د. فائز سعيد المنصوري

دولة المؤسسات أم حكم العصابات؟!

وكالة أنباء حضرموت

نتعجّب من زمرةٍ تتحكّم في مفاصل الدولة، وتتعمّد الاستخفاف بعقل المواطن البسيط. تم الإفراج عن الشيخ محمد الكازمي بعد أن تم توثيق طريقة القبض عليه، فهل ما حدث يُنسب إلى مؤسسة أمنية تنفّذ القانون وتحمي كرامة الناس؟ أم أنه فعل عصابة تديرها ميليشيات تتخفّى خلف اسم الدولة؟!

إن أبناء الجنوب واليمن عمومًا يتطلعون إلى دولة مؤسسات تحترم الأنظمة واللوائح، لا إلى كيان يُدار من قبل زمرةٍ متخصصةٍ في إذلال المواطن. كم من القتلة تم إخفاؤهم بعد انكشاف جرائمهم؟! أين يسران المقطري؟ وما حقيقة قصة "عشال" التي لا يزال الرأي العام يجهل تفاصيلها حتى اليوم؟! هل هذه هي "دولة الجنوب" التي يطالب بها أولئك الذين يرفعون رايتها في المسيرات والمظاهرات؟! أصبح المواطن الجنوبي يخاف على نفسه إن لم يوثّق أي موقف يتعرّض له؛ إذ ربما يُخفى كما أُخفي غيره، وقصة عشال ليست عنّا ببعيدة.

هذا حال الجنوب العربي كما يحب من يسمّيه في الجانب الأمني، تعال نتأمل حاله من الناحية الاقتصادية، فالمأساة لا تقلّ سوءًا؛ فالعملة تنهار يومًا بعد يوم، والمواد الغذائية في ارتفاع مستمر، والرواتب لا تكفي الحد الأدنى من المعيشة. حتى عاش الموظف تحت أقل من خط الفقر إن صحّ التعبير؛ وانظر إلى التعليم فإنه في حالة يُرثى لها، لا يلبّي احتياجات الطلاب، ولا يواكب ركب التقدّم العلمي، وكأن من يجلس على كرسيّ السلطة من وزراء لا يدركون حجم المأساة التي يعيشها أبناء الوطن، وكأن الأمر لا يعنيهم!

عندما خرج الناس في ثورة التغيير، كان هدفهم تحسين مستوى المعيشة والتعليم وتحقيق الكرامة، فإذا بهم اليوم يتحسّرون على تلك الأيام، حتى هتف بعضهم بشعار "ارجع يا عفاش ارجع واضربنا لما تشبع"، وهو ما يكشف حجم الخيبة التي يشعر بها المواطن في ظل ما آلت إليه الأمور. فهل نحن فعلًا نواجه ما يُسمّى بـ"الدولة العميقة" كما يروّج أنصار المجلس الانتقالي ووزراؤه؟ أم أننا ببساطة أمام فشل ذريع في إدارة الدولة، وتمكين الفاسدين من مفاصل الحكم؟!

السؤال بات أكثر إلحاحًا: إلى أين يأخذون هذا الوطن؟!

مقالات الكاتب