ضياء قدور
السويداء... الحلول الانتحارية أم انتصار الثورة؟
في مساحة على توتير استضافت عدداً من الكتاب والباحثين السوريين والعرب، ناقشنا الحراك الثوري في محافظة السويداء السورية، والمطالب الشعبية بالتغيير السياسي الشامل، ومدى خطورته على استمرارية نظام الأسد وبقاءه على قيد الحياة.
وتطرقنا خلالها لمجموعة الحلول التي يمكن لنظام الأسد اتباعها ضد هذا الحراك المستمر منذ ستة اسابيع، في ظل عزه عن استخدام العنف العاري كما فعل مع بقية المناطق السوري الثائرة منذ عام 2011، والمازق الاستراتيجي الذي يعانيه جراء استمرار هذا الحراك واحتمالية تطوره وتمدده نحو مناطق سورية أخرى، وتأثيره على حركة التطبيع العربي الأخيرة ومبادرة خطوة بخطوة.
وحول استراتيجية ومخططات نظام الأسد لإجهاض ثورة السويداء، تساءل الاستاذ احمد كامل حول إمكانية استمرار صمت نظام الأسد، وهل يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية؟!.
ولم يستبعد الصحفي السوري البارز إمكانية تسليم ملف السويداء لأحد الجهات الدولية المسيطرة في مناطق نظام الأسد، كروسيا وإيران، وهذه الجهة تتصرف بشكل أشد خبثاً من نظام الأسد، المعروف بإنفعاليته وغباءه وعصبيته الوحشية.
ويرجح الاستاذ كامل تسليم ملف السويداء للنظام الإيراني الخبيث، وهذا ما يسفر سلبية نظام الأسد وعدم استخدامه العنف العاري ضد متظاهري السويداء في حراكهم الثوري المستمر منذ ستة أسابيع.
وبحسب السيد كامل، تأتي مظاهرات السويداء وتداعياتها الإيجابية التي تصب في مسار الثورة السورية في ظل ظروف حساسة شملت إعادة تطبيع الدول العربية لعلاقاتها مع نظام الأسد.
ويرى السيد كامل أن ثورة السويداء أثبتت أن الشعب السوري بكافة شرائحه متحد حول مطالبه في رحيل النظام.
في ظل الحراك الثوري في السويداء، يؤكد السيد أحمد كامل أن التصريحات الرسمية الأردنية الصادرة من الملك الأردني ووزير الخارجية تثبت بالدليل القاطع فشل مبادرة خطوة -بخطوة، وتعكس مدى فشل قدرة نظام الأسد في إعادة فرض هيمنته على كامل التراب السوري.
ويشدد السيد كامل على أن حراك السويداء الثوري منفتح للتطور والتمدد نحو مناطق سورية سواءً تلك التي كانت تعتبر من المناطق الأشد ولاءً للنظام، أو اتخذت مسار حيادي خلال العقد الماضي.
وأبدى السيد أحمد كامل مخاوفه من تسلم ملف السويداء للنظام الإيراني الأشد دهاءً وخبثاً، وهو ما يعرض هذا الحراك للخطر الجسيم.
وفي هذا الصدد، يرى السيد محمد الموسوي، كاتب وباحث عراقي، أن الملف السوري بات بيد نظام الملالي منذ زمن بعيد، مؤكداً عدم وجود سيادة لنظام الأسد على أي بقعة من التراب السوري.
وبين السيد الموسوي أن المطلوب اليوم من ثوار السويداء هو توسيع رقعة الثورة، بما يمسح لهم من الالتفاف وتجاوز كل المؤامرات والفتن التي قد يحيكيها نظام الملالي ضدهم، وفرض أمر واقع.
ويوضح السيد الموسوي أن الحلول التي يمكن التعويل عليها هي مراجعة بعض الأخوة العرب الذي هرولوا للتطبيع مع نظام الأسد، وإنهاءه وإغلاقه، والعمل من جديد على عودة دعم وإسناد الثورة ووحدات المقاومة الإيرانية من أنصار منظمة مجاهدي خلق في إيران، والتي سيمثل انتصارها نجاح وانتصار بقية شعوب المنطقة في سوريا ولبنان واليمن والعراق.
وأشار السيد الموسوي إلى أن السويداء بمفردها قد لا تفلح في إسقاط النظام، لكنها أسقطت شرعيته حتماً.
وحول الضغوط الإيرانية على الأردن، يقول الكاتب والخبير والاقتصادي السوري أسامة القاضي أن الأردن يتعرض لضغط إيراني مزدوج يتمثل في منع إرسال قرابة عشرة آلاف برميل نفطي يومياً من العراق، من أجل فتح مطار الكرك لاستقبال آلاف الزوار الدينين الإيرانيين في الأردن، وكذلك منع قرابة عشرة آلاف متر مكعب من المياه من سوريا إلى الأردن، وشحنات الكباغون الهائلة.
وأكد السيد القاضي على أنه يجب فتح معبر بين الأردن ومحافظة السويداء لضرورة دخول المساعدات الإنسانية في ظل الضغوظ الاقتصادية الهائلة التي يمارسها نظام الأسد على هذه المحافظة، وآخرها قطع خطوط الكهرباء، لوقف حراكها الثوري.