ناصر التميمي

الغزو الثالث ..!!

وكالة أنباء حضرموت

كل المؤشرات والدلائل تشير إلى أن القوى اليمنية بمختلف مسمياتها الحوثية والعفاشية والإصلاحية تحضر لجولة ثالثة لغزو الجنوب  واعادة احتلاله مرة أخرى بحجة حماية الوحدة المشؤومة التي يتحدثون عنها بينما تركوا بيوتهم وأموالهم تحت رحمة المليشيات الحوثية ،ياترى هؤلاء البشر يتحدثون عن أي وحدة فإذا كانوا يتحدثون عن وحدة مايو 90م ،فنقول لهم لقد ماتت وانتم من قتلها بأفعالكم الغوغائية فاذهبوا ،ابحثوا لكم عن حل يخرجكم من عنق الزجاجة الذي وضعتم انفسكم فيه وانتم تعلمون ،عندما تركتوا صنعاء واهلها وسلمتوها للمليشيات وهربتوا بعبايات النساء ياعيباه عليكم ..! ،قبل أن تتحدثوا عن وحدتكم المذبوحة انظروا الى نساء العربية اليمنية اللواتي يقاومن مليشيات الحوثي وانتم قابعين في فنادق اسطانبول والرياض والقاهرة وجنيف لا شغل لكم الا البقبقة في القنوات الفضائية .

منذ بداية عاصفة الحزم انقسم الأشقاء في العربية اليمنية إلى ثلاثة أصناف الصنف الأول ذهب مع المليشيات الحوثية وفي مقدمتهم الهالك عفاش الذي سلم الحوثيين الألوية والسلاح والأغلبية من حزب المؤتمر الشعبي العام ،بالإضافة إلى الأحزاب اليمنية التي ذابت أغلبها في صفوف المليشيات الحوثية وتركت الشعب في العربية اليمنية يكابد مصيره ،واعلنوا عداءهم للتحالف العربي من اول يوم بدأت فيه الحرب،والصنف الثاني ذهب مع التحالف بقيادة علي محسن الأحمر والقوات التابعة له واعلنوا انهم سيقاتلون المليشيات الحوثية وقدم لهم التحالف العربي السلاح بمختلف أنواعه ومليارات الدولارات من أن يقوموا بتحرير أرضهم من المليشيات ،والذي حصل العكس بدل مايقاتلون المليشيات سلموهم السلاح والمال وانسحبوا من نهم وسلموا الجوف حتى وصلوا مجمع مأرب الحكومي وهو اطول انسحاب وهذا لم يحصل على مدى التاريخ الا في الوقت الحالي والمصيبة انهم قالوا هذا انسحاب تكتيكي ياسلام عليكم ،وفي نظرهم ان  التحالف العربي غبي لايعلم بخداعهم وخيانتهم التي بدأت رائحتها تفوح منذ اول يوم في عاصفة الحزم .

والصنف الثالث منهم التزم الصمت والحياد وظل يراقب المشهد ويتفرج ،بينما المليشيات الحوثية تقتل تساءهم وأطفالهم وشيوخهم وتعبث بكل شي في أرضهم ،فصمتوا ولم يتفوهوا ولو بكلمة واحدة ،ومع ذلك حذر كثير من القيادات والسياسيين الجنوبيين من بقاء هذه القوات في المربع الضبابي ،بأنها مؤشر خطير وعلى التحالف العربي اتخاذ اللازم مع هذه القوات المشبوهة ،فعندما صدرت لها اوامر من الرئيس السابق عبدربه هادي بتحريك قوات لفك الحصار عن حجور في البيضاء رفضت الأوامر وفضلت البقاء في وادي حضرموت لنهب خيراتها ،وبعدها انكشف الحقيقة التي كانت مخبأة وظهرت هذه القوات على حقيقتها بأن تدين بالولاء المليشيات الحوثية والدليل على ذلك تهريبها للسلاح والطائرات المسيرة والوقود للمليشيات والشعارات المرفوعة في معسكراتها وترديدهم الصرخة الحوثية ،وهنا يتضح من تحليلنا للأوضاع في العربية اليمنية بأن كل القوى في العربية اليمنية على قلب رجل واحد ،والدليل انضمام مئات الآلاف من قوات جيش التباب وقيادات كبيرة كان آخرها مدير مكتب الهارب علي محسن وآخرين للمليشيات منذ بداية الحرب وحتى اليوم ،وانقسموا إلى ثلاثة أصناف للعب ادوار خبيثة ولمساعدة أخوانهم الحوثيين على البقاء .

بدأت القوى اليمنية تلملم جراحها بعد الخسارة  الكبيرة التي منيت بها من قبل القوات الجنوبية التي مرغت انفها في التراب اثناء احتياجها للجنوب في عام 2015م  ،ولم تتعض من هذا الدرس ،وحاولت إسقاط عدن من الداخل بمساعدة قوات ماكان يسمى الشرعية الميسطر عليها حزب الاصلاح حينها فأفضل القوات الجنوبية هذا المخطط الخطير وسيطرت على العاصمة عدن في ساعات معدودة وطردت القوات المعادية منها واحكمت سيطرتها بشكل كامل عليها ،ومن ذلك الحين بدأت التقارب والتزاوج بين المليشيات الحوثية والقوى اليمنية الأخرى المعادية لمشروع الجنوب ،وبدأوا يحضرون للغزو الثالث لاجتياح الجنوب ،وخير دليل على ذلك معركة شقرة وتسليم مديريات بيحان للمليشيات الحوثية كل ذلك كان باتفاق بينهم من أجل إسقاط عدن والقضاء على المشروع الانفصالي حسب قولهم ،فكانت المفاجأة لهم كبيرة باستبسال القوات الجنوبية وصمودها الأسطوري أمام التحشيد الكبير من صنعاء ومأرب وسيئون والبيضاء فمكان النصر حليف الجنوب .

وما يحدث اليوم من تقارب بين المليشيات الحوثية واخواتها ليس بغريب بل هو متوقع منهم خاصة عندما يتعلق الأمر بالجنوب وهو امتداد للعلاقة الحميمة بينهم ،اوقفوا كل الجبهات في العربية اليمنية وبدأوا يحشدون قواتهم على حدود الجنوب في الضالع وشبوة ولحج وفي وادي حضرموت والمهرة لغزو الجنوب للمرة الثالثة من أجل القضاء على المجلس الانتقالي وحماية الوحدة المشؤومة كما يزعمون ،يبدوا انهم لم يستوعبوا درس عدن والضالع ولحج وشبوة ،ونحن نقول لهم الجنوب اليوم ليس جنوب 1994م لديه قوات مسلحة ومدربة ستفشل أي محاولة أو حماقة تقدم عليها أي قوة مهما كانت تمتلك من سلاح .

الواقع يقول اننا قادمين على معركة كسر العظم الأخيرة والفاصلة ،والتي ستتوج بانتصار الجنوب على الاعداء الذين استخدثوا مواقع ومتارس جديدة في وادي حضرموت وهم لا يعلمون بأن الأرض والشجر والطيور العفاريت والحيوانات ستقاتل مع أهل الارض الذين سئموا منهم ومن تصرفاتهم الهمجية ،وقيادتتا السياسية تدرك جيدا هذه المؤامرة الكبيرة التي تطبخ على نار هادئة من أجل خلط الأوراق وارباك المشهد في الجنوب للسيطرة عليه طبعا بمباركة أتباعهم من الجنوبيين الذين يدينون بالولاء لهم حتى النخاع ويختلفون مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يناضل من أجل استعادة وطن مسلوب ،الحرب قادمة الحرب قادمة لا محالة وكل مايحدث من مفاوضات لن يقبل بنتائجها الأعداء قط فجهزوا المدافع والدبابات والطائرات وراجمات الصواريخ ايها الجنوبيون ورصوا الصفوف لصد الزحف البربري اليمني القادم من صحراء مأرب وجبال البيضاء وحدود يافع والضالع ولحج وكرش ومكيراس وكما قال الرئيس علي سالم البيض نكون أو لا نكون ،وهذا مصيرنا لابد من المواجهة مهما كلفنا ذلك من تضحية وكما قال المجاهد عمر المختار نموت أو ننتصر . فالنصر حليف الجنوب بإذن الله .  والله من وراء القصد ...!!

مقالات الكاتب