عبدالله عمر باوزير

اليمن.. الحل اليوغسلافي أقرب!

وكالة انباء حضرموت

 في تقديري أن الأزمة اليمنية لم تعد مجرد أزمة سياسية .. ولا صراع شرعية دستورية مع انقلاب ، ولا رفضا لمد فارسي على اليمن من خلال أنصار الله المدعومون بقوة "صربو مناطقية- اجتماعية" متحالفة و مراهنة على التطلعات الايرانية، للهيمنة على أهم جغرافيا استراتيجية ، متحكمة في أهم الممرات البحرية في جنوب غرب الجزيرة العربية- وهذا واضح في المدى المنظور- استعدادا لفرض حضورها كقوة فوق إقليمية في النظام الدولي القادم، الذي لا تزال ملامحه باهتة و ان بداءت فارضة؛ في ظل صراع و تناطح القوى الكبرى اليوم.. والتي لا بد وان تنتهي بيالطا جديدة ، فاستمرارية الصراع مرهق لاطرافه.. أكان في اوكرانيا أو ‎اليمن فضلا عن فلسطين و جنوب شرق آسيا.. أوروبا اليوم تتململ ،و ما صعود اليمين في اوروبا و الغرب منها إلا مؤشر على ذلك، وأمريكا تنتظر نوفمبر القادم .

︎في مطلع العقد الاخير من القرن المنصرم.. شهد العالم حروب وازمات .. الحرب الإيرانية-العراقية، غزو العراق-الكويت، صراعات التيارات الاسلاموية في الشيشان و في البسنا و الهرسك-لتنفجر صراعات البلقان من جديد و تدفع بالقوى الدولية و المساندة للاثنيات العرقية و المذهبية (كاثوليك، بروستان؛ ارثوذيكس ، مسلمين) ام معارضة لها ، إلى البحث عن حلول.. في ظل عجز الاتحاد السوفيتي الآل إلى الانهيار ، مما سهل لدول حلف وأرسلو التطلع الى الانعتاق و الاستقلال ، مستغلة صراع القوي الكبرى ،و متطلعة الى الاتحاد الاوروبي، و بالتالي حلف الاطلسي الـ (ناتو) الا أوكرانيا التي لم تسارع إلى ذلك يومها و لم تنشغل بها أمريكا بقدر انشغالها بتداعيات الاتحاد السوفيتي، و التفرد بقيادة نظام دولي جديد.. 

من وخلال حل موروثات البلقان .. الذي تمثل في تقسيم يوغسلافيا إلى مجموعة دول ، وفرضه رغم مقاومة الصرب- بقوة النيتو، إلى حد اعتقال كارديتش و محاكمته دوليا كمجرم حرب .. فكان التقسيم في ظل انشغال السلاف الروس بالحفاظ على روسيا-المنهكة.. نجح التقسيم، وها نحن اليوم نشاهد أربع دول من يوغسلافيا الزعيم :جوزيف بروز تيتوا تنافس في كأس أوروبا لكرة القدم 2024.. بعد رحيل ذلك الزعيم الذي لم يستسلم لارادة السوفيت و لا الامريكان..و حاول تغير النظام الغنائي القطبية إلى ثلاثي القطبية من خلال دول عدم الانحياز. 

 أظن أنه لن يخالفني عاقل.. ولن ينكر علي سياسي اذا ما قلت ان اليمن جزء من صراع القوى الإقليمية و الدولية،و أن موروثاته الاجتماعية و الثقافية -المناطقية و القبلية غير منسجمة فضلا عن التاريخية.. وانها ستظل أداة لأي قوة تبحث عن نفوذ أو استخدام لليمن في مشاريعها القادمة في هذه المنطقة الجيواستراتيجية -لمصالح اقطاب النظام الدولي- القادم .. وحتى لا يفرض علينا التقسيم علينا مواجهة واقعنا التاريخي و ما افضت إليه حرب الشرعية مع الانقلاب و الصراعات البينية-الشرع حزبية.. واظننا لن نجد حلا في غير العودة إلى ما قبل 1967 .. وربما قبل مطلع القرن الماضي..فهل لدينا الشجاعة اقليميا و يمنيا.. لكي نشاهد ‎حضرموت و ‎عدن و ‎تعز و ‎همدان و ‎تهامة في كأس الخليج .. أو اتحاد كمفدرالي للجزيرة العربية ..مجرد تساؤلات قبل ما هو أبعد؟!

مقالات الكاتب