سهيل الهادي

ليتنا لم نقف يا رفيقي !!!

وكالة أنباء حضرموت

لتبدأ فوراً كون هذا المقال لا يحتاج مقدمات، تفصلنا ساعات حين وجدت أستاذي ورفيقي وجد أستاذه، ونحن عابرون طريقنا عائدين من العاصمة الحبيبة عدن في صباح اليوم الجميل الذي اشرقت شمسة على وديان مزدحمة بمزارع الذرة والجبال تكسوها الخضره اجواء مليئه بالأمل ممزوجة بالتفائل لمستقبل مشرق، وقفنا يقول رفيقي بعدها ليتنا لم نقف، كان حينها من أجل وجبة الفطور وسط مدينة الضالع، وبعد خروجنا من المطعم لفت يمين يسار ولم أجد رفيقي محمد اين توجه سأنتظره جوار السيارة لعله يشتري ماء، وبعد دقائق أتى بوجه صاخب ومضجر يخاطبني بصوته الساخب قائلاً: أستاذي !!! هل تعرف أستاذي؟ وهو يكرر ألم تعرف أستاذ اللغة الانجليزية الذي درسنا في المرحلة الاساسية؟ قلت له لا لم أعرفة وعاد يقول ألم تعرف الأستاذ......فلان..... وأنا بالحقيقة لم يدرسني حينها كون رفيقي اكبر مني بسبع سنوات وهذا الاستاذ لم يدرسني ، وكرر ألم تسمع عن أستاذ اللغة الانجليزية.....فلان..... قلت : له نعم سمعت عنه وغادر المدرسة قبل دخولنا بعامين ولكن درس اخواني، فقالت له : ماذا عنه اخبرني لقد اقلقتني بصورتك قول لي :  ماذا به ؟ يقول : انه هناك لقد أصبح مجنون، قلت له: كيف عرفته؟ قال : عند خروجنا من المطعم نظرت إلى مجنون شفقت عليه وتوجهت نحوه واذا بي اكرر نظرتي إليه قلت في نفسي كأني اعرف هذا الشخص فأحدقت بعينيه وهو أيضاً، مددت يدي لكي اسلم عليه واذا بلساني تنطق أستاذ....فلان ... سلم عليا أستاذي ماذا جراء لك؟ يقول: كأني حينها تلقيت صدمة كهربائيه من هول موقفي امام استاذي ومعلمي وهو بهذا الحال، وبداء يشكوا معدته فقلت له : اين هو ؟ واذا بإستاذة يمر أمامنا يردي الجنون لباسة وشعره، ومضينا حينها ورفيقي يقول :ليتنا لم نقف. 


ومشينا بسيارتنا نحو خط قعطبة وصولاً الى الفرزة الواقعة وسط المدينة لنقف هناك لكي ندخل صالون اللحلاقة واذا بي اقف جوار دراجة نارية ينتظر سائقها لعل أحد يستفتح يومه بمشوار، واذا بيدي تمسك دراجتة لكي أمر من جوارها ولفت أنتباهي صوته عندما قال: تفضل وافسح دراجتة، قلت له وكأنك ليس بغريب عليا وسلمت عليه فقلت له : انت استاذنا.... فلان... ؟ قال : نعم بإستحياء مطئطئ رأسه فشددت يدي بيدة وسلمت عليه مجدداً، والنعم فيك أستاذي حفظك الله ورعاك وكان الله بعونك، واخبرت رفيقي واخي عنه بأنه استاذي الذي درسني في الصف الثالث الثانوي، وسلموا أيضاً عليه ونحن بموقف فخراً واعتزاز به، كونه يقف يبحث عن زبون يوصله لكي يغطي احتياجات اسرته، في ضل تدهور جعل راتب المعلم لا يغطي مصروف طفل، ونحن حينها نخفي ألم لقاء رفيقي بإستاذة متمالكين انفسنا من الصدمة الثانية التي لا تفصلهما سواء مسافة الطريق مع الاولى وبنفس النهج ، واستودعناه حينها، لكي نمر من امامه لنستقبل ألم اخر لموقف اخر متشابهين بالصفة والعمل، وبدأنا ندندن بالآهات حزناً وندماً على واقع اوصل به من عملنا وارشدنا وقادتنا للعلم الى هذا الحال، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، لهول الموقفين، لم أستطع التعبير لكي أصل لكم مدى الحزن الذي أحتوانا ولم تستطع يداي وانا اكتب هذا المقال أن تتمالك نفسها لاكتب عنهما وانقل وجع اللقاء.

مقالات الكاتب