إيران على شفا الانهيار: تحذير من فوضى وانتفاضة وشيكة
حسين عابديني
حذّر جواد آرينمنش، النائب السابق في البرلمان الإيراني، من «وضع كارثي» اقتصادي واجتماعي يُنذر بـ«فوض...
في تاريخ الشعوب، ثمة أيام لا تمضي بمرور الزمن بل تبقى محفورةً في الذاكرة، كالجرح النازف لا يندمل. ويوم السابع والعشرين من أبريل هو واحد من تلك الأيام السوداء في تاريخ الجنوب، يومٌ تحوّل فيه شَرق الشمس إلى شَرق الدم، وأُعلنت فيه الحرب المقدسة ضد الإنسان والأرض والكرامة في الجنوب.
لم يكن خطابًا.. بل إعلان حرب في هذا اليوم من عام 1994، اعتلى عفاش منصة ميدان السبعين، وتحدث بوجه مليء بالحقد، صادحًا بكلمات ظاهرها الوحدة وباطنها الغدر والخيانة. في خطابه ذلك، لم يُخفِ نيته، بل صرّح بها، كافرًا بشعب الجنوب، مبيحًا دماء أبنائه، معلنًا أن الاجتياح قادم، وأن الأرض التي رواها الجنوبيون بالدم عبر عقود ستتحول إلى غنيمة للحاكم وعصاباته.
كانت الرسالة واضحة: لا شريك في السلطة، لا شريك في الثروة، لا شريك في الوطن!
من السبعين، انطلقت فتاوى التكفير، وبيعت الجنوب في أسواق المصالح، وأُجهض مشروع دولة مدنية اتحادية كانت حلم الجنوبيين وطموحهم منذ ثورة أكتوبر المجيدة.
الغزو باسم الوحدة ونظام العار القبلي و
تحت شعار الوحدة الكاذبة، لم يأتِ إلى الجنوب مشروع دولة ولا نظام قانون، بل جاءت قطعان الجيوش التابعة لعصابات قبلية لا ترى في السلطة إلا وسيلة للنهب والسلب.
كان النظام الذي أُعلن منه الغزو نظامًا قبليًا عنجهيًا، يقدس ذبح الثور احتفالًا بالغنيمة، ويركع تحت أقدام الشيخ كرمزٍ للجاه والقوة، بينما يُداس المواطن تحت نعال الجهل والاستبداد.
ولم يكن لهذا النظام أي قيمة قانونية أو حضارية، فهو نظامٌ يعبد السلاح والعصبية القبلية، ويحتقر فكرة الدولة والمؤسسات.
نظام لا يعرف معنى المدنية، ولا يحترم حق الإنسان، ولا يفهم غير منطق الغلبة ونهب الثروات وإذلال الإنسان
منذ ذلك اليوم المشؤوم، تحولت أرض الجنوب إلى ميدان للنهب والسرقة، واستُبيحت الثروات الطبيعية والموانئ والأسواق.
لم تكتفِ قوى الغزو بذلك، بل مارست أبشع صنوف الإقصاء والتهميش بحق الإنسان الجنوبي، وطردت الكفاءات، ودمرت بنية الدولة الوطنية التي بناها الجنوبيون بعرقهم ودمائهم.
الجنوب لم يركع ولن يركع ولكن رغم كل ذلك القهر، لم ينكسر الجنوب.
لم تركع عدن، ولم تخنع حضرموت، ولم تسكت شبوة، ولم تتراجع أبين، ولم تتهاون الضالع.
بل من رحم المعاناة، ولد جيلٌ جديدٌ أشد صلابة وأقوى عزيمة.
جيلٌ تعلم من التاريخ و أن لا خلاص إلا بانتزاع الحرية كاملةً غير منقوصة، وأن لا دولة تقوم على أعمدة القبيلة والغدر.
اليوم اصبحت القضية الجنوبية حق لا يسقط بالتقادم
اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود من الاحتلال والنهب، يتجدد العهد الجنوبي مع الشهداء ومع الأرض أن النضال مستمر، وأن الحق لا يموت بالتقادم.
اليوم، أصبح صوت الجنوب صاعقًا في أروقة السياسة الإقليمية والدولية، يطالب بحقه غير آبه بمؤامرات الغزاة ولا بمناوراتهم.