أ. خالد العاقل

ماذا يحدث في مدينة التعايش والاخاء عدن

وكالة أنباء حضرموت

ما يحدث في العاصمة عدن ينكس له الجبين ويحزن القلب ويتألم عن أي وضع وصلنا إليه، ولا يصدق العقل مما يجري ويحدث في عاصمة لها القدم في الثقافة والحضارة والرقي منذ عصور خلت.
فماذا جرى لك يا عدن؟
كنت المدينة التي يضرب بها المثل بين المدن العربية، بل كنت السباقة  في الثقافة والروح المدنية والحضارية، بعيدا عن الشوائب والاشواك التي كانت تعترض لك.
فماذا جرى لك يا عدن؟
من المؤسف والمحير ان تتراجع المدينة عدن، حتى تصل الى ما هي عليه اليوم من تشوه وتخلف اعادتنا الذكريات إلى المجتمعات العربية الجاهلية ما قبل الإسلام، والتجرد من كل القيم والاخلاق والعادات والتقاليد القبلية النبيلة قبل الإسلام، فكيف بك ان تنحني إلى هذا المنحدر الخطير ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرون، في ظل تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وفي ظل التطور التكنولوجي 
الحديث، ومعرفة أبناء المدينة عدن للنظام والقانون، وكانت مدينة عدن من المدن السباقة لمعرفة أهلها وناسها للقيام والالتزام بالأحكام المدنية، بعيدا عن أصوات النشاز من عنصرية أو طائفية أو مذهبية أو قبلية.
ما حدث بالأمس مع مدير شرطة المرور في عدن العميد عدنان القلعة، شيء مؤسف ان يحدث مثل هذا الإعتداء لشخص يمثل واجهة الدولة في عاصمة كانت تتحلى بروح الثقافة والحضارة والرقي والمدنية، بعيدا كل البعد عن العصبية والتكتلات القبلية التي عفى عنها الزمن، ويحدث مثل هذه الأعمال التي لا يرضاها أي شخص يدعو إلى قيام دولة النظام والقانون. 
التضامن الكبير والمطلق مع مدير شرطة المرور في عدن العميد عدنان القلعة الذي تعرض لاعتداء واحتجاز غاشم من قبل بعض جنود قوات الأمن الخاصة.
الدعوة العاجلة لمحاسبة الجنود الذين قاموا بهذا الفعل المشين امر يجب ان يتم سريعاً ودونما تأخير، حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر .
ماحدث يؤكد الحاجة الملحة لإعادة النظر في قطاع كبير من المنتسبين للأجهزة الامنية الذين دفعت بهم ظروف الحرب  الى مواقع غير مؤهلين لها ..
يجب على الجهات ذات العلاقة ان تضرب بيد من حديد لمثل هذه التجاوزات التي تجعل الناس في يأس من السير قدما نحو التحرير والاستقلال للجنوب، ولا يجعلوا مثل هذه التصرفات  والأعمال التي لا تمت بصلة بالنظام والقانون، والتي توسع فجوة الاختلاف بين أبناء الجنوب.
على الجهات القانونية تطبيق النظام والقانون على الكبير قبل الصغير وعلى الرجل القيادي قبل الرجل العادي البسيط.
والله لا تقم لنا قائمة، ولا تقم لنا دولة ونحن نسير على هذا الوضع المأساوي، لا تقم لنا دولة من دون تطبيق النظام والقانون التي تبنى عليه الدول بغض النظر عن إختلاف عقائدهم ومذاهبهم ولكن الكل يرجع للاحتكام للنظام والقانون القائم في تلك الدول.

وبالله التوفيق والسداد

مقالات الكاتب