مصلح عبده سالم

الرابع من مايو 2017: إعلان عدن التاريخي

وكالة أنباء حضرموت

في تاريخ الشعوب، تُسطّر بعض الأيام بحروف من نور، لما تحمله من دلالات مفصلية في مسيرة نضالها الطويل نحو الكرامة والحرية والهوية. ويُعدّ الرابع من مايو 2017 واحداً من تلك الأيام في الذاكرة السياسية الجنوبية، حيث شهدت العاصمة المؤقتة عدن ولادة "إعلان عدن التاريخي"، الذي مثّل منعطفاً حاسماً في مسار القضية الجنوبية.
جاء إعلان عدن في لحظة غليان شعبي، واحتقان سياسي، وتدهور أمني، تزامن مع محاولات لتهميش الإرادة الجنوبية، وتجاوز التضحيات الجسيمة التي قدمها الجنوبيون في مواجهة الانقلاب الحوثي، وفي سبيل تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب المحرر. وكان الشارع الجنوبي قد بلغ ذروة الغضب بعد قرارات رئاسية قضت بإقالة محافظ عدن الأسبق اللواء عيدروس الزبيدي، وهو ما اعتُبر استهدافاً مباشراً للإرادة الجنوبية التي برزت بعد تحرير عدن.
في الرابع من مايو، اجتمع عشرات الآلاف من أبناء الجنوب في ساحة العروض بخور مكسر استجابة لدعوة أُطلقت من قيادات جنوبية بارزة. وعلى لسان المحافظ المقال عيدروس الزبيدي، تم إعلان تشكيل قيادة سياسية جنوبية موحدة تُعبّر عن تطلعات شعب الجنوبين، ورفض كل القرارات التي تمس بإرادته. ومن هناك، انطلقت الخطوة التأسيسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعلن لاحقاً في 11 مايو 2017، ككيان سياسي يتولى تمثيل القضية الجنوبية داخلياً وخارجياً.
حمل الإعلان جملة من الرسائل المهمة:
التأكيد على وحدة الصف الجنوبي ورفض سياسة الإقصاء.
توجيه رسالة قوية للمجتمع الإقليمي والدولي بأن الجنوب يملك قيادة سياسية وشعبية لها شرعية مستمدة من الأرض.
إحياء الحلم الجنوبي في استعادة دولته وهويته بعد سنوات من التهميش والضم القسري. وبعد الاعلان تفاوتت ردود الفعل على إعلان عدن، حيث استقبله الجنوبيون بموجة تأييد واسعة، واعتبروه انتصاراً لإرادتهم الحرة. في المقابل، نظر إليه بعض الأطراف كخطوة تصعيدية. لكن، رغم التباينات، فرض الإعلان واقعاً سياسياً جديداً لا يمكن تجاهله في أي ترتيبات مستقبلية تتعلق بالجنوب.
لقد شكّل الرابع من مايو 2017 لحظة فاصلة، أكدت أن الشعوب لا تموت، وأن صوت الميدان أقوى من قرارات المكاتب. كان الإعلان تتويجاً لتضحيات طويلة وشرارة لبداية مرحلة جديدة من العمل المنظّم لقضية الجنوب. واليوم، وبعد سنوات من ذلك الإعلان، لا تزال روحه حية في ضمير الجنوبيين، تذكّرهم بأن لا صوت يعلو 
فوق صوت الإرادة الحرة.
#إعلان_عدن_التاريخي
#يوم_اعلان_عدن_التاريخي
#بعثه_الجنوب_في_واشنطن

مقالات الكاتب