليوم، وسلّم البلاد للحوثيين، وساهم في تمزيق وحدة اليمن، بل نهب ثرواته بعد حرب عام 1994م. ومع ذلك، مُنِح فرصة، وأُعطي الحصانة، غير أن المخذول هو من خذله الله لسوء أفعاله. ومع كل ما ارتكبه، لا يزال بعض أتباعه والمخدوعين من أبناء اليمن يبكون عليه، ظنًّا منهم أنه يملك عصًا سحرية لتصحيح أوضاع البلاد؛ بل إن بعضهم خرج في مسيرات يطالبونه بالعودة، بل يطلبون منه أن يضربهم حتى يشبع! فهل وصل وعي المواطن اليمني إلى هذا الحد، أن يبكي على من نهب ثروات بلاده، وأدخلها في حروب، ومزّق نسيجها الاجتماعي؟ وكأنه لا يوجد في اليمن رجال صالحون تُصلح بهم البلاد إلا من هذا النوع!
قد يكون من يتصدر المشهد اليمني اليوم ليس أهلًا للقيادة، لكن ذلك لا يعني أن النجاة لا تكون إلا على يد علي عبدالله صالح أو من هم على شاكلته. فلو كان نزيهًا، لما طلب الحصانة. نحن بحاجة إلى وعي، لا إلى رئيس. فإن لم نرتقِ بوعينا، سيأتي من ينهب الثروات، ويقتل مخالفيه، ثم يطلب الحصانة، ونعود نحن من جديد نطالب بعودته! تأمل واقعنا اليوم: بعضهم يرفع شعار "مع عيدروس حتى ولو بالفانوس"، وآخرون يرددون الشعار ذاته للعرادة وطارق صالح! متى نضع معايير واضحة، فإذا خالفها أحد، قُدِّم إلى المحكمة ونال جزاءه؟ أما إذا ذهب فاسد وبكينا عليه، فلن تنهض اليمن إلى يوم القيامة.
على أبناء اليمن أن يأخذوا العِبَر من الأحداث، ويبحثوا عن شرفاء أوفياء، لهم صلة بالله أولًا، ويتصفون بصفات القيادة، ويملكون القدرة على إصلاح ما دمّره أولئك. قيادة تتسم بالصدق والأمانة، وتراقب الله قبل كل شيء.