"الأول من مايو" العيد المأساة..!
خالد شوبه
شعور مؤلم جداً أن يحل عيد الأول من مايو في ظل هذا البؤس والمعاناة والخذلان التي يتجرعها العمال في ال...
لدينا جيشٌ بعقيدة وطنية أفضل من جيش ما قبل 1994م، وشركاء في الحكومة، ومقومات دولة حقيقية على الأرض، واستثمار، ورئيس، وقادة، ووزراء، وهيئات.
ومع كل هذا، لا يزال هناك من يردد بكل خزي وخنوع وذل:
"تعرضنا لاحتلال، دُمّرت بلادنا، شُرّد جيشنا."
ثبات أسطوري عمره ثلاثة عقود!
ثبات على الخطاب، وثبات على النغمة، وثبات على نفس الأسطوانة المشروخة التي أكل عليها الدهر وشرب، ثم تغدى وتعشى ونام قيلولة أيضًا!
أقسم بالله، العالم كله حفظ قصتنا وقضيتنا:
الهنود، الصينيون، وحتى قبائل الأمازون النائية يعرفون أن بلادنا تعرضت للاحتلال ودُمّرت.
صارت هذه المعلومة شائعة مثل أن الماء مبلل، والنار تحرق، ونحن ضحية عظيمة لا ينافسنا فيها أحد!
العجيب أننا لم نسأل أنفسنا حتى اليوم: طيّب... وبعدين؟
ماذا بعد حفلة الشكوى والنحيب؟ متى نغادر مقاعد الضحية ونصعد إلى مسرح الفعل؟
حين يكون خطابك كله بكائيات وندب وحصر مآسٍ، دون رؤية أو مشروع، ماذا تنتظر منك الشعوب؟
يؤسفني أن أقول لك:
الشعب ينتظر منك... أن تواصل البكاء فقط!
أن تواصل جلد الذات، ولطم الخدود، وإعادة سرد تفاصيل الهزيمة بحماس منقطع النظير، وكأنك تعلن عن إنجاز وطني عظيم!
لا مشروع... لا حلم... لا خطوات واضحة...
فقط قصص مشروخة وسرديات مأساوية تكررت حتى ملت منها حتى جدراننا الصماء.
حلت عليكم..