27 أبريل: يوم الحرب والكفر بدماء وثروات الجنوب
مصلح عبده سالم
في تاريخ الشعوب، ثمة أيام لا تمضي بمرور الزمن بل تبقى محفورةً في الذاكرة، كالجرح النازف لا يندمل. وي...
في عمق الجغرافيا للارض الجنوبية هناك أرض لا تنكسر ولا تنحني ولا تُنسى إنها حضرموت الحاضرة التي كانت وما زالت منبع الحضارة والتاريخ والتي تقف اليوم تكتب إرادتها بمداد الألم والقهر والأمل وتعلن بصوت أبنائها: كفى.
لقد ظلت حضرموت لعقود طويلة ساحة للإهمال والتهميش، رغم ما تزخر به من ثروات وموانئ استراتيجية وشعب عريق متجذر في حضارة امتدت لآلاف السنين واليوم، تقف الإرادة الشعبية لأبناء حضرموت شامخة متجاوزة كل القيود وكل محاولات الالتفاف على مطالبها الحقة
الوعي الحضرمي من الصمت إلى الصرخة
ما يجري اليوم في حضرموت ليس مجرد احتجاج عابر أو تململ شعبي.
إنه تحوّل حقيقي في الوعي حيث يدرك أبناء حضرموت أن السكوت لم يعد خياراً وأن الأرض التي أنجبت الأحرار لا تقبل القيد ولا التبعية.
الإرادة الشعبية تتجسد في خروج اليوم وفي الأصوات التي ترتفع من المكلا إلى سيئون في الوجوه الشابة التي تحمل لافتات "حضرموت أولاً"، وفي الأمهات اللواتي صبرن طويلاً على غياب العدالة والحقوق. إنه وعي جديد، يرفض أن تبقى حضرموت تحت وصاية أي قوة ويريد أن تكون القرار بيد أبنائها لا بيد من يسكن خلف المكاتب والغرف المغلقة والمكيفة.
مطالب واضحة… لا تفاوض على الكرامة
مطالب أبناء حضرموت لم تعد غامضة، بل باتت واضحة كالشمس إدارة حضرموت بيد أبنائها، إنهاء التهميش، استعادة ثروات الأرض والبحر، تحسين الخدمات، وتحديد المستقبل بإرادة حرة لا مفروضة.
وليعلم الكل ان حضرموت ليست ورقة تفاوض في صراعات الآخرين ولا رقعة على رقعة نفوذ. من أراد أن يفهم حضرموت، فليسمع صوت أبنائها، لا صوت من يدّعي تمثيلهم وهم غائبون عن نبض ومعانات الناس.
الحضارم ليسوا شعباً صامتاً بعد اليوم
من يراهن على صمت الحضارم يخطئ في الحساب والتاريخ يشهد أن هذا الشعب الحضرمي إذا نهض لا يُوقف وإذا طالب لا يُقهر وإذا قرر لا يتراجع.
إنها لحظة الحقيقة لحظة لا تحتمل التأجيل ولا التسويف حضرموت اليوم تعلنها مدوية لا للوصاية لا للتبعية، نعم للإرادة الحرة نعم للحق للمشروع الحضرمي الجنوبي
الإرادة الشعبية لأبناء حضرموت اليوم ليست موجة عابرة.إنها مسار نضالي، صلب، واضح، وثابت والرسالة إلى كل من يفهما ان حضرموت ليست على الهامش… حضرموت هي الجنوب
#ذكرى_تحرير_ساحل_حضرموت