نايف الرصاصي

في الذكرى الـ 12 لرحيل الأب الروحي الفقيد الصوري.. نستذكر نضالاته التي قهرت المحتل

وكالة أنباء حضرموت

تهل علينا الذكرى الـ 12 لرحيل الفقيد المناضل والاب الروحي للثورة الجنوبية العميد عامر سيف الصوري الذي كان مصدر إزعاج وقلق للسلطات المتعاقبة على هرم محافظة أبين.


وفي هذه الذكرى نستذكر بطولات الفقيد الصوري في محافظة أبين في حكم المحافظ احمد علي محسن ، وعبد القادر الشامي مدير الامن السياسي، وما فعلوا به من إيقاف راتبه بعد أن فشلت معتقلاتهم وزنازينهم على إجباره بالتراجع عن مطالبته بمشروعه التحرري في استعادة دولة الجنوب.

 


لعب الفقيد عامر الصوري دوراً كبيراً في الهاب حماس الشباب، فقد كان شعلة متوهجة وشخصية متفانية شجاعة في مواجهة التحديات والمخاطر وصاحب القيم والمبادئ التي كانت توجه نشاطه السياسي والتي اكسبته ثقة الكثيرين والتعاطي مع تغيرات المشهد،


فالخوض في تاريخ هذه الهامة النضالية يحتاج إلى مساحات شاسعة من الكتابة للايفاء بما قدمه للمحافظة والجنوب بشكل عام لحبه العميق لوطنه والشعور بالانتماء الذي كان الدافع الأساسي لرفضه المطلق لاحتلال الجنوب منذ صيف 1994م


تعود معرفتي بالفقيد عامر سيف إلى ماقبل عام 2000م حينما بدأ يبحث ويستقطب الشباب والدفع بهم للانظمام إلى الحزب الاشتراكي الذي رائ  فيه الفقيد خلال تلك الفترة بأنه الملاذ الامن والقوة السياسية التي لازالت تمتلك القاعدة الجماهيرية والحاضنة الشعبية والقدرة على تحريك الشارع خاصة بعد وضوح المشهد للكثير من قيادات الحزب، مع حالة الغليان وموجة الاحتجاجات الشعبية الرافضة لنظام عفاش والتي شهدتها معظم محافظات الجنوب وعلى رأسها حضرموت والضالع.


فكان هدف الفقيد هو إعادة تفعيل وتأسيس المنظمات القاعدية والعودة إلى إعادة بناء العمل المؤسسي للبدء في العمل الجماهيري ، ومع كل ذلك لم يكن قيادياً أو حتى عضواً في الحزب الاشتراكي.

 

إن الوطن للمناضل عامر السوري هو قلعة الروح وموئل الكرامة الذي يجد فيه الفقيد الملاذ الآمن وحضن الأمان الذي يعتز فيه ويرفع رأسه عاليا، ليرى بأن ذلك الوطن هو الأرض التي يلتصق بها ،بكل وجدانه ويتنفس عبق تراب أرضها ويستمد منها قوته وكرامته.


لذلك قرر مواصلة المسير والبدء في إعادة تأسيس اللجنة الشعبية كحركة سياسية والتي تأسست في العام 2000م برئاسة الهامة الأكاديمية والتي كانت تعمل ولازالت بصمت ودون أي ضجيج إعلامي الدكتور سعودي عوض عبيد.

 


وفي صبيحة ال 5 اكتوبر من العام 2000م كان لي الشرف رفقة الفقيد عامر سيف ، والمناضل عباس العسل المشاركة في الاحتجاجات الشعبية والمسيرة التي دعت لها قوى الثورة الجنوبية في محافظة الضالع وذلك تنديدا بجرائم القتل التي ارتكبتها قوات الاحتلال اليمني بحق المناضلين والمواطنين العزل من أبناء المحافظة.

وشهد ذلك اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من أمام سينماء النصر يتقدمها أبناء محافظة أبين عامر الصوري ، وعباس العسل في ظل وجود اكبر ترسانة عسكرية بمختلف التشكيلات مدججة بأنواع الأسلحة كانت منتشرة بشكل كبير داخل الأسواق وعلى أسطح المنازل والمحلات التجارية سعت إلى إفشال تلك الحشود من خلال إطلاق الرصاص الحي من الأسلحة المتوسطة وقنابل الدخان السام الذي تسبب بالاختناق والاغماء للكثير من الشباب ، لتلقي قوات الاحتلال في ذلك اليوم القبض على المناضل عامر الصوري وضل قابعا في زنازين الاحتلال لمدة 90 يوماً

 

وظل الفقيد عامر سيف الصوري أبو نشوان مواصلا مسيرته النضالية التحررية دون كلل مع الكثير من القيادات الجنوبية السباقة والتي كان لها الدور الأكبر في بزوغ فجر ثورة الحراك الجنوبي ، مسطرا تاريخاً عريقا بمسيرة نضالية وإرادة إيمانية قهرت المحتل ، حتى وافاه الأجل بعد صراع طويل مع المرض في الـ 12 من يونيو للعام 2012م في العاصمة عدن، ومازالت افكاره النيرة تضئ دربنا.