عبدالواسع الفاتكي
اليمنيون تفرقهم الحرب والسياسة وتوحدهم الرياضة !
فوز لاعبي المنتخب اليمني ، بكأس بطولة غرب آسيا الثامنة للناشئين ، يوم الاثنين 2021/12/13م ، وحد قلوب اليمنيين في الداخل والخارج ، ترك اليمنيون الحرب جانبا ، ورموا بأوجاعها وراء ظهورهم ، تناسوا خلافاتهم ، وقفوا خلف الفريق اليمني دعاء وحضورا وتبرعا ، يمموا وجوههم نحو اسم اليمن وعلمه ، المرسوم على صدور اللاعبين ، زينوا صفحاتهم في وسائل التواصل بأسمائهم وصورهم وعلم اليمن .
عمت الاحتفالات كل أرجاء اليمن حتى النساء والأطفال الذين لم تكن الرياضة يوما ما مثار اهتمام ؛ بسبب الحرب ومآسيها التي سلبتهم طفولتهم، الأمر ليس مجرد كأس واحتفال بالحصول عليه ،ووردة فعل طبيعية ، إنه استفتاء شعبي على الهوية اليمنية ، تأكيد جماهيري على واحدية الأرض والإنسان اليمني .
عجت الشوارع والحارات والميادين، بمئات الآلاف من اليمنيين ، الذين خرجوا بعفوية ، يهتفون باسم اليمن ، يغنون له ويرقصون ، تناسى اليمنيون الحدود والفواصل النفسية والطبيعية ، التي صنعتها الحرب ، تساموا فوق مآسيهم وجراحاتهم ، رددوا أناشيدا وأغان وطنية ، وكأنهم في ملحمة حضارية .
أوصل الشعب اليمني رسالته لآلة الحرب ، ولنخبه وقواه ، كفى دمارا وقتلا وألما ، لقد أسأتم لليمن وأثخنتم جراحه ، كفاكم لعبا بمصير بلد، شاءت الأقدار أن تتربعوا على عرش المسؤولية عليه، لكنكم أسأتم له ولأنفسكم ، إذ غاب عنكم اليمن ، وحضرت انقساماتكم وخلافاتكم ، ونفوسكم الطامعة للسلطة والإقصاء ، والراغبة في الاستحواذ والتملك .
قالها اليمنيون للعالم : سيبقى اليمن الكبير قبلة كل اليمنيين ، تشرئب أفئدتهم نحوه ، مهما أدلهمت عليه الكروب ، وحلت عليه المصائب ، وسيظل ارتباط اليمني بوطنه وانتمائه إليه ثابتا لا يتزحزح ، ثبات الجبال الرواسي .
اليمن مليئ بالمواهب والقدرات والكفاءات ، واليمنيون صانعو معجزات متى ما أتيحت لهم الفرص ، مشكلة اليمنيين تكمن في فقدانهم لقيادة وإدارة حكيمة ، تدير شؤونهم زووتقود دفة النهوض الحضاري ، سيجدونها ، عندما يتنحى جانبا أولئك العاشقون للصراع والحرب ، المعتقون بالماضي وأوهامه ، ويتولى زمام القيادة جيل نقي طاهر ، بعيدا عن الولاءات الضيقة ، ينظر للمستقبل متخلصا من عفن الماضي والحاضر، يؤمن بواحدية اليمن إنسانا وأرضا وبالديمقراطية والعلم طريقا لبناء اليمن واستقراره .