شؤون إيرانية
عودة الى ضرورات اهملها الغرب
تحول الاستخفاف باهمية ادراج الحرس على قوائم الارهاب الى استهانة بالعقول مع استمرار الملالي في تفجير الحروب، فلا يخفى على أحد أن إشعال الحرب وتصدير الإرهاب حاجة ملحة وحيوية لنظام الملالي وحرسه الثوري، مما يعيد الى الاذهان تاكيدات المقاومة الايرانية على ضرورة ضرب رأس الأفعى في طهران.
تساءل وزير الدفاع البريطاني السابق ليام فوكس خلال كلمته أمام رئيس الوزراء ريشي سوناك “ألم يحن الوقت في هذا البلد للسؤال عن سبب عمل بنوك النظام الإيراني خارج لندن، ولماذا تعمل الخطوط الجوية الإيرانية خارج مطار هيثرو، ولم لا نحظر الحرس الإيراني”؟.
لا يعطي اصحاب الصفقات ووكلاء سياسة المهادنة مع النظام اهتماما لمثل هذه الاسئلة، ولولا شدة الجرائم وإثارة الحروب من قبل الحرس وما كشفته المقاومة الإيرانية عن طبيعة النظام، لاستمروا في تبييض صفحة الحرس.
أكدت المقاومة منذ اربعة عقود مضت على ضرورة حل لجان وحرس الاستبداد الديني ونزع سلاحهم وانهاء مؤسسات وأجهزة النظام الرجعي العاملة في القمع والتجسس ومحاكم التفتيش والباسيج و الحرس المناهض للشعب وغيرها من المنظمات القمعية.
شددت على دور الحرس في قمع وتصدير الإرهاب ومشروع إنتاج القنبلة النووية من خلال نشر الكتب وتنظيم الندوات والمؤتمرات الصحفية، وطالبت بإدراجه في قوائم الإرهاب، يمكن الرجوع إلى كتب “الحرس جيش الأصولية والإرهاب” و”الإمبراطورية الاقتصادية لفيلق الحرس” و”معسكرات تدريب الإرهابيين في إيران” و”كيف يغذي النظام الإيراني الحرب السورية” المنشورة باللغتين الفرنسية والإنجليزية، لنرى دور الحرس في ترويج الحروب في المنطقة.
ليست مصادفة أن يعتبر وكلاء الحكومة مجاهدي خلق العامل الرئيس وراء كشف دور الحرس، فقد استهدف النظام المجاهدين بعد تصويت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة على إدراج الحرس كمنظمة إرهابية، كان حكم ولاية الفقيه خائفًا من تنفيذ الحكومات الاوروبية للقرار الذي تم التصويت عليه، وحين ظهرت الرئيسة المنتخبة من المقاومة مريم رجوي على شاشة التلفزيون خلال وجودها في البرلمان الأوروبي، قال اركان نظام الملالي “من هو الرفيق المفضل للذين صوتوا وما هو الرأي المتطابق مع أفكارهم، انها مريم رجوي”.
كتبت صحيفة اطلاعات “ان طلب إدراج الحرس في قائمة المنظمات الإرهابية سابقة” يجري الحديث عنها منذ سنوات في تصريحات قيادات منظمة مجاهدي خلق، اشارت في هذا السياق إلى دعوات رجوي للإدراج، وتوقفت عند مطالبتها الحكومة الألمانية بتنشيط العقوبات الشاملة ضد إيران “خاصة في مجال النفط والبنزين ووضع الحرس على قائمة المنظمات الإرهابية" وتشديدها خلال اجتماع عقد في قصر رئيس البرلمان الألماني بحضور عدد من نواب البرلمان على ضرورة العقوبات وعدم كفايتها واهمية ربطها بتطوير العلاقة مع المقاومة.
تجنب ادراج حرس نظام ولاية الفقيه على قائمة الارهاب بعد 4 عقود من الكشف المستمر وعرض مئات وألاف الوثائق التي تدركها الحكومات الغربية جيدا مؤشر على التخلف والسلبية في التعامل مع القضايا الملحة.