حضرموت رأس لا ذيل: دعوة لوحدة الصف وكسر التبعية
د. فائز سعيد المنصوري
يجب أن يدرك محمد عبدالملك الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي في وادي حضرموت، أن المجلس الانتقالي وسيلة ل...
يجب أن يدرك محمد عبدالملك الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي في وادي حضرموت، أن المجلس الانتقالي وسيلة لا غاية، فليس من الحكمة أن يستقوي به على أهله. فلا يجوز أن يتعصّب له تعصّبًا أعمى، إذ كيف يستعين الإنسان بشخص من خارج محافظته ليقاتل أهله؟! أيُّ حمقٍ هذا؟! أقلّ ما يُقال في مثل هذه المواقف: "أنا وابن عمي على الغريب، وأنا وأخي على ابن عمي". فالذي لا خير فيه لأهله، لن يكون فيه خيرٌ لأحد. فكيف يتعصّب الإنسان في قضايا محسومة؟
لن يحكم حضرموت بعد اليوم غير أهلها.
حضرموت رأس، ولن تكون ذيلًا لأحد أبدًا. ولهذا، يجب على أبناء حضرموت الغيورين على محافظتهم وأهلهم وثرواتهم، أن يعيدوا المجلس الانتقالي إلى حجمه الطبيعي؛ فحضرموت هوية وتاريخ، وليست رقعة تابعة لأحد.
ومن هنا، أُطلق دعوة صادقة إلى كل المكونات الحضرمية المخلصة، بمختلف أطيافها:
اتحدوا، وانصهروا في كيان سياسي واحد؛ حتى لا يستفرد بكم خصومكم، وإلا فستندمون كما ندم أبناء عدن، حين أصبحوا غرباء في مدينتهم، وهم أهلها!
لقد جرّب أبناء حضرموت حكم الحزب الاشتراكي الجنوبي، كما جرّبوا حكم أبناء المحافظات الشمالية، ومَن ناصرهم من أبناء الجنوب باسم اليمن الموحّد. وهذه تجارب واقعية، فإن لم يتعلموا منها، فلن يُجدي معهم تعليم، مهما طال بهم العمر.
لذلك، على أبناء حضرموت، وخاصة الغيورين منهم على أرضهم، أن يضعوا آلية تخدم جميع أبناء حضرموت دون أن يستقوي طرف على آخر. كما يجب عليهم أن يصحوا من غفلتهم، ويوحّدوا صفوفهم من أجل نهضتهم، ويعيدوا مجدهم الذي دونه المؤرخون، ويكونوا امتدادًا لتاريخهم المُشرّف، الذي ميّز الحضارم عن أبناء الجنوب والشمال. وليتذكّروا: لن يحكَّ ظهرك مثل ظفرك.
حفظ الله أبناء حضرموت من عبث العابثين، وطيش الساسة الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم الضيّقة.