نبيل غالب

كهرباء "عدن" .. إلى أين ؟!

وكالة أنباء حضرموت

قضية القضايا ملف "الكهرباء" في مدينة عدن، هذه البقعة الجغرافية الحارة، شبة الجزيرة، التي مازالت تتجرع الويلات بعد أن كان قد تغنى بها البعيد قبل القريب، حين عرفت ولأول مرة دخول التيار الكهربائي الى احيائها، عام 1926م- على مستوى منطقة الجزيرة العربية وغيرها من دول العالم .. ولكنها للأسف مازالت رغم هذا التاريخ العريق، تعيش، اليوم، وبالألفية 2024م_ في ظلام يكاد يكون دامس في جوانب حياة سكانها اليومية، فيما لا يبدو  أن هناك بصيص من أمل يمكن أن يبعث النور، ليضيء أرواحنا المنهكة بشيء من التفائل بغد أفضل في واقع صادم مع ارتفاع حرارة صيفها الحارقة كعادته في هذه الأيام، لنتعايش مع برمجة الانقطاعات في التيار الكهربائي لساعات طوال، أصبحت تتحكم بساعة نومنا البيولوجية التي فقدت بوصلتها.


 ويقولون أنها العاصمة "عدن"، وفريق أخر يطلق عليها مسمى، العاصمة المؤقتة "عدن" .. وبين هذا وذاك، يستمر تعذيب سكانها مع ارتفاع حرارة الأجواء في هذه المدينة البركانية على أجسامهم السمراء النحيلة، فيما يستمر الحزن أمام هذا الوضع الكارثي مع تزايد إعداد الوفيات لملاقاة خالقها من الذين لم تتسع مساحات المقابر لإيوائهم، ومنهم من توفي نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وذاك بسبب نقض الأكسجين، وهكذا بالنسبة للبقية من الذين سبقوهم لأسباب مختلفة، ومنها تلك المرتبطة بانتشار الوبائيات التي تعصف بسكان المدينة بين الحين والأخر.. أوبئة عرفناها بمسميات مختلفة دخيلة على المدينة، ولكن حقيقتها تكمن في أنها مازالت تحصد الأرواح من مختلف الفئات العمرية، أمام خذلان الجميع. 


وملف الكهرباء، هذا الثقب الأسود، استهلكت فيه جميع الأحاديث، والمبررات، والوعود الكاذبة، من قبل كافة الجهات المسؤولة عنه، بأهمية وجوب توفير التيار الكهربائي في مدينة يعيش بعض سكانها على المولدات الكهربائية، والبطاريات، وغيرها من وسائل الشحن للطاقة الشمسية، لمن أستطاع إليها سبيلا، منذ قرابة عقد من الزمن، خاصه بعد الحرب التي أجهزة على ماتبقى من كيانها الهش الذي كان يشكل حينها حالة مقبولة رغم الازمات التي كان يمر بها الوطن .. حتى عندما كانت هناك شبة دولة.


 والخوض في هذه القضية التي اصبحت الزاد اليومي لحياة العامة من أحاديث السكان، نتيجة مما يعانوه من عذابات بسبب تداعياتها على سير حياتهم لحظه بلحظه، أصبحت كالنفخ في بالونه مخرومة .. وكمواطن يعاني كبقية أفراد هذا المجتمع الذي تطحنه الأزمات، ويتقبل الوعود الكاذبة التي عفى عنها الزمن على مضض .. فإني أحمل الجميع من  قيادات سياسية و احزاب و مكونات اخرى، مسؤولية مآلات الوضع الكارثي الذي وصلنا إلية نتيجة غياب خدمات "الكهرباء" عن واقعنا المعاش في مدينة كانت منارة بين الشرق والغرب، بفعل مينائها الاستراتيجي في ذاك الزمان، وأدعوهم من هذا المنبر الى حل صراعاتهم السياسية، والوقوف بمسؤولية تاريخية أمام ضمائرهم لمعالجة هذا الملف الشائك العقيم، بشكل جذري.


وخالصه "لله" لأ تمتحنوا صبر المظلومين، وعليكم التوجه الى العمل للحفاط على شعرة معاوية مع سكان مدينة عدن البسطاء، الذين تقلصت أحلامهم إلى درجة الصفر .. فالحدود وأن تجاوزت خطوطها، يرتفع ضغطها العالي، وتشعل فتيل لهب الأنفجار الذي قد لاتحمد عقباه، فاحذروا غضب رب العالمين والشعب.


والله من وراء القصد

مقالات الكاتب